داعش يحشد المدنيين في الرقة لاستخدامهم دروعاً بشرية أو القتال إلى جانبه
مع اقتراب معركة الرقة الكبرى يبدو أن تنظيم داعش الإرهابي الذي يحكم السيطرة على المدينة قد حسم أمره باتخاذ أكبر عدد ممكن من المدنيين دروعاً بشرية خلال المعركة المرتقبة، فأشرف على نقل الكثير من المدنيين من مناطق سيطرته في شمال حلب إلى الرقة عبر نهر الفرات.
وذكر تقرير لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن التنظيم لا يزال يواصل السماح للمدنيين النازحين من ريف حلب الشرقي، بالدخول إلى مدينة الرقة، حيث يشرف على عملية نقلهم على متن العبَّارات والزوارق، عبر نهر الفرات، من ضفتها الجنوبية إلى الشمالية.
ونقل المرصد عن مصادر أهلية في المدينة: أن عملية النزوح جاءت في توقيت خاطئ، من الناحية الإنسانية، فالمدينة باتت محاصرة مع أجزاء من أريافها الغربية والشمالية والشرقية، من قبل «قوات سورية الديمقراطية» المدعمة بقوات خاصة أميركية، بعد قطع طريق الرقة – دير الزور مؤخراً في شرق الرقة، والوصول إلى شمال سد الفرات بريف الرقة الغربي، وقطع كافة الجسور والمعابر المائية، بحيث باتت وسيلة التنقل الرئيسية الزوارق والجسور المتحركة والعبَّارات».
وبين، أن التحضيرات تتواصل من قبل «الديمقراطية» والتحالف الدولي لمعركة الرقة الكبرى، إثر استقدام الأخيرة لتعزيزات من مقاتلين وآليات، بالتزامن مع إدخال التحالف الدولي لمئات الآليات العسكرية مصحوبة بعتاد وذخيرة ومستشارين عسكريين والعشرات من الجنود في القوات الخاصة الأميركية، للمشاركة في معركة الرقة الكبرى.
ونقل المرصد عن نشطائه: أنه في الأيام الفائتة شهدوا مرور مئات الآليات العسكرية القادمة عبر معبر سيمالكا في الشرق والذي يربط بين الجزيرة السورية وإقليم كردستان العراق، متجهة نحو الرقة.
كما أكدت المصادر وفقاً للمرصد، أن التنظيم لا يزال يمنع المدنيين من الخروج من الرقة، أو من مناطق سيطرته إلى خارجها، مقابل زيادة أعدادهم في المدينة حيث أكد الأهالي أن التنظيم يحاول الاحتماء بالمدنيين، وتأخير أو منع عملية إخراجهم من مدينة الرقة، عبر جعلهم دروعاً توقف عملية «غضب الفرات» التي تقودها «الديمقراطية».
كما أكد المرصد بدء ارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة الغلاء في المواد المعيشية ومستلزمات الحياة، نتيجة لتناقص ورودها إلى الرقة بعد قطع كافة الطرقات البرية الواصلة إلى المدينة، إضافة إلى سماح التنظيم للنازحين من ريف حلب الشرقي، بالانتقال إلى مدينة الرقة وريفها، ونقلهم بوساطة عبّارات وزوارق مجتازاً بهم نهر الفرات، وذلك بعدما كان يمنعهم سابقاً من الدخول إلى حدود المحافظة
ووفقاً للمرصد فإن أكثر من 300 من عوائل القيادات والعناصر الأجنبية، إضافة لعدد من العوائل السورية، فروا من مدينة الرقة، عبر زوارق مائية وعبَّارات نقلتهم إلى الضفة الجنوبية لنهر الفرات، ومن ثم توجهت هذه العوائل باتجاهين متغايرين، حيث فر قسم منهم إلى محافظة دير الزور فيما انتقل القسم الآخر إلى ريف حماة الشرقي، وذلك خلال الـ36 ساعة التي سبقت تاريخ نشر المرصد لهذا التقرير.
وسعى التنظيم بحسب المرصد إلى استنفار المساجد إذ شهدت الرقة قيام «الشرعيين» وأئمة مساجدها بمخاطبة المواطنين في المدينة، بأن «كل من لا يحمل السلاح ويدافع عن أرضه وعرضه، فهو ديوث لأن الأميركيين سيغتصبون عرضه بعد أن يحتلوا أرضه»»، كما استقدم عناصر فارين من التنظيم من ريف حلب الشرقي، ووصل عدد الواصلين إلى مدينة الرقة أكثر من 230 عنصراً وقيادياً ميدانياً.
وكالات
إضافة تعليق جديد