تفاصيل المحادثات البريطانية السرية مع فصائل المقاومة العراقية
الجمل: تشير المعلومات الواردة من المصادر البريطانية إلى أن السلطات البريطانية تقوم حالياً بـ(محادثات سرية) مع بعض فصائل وجماعات المقاومة العراقية.
• أهداف المحادثات:
السياسة البريطانية إزاء التعامل مع الآخرين، وبالذات مع المحكومين، ظلت تقوم على قاعدة (فرّق تسد) التي أرساها الملك جورج ملك بريطانيا، وطبقها في القرن الخامس عشر على سكان بريطانيا نفسهم على النحو الذي أتاح لعرشه أن يستمر طويلاً، وبالمقابل على غرار المثل القائل (ابن الفار يطلع حفار) فإن طوني بلير يحاول حالياً تطبيق قاعدة فرّق تسد على العراقيين، وذلك بهدف:
- إقناع الجماعات السنية العراقية بالتخلي عن التعاون مع تنظيم القاعدة السني.
- إقناع الجماعات الشيعية العراقية بالتخلي عن التعاون مع تنظيم جيش المهدي الشيعي.
ويحاول طوني بلير أن ينجح في إقناع هذه الجماعات، خاصة أنه قد نجحت في الماضي تجربة التفريق بين شيعة وسنة العراق
• توقيت المحادثات السرية البريطانية:
يتزامن توقيت هذه المحادثات مع الآتي:
- قيام القوات الأمريكية بحملة تستهدف الجماعات التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر بهدف القضاء على وجوده العسكري بعد انسحابه من حكومة نوري المالكي.
- حدوث خلافات بين عناصر تنظيم القاعدة وبعض عناصر الجماعات السنية في وسط العراق.
- بناء الجدران العازلة الفاصلة بين الأحياء السنية والأحياء الشيعية، وذلك تنفيذاً لأوامر قائد القوات الأمريكية الجنرال بتراوس، والتي أصدرها رغماً عن أنف (رئيس الوزراء) نوري المالكي و(رئيس الجمهورية) جلال الطالباني.
- تزايد التعثر والفشل في تطبيق خطة بغداد الأمنية، وحالياً تزعم إدارة بوش وحكومة طوني بلير بأن عدد الهجمات قد نقص وبالتالي فإن هذا يعتبر مؤشراً للتقدم في تنفيذ الخطة، ولكن المعلومات تقول بأن عدد الهجمات فعلاً قد انخفض، ولكن عدد القتلى أصبحت معدلاته تفوق أضعاف معدلات عدد القتلى في فترة ما قبل تطبيق الخطة الأمنية، وذلك لأن الهجمات أصبحت أكثر تركيزاً وأصبح عدد ضحاياها لا ينحصر في واحد أو اثنين كما كان من قبل، وإنما بالمئات والعشرات.
• إدارة المحادثات السرية:
يشرف على إدارة المحادثات السرية مع الفصائل العراقية:
من الجانب البريطاني:
- دومينيك اسكويز: السفير البريطاني في بغداد.
- مندوب جهاز الأمن الخارجي البريطاني (MI6).
من الجانب العراقي:
- جلال طالباني: (رئيس الجمهورية).
- بعض كبار مساعدي طالباني في الاتحاد الوطني الكردستاني.
- بعض المسؤولين العراقيين من السنة والشيعة المنخرطين في حكومة المالكي والمقربين من جلال الطالباني.
الجماعات العراقية التي تم التحاور مع مندوبيها حتى الآن هي:
- حركة المجاهدين الإسلاميين.
- حركة ألوية عام 1920 الثورية.
- فصيل عزت ابراهيم الدوري.
أماكن اللقاءات:
- داخل العراق: إقليم كردستان، وحصراً في المناطق التي تسيطر عليها قوات البشمركة الكردية التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال الطالباني.
- خارج العراق: العاصمة الأردنية عمان.
تقول المعلومات بأن كل اللقاءات كانت بحضور البريطانيين والطالباني، كذلك يقول البريطانيون بأن الطالباني يبذل جهداً مكثفاً لإنجاح هذه المحادثات، وأيضاً يقوم بجهود أخرى مستخدماً قنوات تعامله مع الأطراف الأخرى، وأيضاً يقوم جلال الطالباني بإخطار الحكومة البريطانية بشكل دوري بكل التفاصيل الدقيقة وتطوراتها يوماً بيوم.
وقد اعطى البريطانيون لجلال طالباني الضوء الأخضر للمضي قدماً في المحادثات وفقاً لصفقة أن تقبل الفصائل المتمردة الانخراط في العملية السياسية والقبول باستمرار الوجود الأمريكي البريطاني مقابل الحصول على العفو العام، وإطلاق سراح المعتقلين السنة الموجودين في السجون العراقية حالياً.
وعموماً، تأتي زيارة طوني بلير الأخيرة هذه على خلفية متابعة هذه المحادثات، وبرغم أن كل الفترة المتبقية لتنحي طوني بلير عن منصب رئيس الوزراء البريطاني هو أقل من شهر، إلا أنه على ما يبدو مازال أكثر إصراراً على تقديم الخدمات (الخمس نجوم) لحليفه وصديقه جورج بوش، والذي أصبحت أيامه في البيت الأبيض الأمريكي أيضاً معدودة.
وقد حملت صحيفة التايمز البريطانية تعليقاً ساخراً على زيارة طوني بلير المفاجئة للعراق، كتبه ديفيد كركنيل المحرر السياسي في الصحيفة، اليوم 20 أيار 2007م، وحمل عنوان (بلير تحت هجوم قذائف المورتر)، قال فيه: إن طوني بلير قد ذهب في المرة السابقة إلى العراق، وسقطت قذائف المورتر العراقية في المكان المخصص لوقوف سيارته داخل المنطقة الخضراء.. ولم يصب بشيء لأن الهجوم جاء قبل أن يستقل سيارته ويغادر بفترة قصيرة، وبرغم ذلك قال طوني بلير للبريطانيين بأن الوضع العراقي في تقدم وتحسن، وبالأمس ذهب طوني يلير إلى العراق في زيارة مفاجئة، وبينما كان يستعد لمغادرة القاعدة العسكرية البريطانية في جنوب العراق، سقطت قذائف المورتر العراقية أيضاً، وكانت هذه المرة قذيفتان، وبرغم ذلك مازال طوني بلير مصراً على القول بأن الوضع العراقي في تقدم وتحسن.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد