السياسة السعودية: لن يغنِ التطبيع من السقوط
الجمل ـ بقلم جمال رابعة:
ترتكز استراتيجية بني سعود على قاعدة أساسية هي العدو الخارجي الذي يهدد كيان المملكة لتصدير وترحيل النزاعات التي طالت الصف الأول من العائلة المالكة بين الأمراء من جهة، والشعب الذي وقع تحت رحمة الأزمة الاقتصادية بسبب السياسات الخارجية الرعناء والدخول في حروب مباشرة كحرب اليمن وحروب بالإنابة عبر تمويل العصابات الإرهابية الوهابية كما يحصل في سورية واليمن والعراق عبر رابطة العالم الاسلامي ورصد الميزانيةالكبيرة والتي تتجاوز ميزانية وزارة الدفاع السعودية من جهة أخرى .
وحيث بلغت الخلافات ذروتها بين أمراء الصف الأول، لجهة عزل محمد بن نايف وتولية محمد بن سلمان، زاد لهيب الصراع بين الأمراء بعد اجراءات اقصائية طالت بعض الأمراء .
من هنا كان لزاما تصدير هذا الصراع خارجا، على شكل خطر خارجي وهنا اوجه التشابه مع الكيان الصهيوني حيث من يرسم السياسات الخارجية لبني سعود هذا العدو ، بمايخدم مصالحه الاستراتيجية، فكانت حرب اليمن وسورية دعما لكل مجاميع الارهاب الدولي في العالم ونتيجة تسارع الأحداث بتولية محمد بن سلمان وتصاعد التوتر داخل الأسرة المالكة، كان الخلاف القطري وبين والسعودية والبحرين والإمارات ومصر بدعوة خروج قطر عن الصف ودعمها الارهاب وهدفه أمرين:
الأول تبرير وتبرئة بني سعود من تمويل ودعم الارهاب،( ولو لحين) وخاصة بعد قانون جاستا الأميركي الذي يدين السعودية بتمويل ودعم الارهاب .
الثاني إيجاد خطر وعدو خارجي يهدد ويتربص أمن وكيان المملكة تحت عنوان أن قطر (بني حمد) تتآمر على المملكة (بني سعود) .
لكن دونالد ترامب الذي طالب بني حمد، بوقف دعمها للارهاب، وهي أحد الرعاة الرئيسيين لهذا الإرهاب الدولي ، لم يطلب ذلك من النظام الوهابي للملكة الداعم للارهاب بقوة، انها لعبة امريكية تتمثل في الضغط على بني حمد احد ممولي الارهاب، وتبرئة بني سعود ، رغم انهم غارقون في دعم وتمويل العصابات الارهابية، وارتكاب المجازر والمذابح في سوريا واليمن، وهذا ماجاء على ألسنة المسوؤلين الأميركيين في مقدمتهم دونالد ترامب.
في ذات الإطار ضمن الاستراتيجية للمشروع الصهيو-أميركي-خليجي كان محاولة استبدال العدو التاريخي للعرب والمسلمين ، الكيان الصهيوني بالجمهورية الإسلامية الإيرانية تحت شعارات طائفية وهذا يأتي في إطار رسم السياسة الخارجية الأميركية، وتلتقي بذات الأهداف للعدو الصهيوني الغاصب لفلسطين والأسرة المالكة بني سعود، حفاظا على وجودها والاستمرار في حكم شبه الجزيرة العربية، فلابد من وجود العدو الافتراضي لصرف النظر على الكرسي الملكية، والإيحاء للداخل من الأمراء والشعب ، إن هناك خطر يهدد أمن المملكة وترحيل الخلافات أملا منهم أن الزمن كفيل بحل مشاكلهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، من هنا نشهد التطور بالعلاقات السياسية والاقتصادية بين بني سعود، والكيان الصهيوني وبدأت تخرج للعلن
ما بعد الاتفاق النووي الإيراني مع السداسية الدولية، و بعد مفاوضات ماراتونية طويلة سبقها لقاءات ثنائية بين الطرف الاميركي و الايراني، عبر الوسيط العماني، أفضت إلى اتفاق حول الملف الايراني.
ما أثار حفيظة بني سعود لتسريع وسائل الاتصال مع الكيان الصهيوني لتظهر العلاقات السرية التي عمرها منذ تأسيس المملكة الوهابية للعلن، و عقد عدة لقاءات تصدرها أنور عشقي باتصالات متعددة و لقاءات مستمرة مع وزير الأمن الصهيوني السابق، و مشروع الجسر الذي يربط أفريقيا بأسيا والذي يرتبط بتخلي سيسي مصر، عن جزيرتي تيران وصنافير خدمة لذات المشروع.
وفي السياق ذاته يقول عشقي في مقابلة مع قناة دويتشه فيله "DW" الألمانية ان السعودية بعد تسلمها جزيرتي تيران وصنافير عقب إقرار البرلمان المصري لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية، ستتعامل مع اتفاقية كامب ديفيد التي لم تعد اتفاقية مصرية-إسرائيلية
وكشفت العديد من المصادر عن لقاءات سرية عدة تمت بين محمد بن سلمان ومسؤولين صهاينة، كانت (المنـار) قد كشفت عنها في حينها، وهذا يؤشر الى أن الفترة القريبة القادمة سوف تشهد اشهارا لهذه العلاقات، وتطبيعا واسعا بين بني سعود، والعدو الصهيوني، حيث يجري منذ زمن المضي قدما لتنفيذ ماورد.
العلاقات بين الرياض وتل أبيب، ليست وليدة اللحظة وانما قديمة جدا، وقد كشفت (المنـار) عن اتصالات سرية جرت في آذار من العام 1995 بين سلمان بن عبدالعزيز الملك السعودي الحالي عندما كان حاكما لرياض مع اسحق رابين.
في هذا الاطار تأتي تصريحات ليبرمان حول التسوية في سورية، و موقف العدو الصهيوني تجاه الرئيس الأسد و التي تتوافق مع تصريحات السابقة لبني سعود ( عبر بوقهم الجبير ) هذا يؤكد بما لا يدع للشك الاتفاق بين السعودية و العدو الصهيوني إنهما حليفتان في الحرب المادية والنفسية ضد الدول العربية العلمانية الحديثة
ولكن المؤشرات والدلائل تؤكد داخل الأسرة وخارجها من شعب شبه الجزيرة العربية، لجهة تردي الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي وكما أن حالة من اليأس والتذمر هي السائدةفي أوساط شعب شبه الجزيرة العربية، والذي ينبئ بانفراط العقد الإجتماعي كالجالس على فوهة بركان قابل للانفجار.
في مثل هذه الظروف لاينفع هؤلاء ضمانات الإدارة الأميركية للحفاظ عليهم في استمرار الحكم ولم يقرأوا التاريخ، ولم يتعظوا ، فإن الإدارات الاميركية كانت دائما تحتقر و تتخلى عن عملائها، كما كان شاه ايران و السادات و دكتاتور الارجنتين بيونشيت، و يحضرني للمناضل الاممي تشي غيفارا قولا، عندما شبه عملاء اميركا بالليمونة عندما ينتهي عصرها ترمى ليؤخذ غيرها.
*عضو مجلس الشعب السوري
إضافة تعليق جديد