مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يناقش الفتنة بين السنة والشيعة
عقد المكتب التنفيذي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مؤخرا اجتماعه الدوري في بيروت، بحضور عدد من أعضاء مجلس الأمناء.
وتركز الحديث في الاجتماع على سبل معالجة ما يُحكى أنها فتنة بين السنة والشيعة.
وترأس الاجتماع المغلق -الذي عُقد بعيداً عن عدسات وسائل الإعلام- رئيس الاتحاد الدكتور يوسف القرضاوي وكان بمثابة ترتيب للبيت الداخلي، واتخاذ قرارات في بعض المواضيع الإجرائية التي تعني الاتحاد، ورغم ذلك فإن هموم الأمة لم تغب عن نقاشات أعضاء الاجتماع.
كما تم استعراض نتائج الزيارة التي قام بها وفد الاتحاد العالمي إلى إيران، والنقاط الثمان التي تم التوافق عليها مع المسؤولين الإيرانيين، والتي تُوّجت باللقاء المتلفز بين الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ هاشمي رفسنجاني عبر شاشة قناة الجزيرة.
وقال الأمين العام للاتحاد الدكتور محمد سليم العوا "اجتماع المكتب التنفيذي حصل هذه المرة بصورة موسعة ضمت عدداً من أعضاء مجلس أمناء الاتحاد".
وعلل ذلك بأن "عدداً من الموضوعات المهمة برزت منذ الاجتماع السابق وكان لابد من اللقاء للتداول بشأنها والنقاش لاتخاذ القرار المناسب فيها".
وعن أهم المواضيع التي بحثها الاجتماع قال العوا إنهم توافقوا على مسألة العضوية في الاتحاد والعمل على تنظيمها بشكل جيد، كما تم التباحث في علاقة الاتحاد مع الهيئات الأخرى، ومسألة العلاقة بين المسلمين في العالم لاسيما بين المذاهب والفرق المختلفة، إضافة إلى بعض المسائل الأخرى المتعلقة بالأقليات الإسلامية.
وعن المساعي التي قام بها الاتحاد العالمي خلال زيارته إيران للتقريب بين السنة والشيعة، قال العوا إن "المسعى كان لوقف تدهور الأحوال في العراق، ووضع حد لما يُزعم من تدخل إيراني فيه".
وأضاف أن "وفد الاتحاد بقي في طهران نحو خمسة أيام قابل خلالها معظم المسؤولين الأساسيين في هذا الملف، وتوافقنا على مجموعة من النقاط، على أن يتكلم فيها إلى وسائل الإعلام عالم يمثل السنّة وعالم يمثل الشيعة، وحصل هذا اللقاء فعلاً على قناة الجزيرة بين سماحة الشيخ يوسف القرضاوي وسماحة الشيخ هاشمي رفسنجاني".
واعتبر أمين الاتحاد أن "الحوار لم يمضِ على النحو الذي تمنيناه، لكنه على أي حال كان لقاء مبدئياً مهماً، فمجرد ظهورهما معاً واجتماعهما في حوار واحد يدل على أن المسائل ليست بالتعقيد والسوء الذي يُشيعه دعاة الفتنة الطائفية والفرقة المذهبية".
وبسؤاله عما يعنيه النقاش المطوّل الذي استغرقه الحديث عن السنة والشيعة، قال العوا إن هذا يعكس اهتمامهم وخشيتهم وشعورهم بالخطر من محاولة إيقاع الفتنة بين السنة والشيعة، مشيرا إلى أن الاتحاد مع وحدة المسلمين بصفة عامة وهو ضد الفتنة، وهو مع أي دولة إسلامية يُعتدى عليها.
وأضاف أن الاتحاد ضد محاولات زيادة الاحتقان الطائفي أو المذهبي في أي بلد إسلامي أو مكان فيه أقلية مسلمة "لأن هذا الاحتقان لا ينفع إلا أعداءنا، وتمّ التوافق على أن يسير أعضاء الاتحاد في كل أنحاء العالم على هذه الأسس الأربعة".
وختم العوا حديثه جازماً بأن إشعال الفتنة بين السنة والشيعة إنما هو مخطط صهيوني أميركي، داعياً للوقوف في مواجهة هذا المخطط بكل قوة.
يُذكر أن المكتب التنفيذي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يعقد اجتماعاته الدورية كل ستة أشهر.
أواب المصري
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد