الفوبيا وأسبابها
هناك العديد من الأشخاص يعانون من الخوف المفرط من أشياء محددة نتيجة تعرضهم لموقف معين أدى إلى إصابتهم بنوع من الرهاب أو ( الفوبيا) و هي نوع من أنواع اضطراب القلق التي تجعل الشخص يعاني من الخوف الغير منطقي و الغير مبرر من شيء أو كائن حي أو مكان، و يمثل له هذا الأمر تهديداً كبيراً في حياته، حيث يتجنب أصحاب الفوبيا التعرض إلى المواقف التي تؤدي إلى إرهابهم و قد يبدو هذا السلوك في البداية جيداً و لكن تجنب الرهاب دائماً من المحتمل أن يؤدي إلى تفاقمه.
و تختلف أعراض الفوبيا في شدتها من شخص لآخر، و هي عبارة عن بعض العلامات الجسدية و النفسية التي تظهر على مريض الفوبيا عند التعرض للحدث الذي يثير الرهاب ،و قد تتعجب أحياناً من بعض أنواع الفوبيا التي تصيب بعض الناس و لكن في الواقع هناك العديد من أنواع الفوبيا التي قد يصعب دراستها لأن المصابين بها لم يتوجهوا لطلب المساعدة الطبية ، لهذا تبدو دراسة أنواع الفوبيا المختلفة أمراً معقداً إلى حد ما.
و حول هذا الموضوع قال الأخصائي النفسي الدكتور ثائر حيدر في حديث له مع المشهد : الفوبيا أو الرهاب هو أحد أنواع اضطراب الانزعاج العصبي و التي تعرف بالخوف الشديد و المبالغ فيه من أمر ما، و نميزه عن القلق و التوتر بأن الأشخاص الذين يعانون من القلق يخافون من كل شيء، أما الفوبيا و التي تعني الرعب هو الخوف من شيء محدد تصل إلى درجة كبيرة من الشدة الذي قد تتعارض مع الحياة الطبيعية.
أما عن أسباب الفوبيا ربما نظن أنه لا يوجد سبب منطقي يدفع الشخص للخوف من الماء و لكن بعد أن نعلم أنه تعرض للغرق في طفولته و نجا منه بصعوبة قد يزول التعجب من هذه الحالة، و يتابع ثائر حيدر أن للفوبيا أسباب لها علاقة بعوامل جينية وراثية صبغية بمعنى أن يكون هناك أقارب مصابين بهذا النوع من اضطرابات الانزعاج العصبي، و أسباب أخرى مرتبطة بما يسمى في علم النفس (المنعكس الشرطي)، أي التعرض لبعض الأحداث المريعة أو بعض المواقف المدمرة في الصغر يزيد من خطر الإصابة بالفوبيا حيث تنتاب المريض نوبة هلع شديدة تتولد لديه حالة (المنعكس الشرطي) فعندما يكبر و يتعرض لنفس الموقف تتحرض عنده نوبة الهلع فيصبح عنده هذا الرهاب.
بالمقابل هناك نوع من الأشخاص يتعرضون لمواقف تسبب لهم خوف شديد و لكن لا تسبب لهم رهاب و يتابعون حياتهم بشكل طبيعي دون أن تكوّن عندهم عقدة نفسية لأن للفوبيا أسباب أيضاً تتعلق بنمط الشخصية، فالأشخاص تختلف ردود أفعالها تجاه العوامل التي تتعرض لها و تختلف درجة الخوف تجاه تلك العوامل.
و ينوّه ثائر حيدر: أن هناك أنواع عديدة و أشكال مختلفة للرهاب مثل ( الرهاب الاجتماعي و رهاب الخلاء أو الفضاء و رهاب الأماكن المغلقة و المرتفعة و رهاب الحيوانات ) و غيرها الكثير من الأنواع التي لا حصر لها و لكن منها الشائع و منها النادر للغاية.
أما عن أخطر أنواع الفوبيا ففي الواقع كلما زادت أعراض الفوبيا شدة كلما زادت خطورتها فقد تصل الفوبيا إلى تهديد الحياة بسبب الذعر الشديد الذي يشعر به المريض.
و يؤكد حيدر: في الواقع يمكن علاج الفوبيا و التخلص منها و يعتمد علاجها على العلاج النفسي السلوكي المعرفي عند المعالج النفسي و العلاج الدوائي عند الطبيب النفسي.
و يتراوح عدد جلسات العلاج النفسي عند المعالج عادةً بين 12 – 15 جلسة ، يرافقها العلاج الدوائي، و يشعر المريض بعد هذه الفترة بتحسن ملحوظ و يصل لمرحلة الشفاء.
و يمكن أن يستمر الطبيب بالأدوية بعدها عدة أسابيع أو شهور و تصبح الجلسات النفسية في أوقات متباعدة
المشهد
إضافة تعليق جديد