«داعش» يواصل هجماته شرق الفرات
رغم إعلان «قوات سوريا الديموقراطية» استئناف العمليات البرية الهجومية على تنظيم «داعش» على الضفة الشرقية لنهر الفرات، أول من أمس، كانت وحداتها المنتشرة في محيط «جيب هجين» في موقع الدفاع أمس، عقب هجمات متعددة نفذها التنظيم، وخاصة على محور حقل التنك. ولم يمنع القصف الكثيف من قبل مدافع وطائرات «التحالف الدولي»، الذي استهدف مناطق سكنية عدة، عناصر «داعش» من التحرك خارج تلك التجمعات والهجوم على مناطق مفتوحة في محيط الحقول النفطية. الفعالية الضعيفة لإعلان «عودة العمليات» (الذي ربطته «قسد» بمجريات المنطقة الحدودية مع تركيا)
لم تكن مستبعدة، خاصة أن «داعش» كان يتوسع في وادي الفرات على حساب «التحالف» وقواته البرية. وجهدت «قسد» على إظهار قرارها، مستنداً إلى «حصيلة» جهود واسعة، وأنه أتى «نتيجة الاتصالات المكثفة بين القيادة العامة لقواتنا وقادة التحالف الدولي، وكذلك الحركة الديبلوماسية النشطة التي استهدفت نزع فتيل الأزمة على الحدود، والدعوات الإيجابية من قبل الحلفاء لضبط النفس وتركيز الجهود على محاربة الإرهاب وملاحقته». هذه الاتصالات والجهود التي ترجمت هدوءاً حذراً على الحدود السورية ــــ التركية خلال الأيام الماضية، لم يرشح عنها ما يدلّ على أنها وصلت إلى توافقات واضحة حول مصير شرق الفرات.
وبقي اللقاء المقتضب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة الفرنسية، من دون تعليقات رسمية لاحقة من أنقرة أو واشنطن، رغم أن أردوغان كان قد صرّح قبلاً بأنّ ملف شرق الفرات والدوريات الأميركية المرافقة لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، سيناقش مع ترامب. وشهد أمس زيارة وفد عسكري وديبلوماسي من «التحالف» يضم مستشار وزارة الخارجية الأميركية وليام روباك، مدينة منبج، حيث التقى أعضاء «القيادة العامة لمجلس منبج العسكري».
وتشير التصريحات التي خرجت عن بعض المسؤولين الأتراك، عقب لقاء باريس، إلى أن النقاط العالقة بشأن «الوحدات» الكردية ما زالت على حالها، إذ اعتبر وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أن «الأميركيين يكيلون بمكيالين... فهم أرادوا كسب ودّ شعبنا من خلال إدراج ثلاثة إرهابيين (في إشارة إلى المكافآت الأميركية المعروضة على من يدلي بمعلومات عن ثلاثة قياديين في «حزب العمال الكردستاني») على قائمة المطلوبين»، ولكنهم يتقاسمون عوائد النفط مع «العمال الكردستاني» في سوريا والعراق، على حد تعبيره. وفي الوقت نفسه، لم تتوقف تحركات تركيا غير العسكرية في سياق التحشيد ضد وجود «الوحدات» الكردية في مناطق شرق الفرات، إذ نظّمت أول من أمس، أول تجمع يطالب بدخول «الجيش الحر» والجيش التركي إلى مدينة تل أبيض و«تحرير شرق الفرات». وحضر التجمع الذي عقد في بلدة أقجة قلعة الحدودية، بعض زعماء العشائر المدعومين من أنقرة وقادة في فصيل «أحرار الشرقية» الذي يعمل تحت إمرة الجيش التركي وينحدر معظم مقاتليه من مناطق شرق الفرات.
وفي موازاة تلك التطورات، بدا لافتاً خلال اليومين الماضيين، الجدل الذي أثاره قرار «حكومة الإنقاذ» المحسوبة على «هيئة تحرير الشام» اعتماد علم جديد يشابه «علم الجيش الحر» تُستبدل بنجماته الثلاث الحمراء عبارةُ «لا إله إلا الله محمد رسول الله» باللون نفسه. وبينما اختلفت شخصيات معارضة و«جهادية» في شأن هذه الخطوة ومغزاها وتبعاتها، تقاطعت آراء الأوساط المعارضىة على أنها قد تعطي «حججاً» لاستهداف إدلب ومحيطها. وتزامنت هذه الخلافات مع تصعيد عسكري متقطع على جبهة ريف حماة الشمالي، حيث استهدف الجيش عدة مواقع للفصائل المسلحة في بلدات سكيك والتمانعة ومورك ومحيط تل الصخر واللطامنة ومعركبة.
وبعد زيارة مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، إلى كل من دمشق وطهران، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية حسين جابري أنصاري. وتطرق البحث إلى ملفات «مكافحة الإرهاب والجهود المبذولة لتحقيق تقدم على المسار السياسي وخاصة في ما يتعلق بتشكيل لجنة مناقشة الدستور الحالي».
الأخبار
إضافة تعليق جديد