بورصة البيض تترنح.. فمن المسؤول؟
ما بين ليلة وضحاها ولمدة لم تتجاوز الأسبوع انخفض سعر كرتونة البيض إلى النصف تقريباً ليعاود الارتفاع إلى السعر الذي ثبت عليه منذ أكثر من عامين وسط «وشوشات» لمربي دواجن تؤكد أن سبب اختلاف بورصة أسعار البيض دخول شحنة بيض مهرب إلى البلاد يقابلها تهريب بيض سوري إلى العراق، على الطرف الآخر انخفض مؤخراً سعر الفروج بشكل ملحوظ بسبب العرض الكبير، في حين لم تبدُ الأسباب مهمة للمواطن «المعتر» الذي اكتفى بقوله: المهم أن تبقى أسعار البيض منخفضة.
مربحة
أحد المربين أطلق على مهنة تربية أمات الفروج البياضة أربح تجارة مقارنة بين سعرها وتكلفتها ولاسيما أنها لا تخسر إلا في حالات قليلة – كما يقول- فجميع دواجنها تعمل ضمن شروط صحية جيدة تتضمن تدفئة وتكييفاً صيفاً وشتاءً، فمثلاً رأس مال تربية 10 آلاف بياض يكلف اليوم بحدود 50 مليون ليرة أي إن من يُقدم على تلك التربية لن يقف بوجهه تركيب أجهزة تكييف وتبريد، على عكس مربي الفروج ذي الأعداد الأكبر التي من الممكن أن تتعرض أفواجها للخسارة عند وجود أي جائحة أو موجة حر وبرد.
واستغرب المربي الذي رفض الكشف عن اسمه ارتفاع سعر صحن البيض ولاسيما أنه يصل إلى يد المستهلك بسعر 1150 ليرة، في حين أن تكلفته لا تفترض ذلك المبلغ لكن تهريب البيض إلى العراق رفع سعره، مشيراً إلى أن إدلائه بهذه الحقيقة سيزعج كبار المربين.
عرض وطلب
مدير عام المؤسسة العامة للدواجن سراج خضر أكد أن سعر بيض المائدة والفروج مرتبطان بالعرض والطلب، ففي الفترة الماضية انخفض سعر البيض نتيجة قلة الاستهلاك في شهر رمضان جاء ذلك بالتزامن مع قيام بعض التجار بتنزيل برادات البيض المخزن ما أحدث كثرة بالعرض تقابلها قلة بالطلب إضافة إلى العادات الغذائية المتبعة صيفاً حيث يقل استهلاك الأسر من البيض نتيجة وجود بدائل أخرى من الخضر والفواكه.
واستبعد خضر أن يكون التهريب سبب انخفاض السعر وارتفاعه بين الحين والآخر، فقد خفت نسبته كثيراً بعد الجهود الحكومية والضوابط والقيود، مشيراً إلى أن استقرار سعر البيض بحاجة إلى استراتيجية تتضمن سحب الفائض من السوق وتصديره إلى دول الجوار إضافة إلى ضبط المنافذ الحدودية بشكل أكثر قائلاً: كنا من أوائل الدول المصدرة للبيض إلى دول الخليج وحتى الآن هناك منافذ للتصدير بطريقة أو بأخرى، فقد وصل الإنتاج قبل الأزمة إلى 4,5 مليارات بيضة سنوياً في حين وصل الاستهلاك إلى مليارين و200 مليون بيضة سنوياً، كان يصدر منها بحدود مليار و800 مليون بيضة بينما انخفض الاستهلاك حالياً لأقل من ملياري بيضة.
وأضاف: استوردنا حالياً 50 ألف بيضة من عرق جيد جداً ومن مصدر أوروبي، أصبحوا ينتجون اليوم بحدود 15 ألف فرخة أم بياضة، مشيراً إلى أن الشركة دائماً تستورد بيض أمات البياض فهذه القطعان صمام أمان لتوفير صوص التربية رغم كل الصعوبات.
وحدات تصنيع
رئيس لجنة مربي الدواجن في اتحاد الغرف الزراعية نزار سعد الدين أكد أن سعر البيض والفروج مرتبط بالعرض والطلب ولا تحكمه السورية للتجارة ولا التجار، فالسوق يفرض نفسه، لهذا فالمنتج الزراعي والحيواني غالباً ما يكون خاسراً.وكشف سعد الدين عن إعداد دراسة معمقة عن آلية دعم المربين من خلال دعم السلعة الداخلة بالإنتاج من المقرر أن تنتهي خلال 3 أشهر تتضمن ضرورة توزع المداجن على جميع أنحاء المحافظات فهذا يقلل تكاليف النقل، كما يجب أن يأخذ المصرف الزراعي دوره بإعطاء قروض للفلاح ليستطيع تخزين منتجه تلافياً لوقوعه بالخسارة، إضافة إلى وضع وحدات تصنيع خاصة بالمداجن فهذا ذو جدوى اقتصادية أكثر من إقامة معمل لتجفيف البيض.
وعن الارتباط العكسي بين سعري البيض والفروج أكد سعد الدين عدم وجود أي رابط بين المصلحتين فلكل مصلحة مربوها ومداجنها وعلفها، مشيراً إلى أن اختلاف أعداد مداجن الفروج عنها في البياض ربما تجعل الإختلاف في السعر كما أنه لا يوجد تصدير للفروج لعدم توافر الشروط الفنية فيه التي تتضمن الصعق عبر التجميد المكلف مادياً كما لا يوجد تهريب له باستثناء الشرحات التي تهرب كميات منها لا تتجاوز 700 كيلو يومياً إلى لبنان.
تشرين
إضافة تعليق جديد