«قسد» و«التحالف» يعرضان اللقطات الأخيرة من مسرحية الباغوز
فيما يمكن اعتباره اللقطات الأخيرة من مسرحية «قوات سورية الديمقراطية- قسد» و«التحالف الدولي» بالقضاء على تنظيم داعش الإرهابي في جيبه الأخير بشرق الفرات، ادعت «قسد» أمس أنها سيطرت على مخيم بلدة الباغوز، في حين عزز «التحالف» بشحنة كبيرة وجوده في قاعدة «خراب عشك» قرب عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي.
ورغم إعلان «داعش» منذ أسابيع عن اتفاق مع «قسد» و«التحالف» لخروج من يرغب من مسلحيه بأمان، وخروج الآلاف، نقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء ظهر أمس عن مدير المركز الإعلامي لـ«قسد» مصطفى بالي ادعاءه في تغريدة على «تويتر» أن «قسد» سيطرت على مخيم داعش في الباغوز، لكنه أوضح أن ذلك «ليس إعلاناً للنصر ولكن تقدماً مهماً في القتال ضد داعش»!
وتزعم «قسد» أنها ومنذ 9 شباط الماضي تشن هجوماً عنيفاً على جيب التنظيم في الباغوز، في إطار ما تسميه «عملية واسعة» بدأتها قبل ستة أشهر بزعم طرد التنظيم من معقله الأخير في ريف دير الزور الشرقي، بدعم من «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا.
ويرى مراقبون، أن «قسد» و«التحالف» يهدفان من وراء هذه المسرحية إلى إظهار نفسيهما أنهما حققا انتصاراً كبيراً بالقضاء على داعش، في حين في حقيقة الأمر ما يجري هو سيناريو مشابه لما حصل في الرقة عندما خرج التنظيم بأمان من المدينة بموجب اتفاق أبرمه مع «قسد» و«التحالف».
من جهتها ذكرت وكالة أنباء «هاوار» الكردية، أنه «ونتيجة ما سمته «تقدم» مقاتلي «قسد» المستمر في الباغوز و«تحريرهم» المزيد من المواقع وعدم قدرة مرتزقة داعش الصمود أمام ضرباتهم المباشرة، «استسلم اليوم (الثلاثاء) الآلاف من المرتزقة لقوات سورية الديمقراطية».
ونقلت الوكالة صورة، قالت إن مراسلها تمكن من التقاطها وهي «تظهر استسلام المرتزقة في الباغوز» على حين يبدو في الصورة رجال ونساء حول عدة شاحنات فارغة، وعلى مسافة أكثر من خمسين متراً من المصور، ولا يظهر في الصورة أي مسلح من «قسد»!
وبحسب وكالة «أ ف ب»، «لم تنتشر «قسد» داخل المخيم بعد، مبينة أن المخيم «عبارة عن خيم عشوائية بينها عشرات السيارات والشاحنات الصغيرة المتوقفة وبعضها محترق، عند أطراف بلدة الباغوز، لكنها تمكنت من تطويق مسلحي التنظيم الذين لم يستسلموا، وحشرهم في مساحة محدودة على ضفة نهر الفرات المحاذي للبلدة».
وأشارت الوكالة إلى أن «قسد» لا تمتلك تصوراً عن عدد الإرهابيين المحاصرين ومدى قدرتهم على الاستمرار في القتال. لكن بالي زعم أن هناك «اشتباكات متواصلة مع استمرار مجموعة من إرهابيي التنظيم، محتجزة في منطقة صغيرة، في القتال».
وفي تغريدة أخرى، أعلن بالي أمس «القبض على المئات من مسلحي داعش الجرحى والمرضى» إثر تقدم قواته باتجاه المخيم، تم نقلهم إلى «مستشفيات عسكرية قريبة للعلاج»، على حين ذكرت وكالة «رويترز» نقلاً عن بيان لـ«قسد» أن الأخيرة أسرت 157 إرهابياً معظمهم أجانب أثناء تعقبها للمتشددين الذين يحاولون الفرار من الجيب.
ووفق «أ ف ب»، أحصت «قسد» خروج أكثر من 66 ألف شخص من جيب التنظيم منذ مطلع العام، بينهم 37 ألف مدني و5000 إرهابي ونحو 24 ألفاً من أفراد عائلاتهم. كما أفادت عن اعتقال «520 إرهابياً في عمليات خاصة».
وفي شأن متصل بشرق الفرات، نقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض شريطاً مصوراً أكد فيه «دخول نحو 200 شاحنة محملة بالأسلحة والمعدات العسكرية واللوجستية، التي قدمت من إقليم كردستان العراق، متجهة نحو قاعدة (التحالف في) خراب عشك في ريف عين العرب» بريف حلب الشمالي.
الوطن
إضافة تعليق جديد