بعد إسقاط ال : F16 إسرائيل تستعد لحرب حقيقية مع إيران وسورية
الجمل: بقلم: تايلر ديردن - ترجمة وصال صالح
بعد يوم واحد من "التصعيد الأكثر أهمية" في حدة التوتر بين إسرائيل وسورية/إيران، وإسقاط طائرة F-16 إسرائيلية فوق مرتفعات الجولان كانت قد قامت بمهاجمة قاعدة سورية بذريعة انطلاق طائرة بدون طيار"درونز" منها منتهكة المجال الجوي الإسرائيلي، " يبدو أن اسرائيل تستعد لحرب في الشمال" وفقاً لصحيفة جيروزاليم بوست التي أفادت أن الدولة اليهودية عززت دفاعاتها الجوية في المنطقة على طول الحدود السورية في أعقاب المواجهة "الكبيرة بين الدولة اليهودية، سورية وإيران ".
ونقلت الصحيفة عن شهود عيان رؤيتهم لقافلة بطاريات دفاع صاروخي متجهة إلى الشمال على مقربة من المدينة العربية-الإسرائيلية باقة -الغربية. ونشر شهود آخرين صوراً لعدة شاحنات كانت تحمل البطاريات على الطرق السريعة الرئيسية في شمال إسرائيل.
تجدر الإشارة إلى أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية تشمل حالياً "القبة الحديدية"، التي صممت بهدف إسقاط الصواريخ القصيرة-المدى. بالإضافة إلى ذلك هناك نظام آرو "السهم"، الذي يعترض الصواريخ البالستية خارج الغلاف الجوي للأرض، ونظام الدفاع الصاروخي ديفيد سلينغ، بهدف اعتراض الصواريخ الباليستية التكتيكية، المتراوحة بين صواريخ متوسطة إلى طويلة المدى وصواريخ كروز التي تطلق من نطاقات يتراوح مداها بين 40 كم إلى 300 كم.
يقال إن نظام آرو استخدم لأول مرة في اذار لاعتراض ثلاثة صواريخ أرض-جو "سام" كانت قد أطلقتها الدفاعات الجوية السورية من أجل استهداف طائرات إسرائيلية كانت تنفذ غارة داخل الأجواء السورية.
وفقاً لوكالة فرانس برس وجهت إسرائيل تحذيراً صارماً يوم الأحد إزاء الوجود الإيراني في سورية المجاورة بعد المواجهة التي سبق الإبلاغ عنها بين الدول المجاورة ما يهدد ببدء مرحلة جديدة وغير متوقعة من حرب السبع سنوات السورية، والتي يبدو الآن أيضاً أنها ستشارك في حرب فعلية ضد إسرائيل.
في تصعيد درامي، شنت إسرائيل غارات جوية رئيسية في سورية يوم السبت، بما في ذلك ضد ما وصفته بأهداف إيرانية –وهي المرة الأولى التي تعترفت فيها إسرائيل علناً بالقيام بذلك منذ بداية الحرب. وجاءت الغارات بعد إسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة مقاتلة إسرائيلية من طراز F16. وعلى الرغم من نجاة الطيارين إلا إنها المرة الأولى التي تفقد فيها إسرائيل طائرة حربية في المعركة منذ عام 1982.
وتعليقاً على التصعيد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بداية الاجتماع الأسبوعي للحكومة يوم الأحد "لقد ألحقنا يوم السبت ضربة قاصمة بالقوات الإيرانية والسورية،" مضيفاً "أوضحنا للجميع أن قواعد اشتباكنا لن تتغير في أي حال من الأحوال. سوف نستمر في إيذاء أي شخص يحاول إلحاق الأذى بنا. هذه هي سياستنا وهذه ستبقى سياستنا ".
أيضاً تحدث وزراء إسرائيليون آخرون عن رفضهم القبول بترسيخ إيران نفسها عسكرياً في سورية، كما قال نتنياهو مراراً وتكرارا. غير أن طهران تنفي المزاعم الإسرائيلية هذه.
وبينما قال العديد من المحللين أنهم لا يتوقعون تصعيداً آخر في الأيام القادمة، إلا أن البعض تحدث عن إمكانية دخول الحرب في سورية مرحلة جديدة. ونتيجة لما شهدته عطلة نهاية الأسبوع من توتر، انخفضت أسهم إسرائيل إلى 1.3%، بعد اقتراب إسرائيل وإيران من المواجهة في سورية.
من جهتها نقلت بلومبرغ، عن إيلانيت شيرف وهو رئيس أبحاث الأسهم في أكبر مستثمر مؤسسي في إسرائيل "باغوت إنفستمنت هاوس" أن انخفاض الأسهم الإسرائيلية يوم الأحد "يعود أساسا إلى التطورات في الساحة الأمنية خلال عطلة نهاية الأسبوع"، وأن "المواجهة في سورية كانت غير نظامية بطرق عديدة، وهناك قلق، بطبيعة الحال، من تطور الأمور إلى مزيد من التشابك."
وفي خطوة شكلت مفاجأة للبعض، قال عوفر زالزبيرغ من مجموعة الأزمات الدولية، إن سورية قد تصبح أكثر جرأة في محاولة وقف الضربات الإسرائيلية داخل البلاد، في حين تريد إسرائيل الاحتفاظ بقدرتها على العمل هناك عندما ترى الوقت مناسباً. ولتتخيل أن: بلداً يملك الجرأة للدفاع عن سيادته.
لا يزال، المتفائلون يعتقدون أن التصعيد الأخير سيبقى وارداً: قال زالزبيرغ "أعتقد أنه من المحتمل أن يكون هذا الحادث وارداً أكثر لأنه أساساً محاولة تدريجية لإعادة التفاوض بشأن ما يسمى قواعد اللعبة"، قال زالزبيرغ مشيراً إلى أنه على الروسيا التوسط.
وعلاوة على ذلك، حذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، يوم السبت، من أن سورية وإيران "تلعبان بالنار" ، لكنه شدد على أن إسرائيل لا تسعى إلى التصعيد. وقال كونريكوس إنه "الانتهاك الإيراني الأكثر وضوحاً وحدة للسيادة الإسرائيلية" في السنوات الأخيرة.
بعد تصعيد يوم السبت، رفضت إيران "الأكاذيب" الإسرائيلية وقالت إنه من حق سورية الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الإسرائيلية. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي بأنه "ليس لدى إيران أي وجود عسكري في سورية، وأنها فقط أرسلت مستشارين عسكريين بناءاً على طلب الحكومة السورية". في الوقت نفسه، شددت روسيا على ضرورة "تجنب أي إجراء يمكن أن يفضي إلى تصعيد خطير".
وكان نتنياهو تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بعد مواجهة يوم السبت.
بطبيعة الحال، واشنطن تدعم إسرائيل لذلك فهي اتهمت إيران بالتصعيد. وسط هذه الجواء المتوترة، بدأ تيلرسون يوم الأحد جولة في الشرق الأوسط ستقوده إلى الأردن وتركيا، ولبنان، ومصر والكويت.
في نهاية المطاف فإن قرار ما إذا كانت حرب كاملة ستتمخض عن الصراع الأخير، هذا الأمر يقع على عاتق كل من بوتين ونتنياهو: حيث التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة بانتظام مع الرئيس الروسي في محاولة لإقناع روسيا بإبقاء القوات الإيرانية بعيداً عن إسرائيل. هذا وكانت روسيا وإسرائيل أيضاً قد أنشأتا خطاً ساخناً لتجنب الاشتباكات العرضية في سورية.
عن: Zero Hedge
.
إضافة تعليق جديد