كارتر يدافع عن زيارة بيلوسي لدمشق
تختتم رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، جولتها في منطقة الشرق الأوسط الخميس، بلقاء أعضاء مجلس الشورى، في المملكة العربية السعودية، فيما لقيت جهودها الرامية لاستئناف الحوار مع سوريا، دفعة جديدة من جانب الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، في مواجهة الانتقادات المتزايدة لتلك الجهود، من جانب البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية.
وقال كارتر، في تصريحات له مساء الأربعاء: "إنني سعيد لأنها (بيلوسي) تمكنت أخيراً من الذهاب إلى هناك"، مضيفاً قوله: "عندما تكون هناك أزمة، فإن أفضل طريق لحلها، أن تبدأ في التعامل مع الأفراد الذين يمثلون طرفاً حقيقياً بهذه الأزمة."
ورداً على سؤال عما إذا كانت زيارة بيلوسي إلى دمشق، قد تعطي انطباعاً بان الولايات المتحدة لا تتحدث بصوت واحد مع سوريا، قال الرئيس الأمريكي الأسبق: "لا أعتقد أن ذلك يشكل تهديداً على الإطلاق."
وكانت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، قد التقت مساء الأربعاء، العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، في مزرعته بـ"الجنادرية"، حيث جرى خلال الاجتماع بحث مجمل الأحداث والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية، والوضع في العراق.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إنه من المتوقع أن تلتقي بيلوسي مع أعضاء مجلس الشورى، المؤلف من 150 عضواً، والذين يعينهم الملك، ولكنها لن تلقي كلمة أمام المجلس.
ووصلت بيلوسي إلى الرياض الأربعاء، قادمة من دمشق، حيث أجرت محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد، أعلنت بعدها أن "سوريا راغبة في تحقيق السلام في المنطقة."
وأعربت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، أثناء لقاءها الرئيس الأسد، عن قلق بلادها الشديد بسبب استمرار تسلل المسلحين إلى العراق عبر الحدود السورية، ناقلة إلى دمشق رسالة تظهر استعداد رئيس الحكومة الإسرائيلية أيهود أولمرت لإطلاق مفاوضات السلام من جديد.
وتعد الزيارة، التي اعتبر البيت الأبيض أنها "تبعث برسائل متناقضة إلى دمشق"، هي الأولى لمسؤول أمريكي رفيع المستوى إلى دمشق، منذ سنوات.
إلا أنه رغم كل هذه الحفاوة الدمشقية، فإن الرئيس بوش انتقد بشدة زيارة بيلوسي، حيث قال في حديقة البيت الأبيض الثلاثاء، إن هذه الزيارة تبعث "إشارات متباينة."
وأوضح "ما أقصده بذلك، كما تعرفون، فرصة أخذ صور أو الاجتماع مع الرئيس الأسد سيؤدي بحكومة الأسد إلى الظن بأنهم جزء من المجتمع الدولي، فيما هم في الحقيقة، دولة ترعى الإرهاب."
واتهم بوش سوريا بزعزعة استقرار الحكومة اللبنانية، وغض الطرف عن المقاتلين الأجانب الذين يتسللون من حدودها إلى داخل العراق.
وأعلن الرئيس الأمريكي أن المسؤولين الأوروبيين والأمريكيين التقوا في الماضي مع الأسد، "إلا أنه رغم ذلك لم نرى أي تحرك.. ومن ثم فإن موقف هذه الإدارة يتمثل في أن الطريقة المثلى للقاء زعيم مثل الأسد أو أشخاص من سوريا، هي أن يكون ذلك في سياق أكبر للعمل على حمل المجتمع الدولي على المساعدة في تغيير سلوكه."
وكان بوش وفي أكثر من مناسبة كرر رفضه لاحتمال عقد مباحثات مع سوريا رغم أن لجنة مجموعة دراسة العراق المعروفة باسم "بيكر هاملتون" كانت أوصت العام الماضي ببذل جهود دبلوماسية مكثفة تتضمن مشاركة سوريا وإيران.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد