كنوز في الفرات.. أسلحة مرمية وحكايات عن “ذهب التنظيم”
قالت مصادر من الصيادين العاملين في نهر الفرات بمناطق متفرقة من ريف دير الزور والرقة، أن قعر النهر يحتوي على كميات كبيرة من المواد المعدنية والملوثة بما في ذلك مخلفات الحرب التي أُلقيت خلال السنوات الماضية بشكل متعمد أو سقطت فيه بسبب الخطأ في الرمايات المدفعية من قبل الأطراف المتحاربة شرق النهر.
وتشير التقديرات إلى وجود كميات من القذائف غير المتفجرة التي سقطت في النهر خلال السنوات الماضية، وبفعل أن الفرات يحتوي مناطق قليلة العمق فإن ظهور هذه القذائف في مواسم انخفاض مستوى النهر أمر وارد، واحتمالات أن تتسبب هذه المقذوفات غير المتفجرة بإصابات بين المدنيين مسألة غير مستبعدة.
تتحدث مصادر من مدينة الرقة عن استخدام “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” لمجرى النهر كمكب لـ “النفايات الحربية” كـ “فوارغ الرصاص والقذائف المدفعية غير الصالحة لإعادة التدوير”، فالمقذوفات النحاسية يتم صهرها أو بيعها مباشرة لتجار الخردة الذين ينقلون المعادن المستخرجة من المناطق التي تأثرت بالحرب إلى أسواق شمال العراق.
وتشدد المصادر على أن المواد المتفجرة يتم تفكيكها من قبل المنظمات العاملة في مناطق “قسد”، فيما تعتبر عملية تمشيط البيوت والأراضي الزراعية مصدر لـ “الارتزاق”، بالنسبة للفرق الهندسية ومختصي المتفجرات التابعين لـ”قسد”، إذ يعتبرون طلب الشخص تفتيش منزله أو تمشيط أرضه الزراعية بحثاً عن الألغام عملية ربحية وتحدد القيمة المالية التي يتوجب على المالك دفعها بحسب مساحة العقار المشتبه بوجود مخلفات حربية فيه.
فيما تقول مصادر أهلية أن آخر ما تفكر فيه “قسد” هو العمل على تنظيف المناطق التي تسيطر عليها من المخلفات الحربية مجاناً، فحياة السكان ليست في حسابات القيادات الكردية، وتقول إحصائية حصل عليها “أثر برس” من مصدر صحفي قريب من “قسد” أن 150 شخص في أقل تقدير فقدوا حياتهم، كما تعرض 400 شخص آخرون لإصابات بتر أطراف سفلية نتيجة لانفجار ألغام أو عبوات من مخلفات الحرب خلال العامين الماضيين، كما يعيش ضمن مناطق شرق الفرات من ريف دير الزور لوحدها ما يقارب 600 شخص فقدوا طرفاً أو أكثر لذات السبب خلال السنوات الخمس الأخيرة.
وانتشرت معلومات عن وجود أسلحة رشاشة خفيفة ومتوسطة في قعر النهر، وتقول مصادر محلية:
“إن وجود مثل هذه المواد وارد جداً ومصدرها هو قيام عناصر “داعش” برمي أسلحتهم في النهر خلال اجتيازه هرباً من النقاط التي كانوا يتمركزون فيها قبل سيطرة الجيش السوري على غرب الفرات، أو سيطرة قسد على شرقه، فمن كان يحاصر من عناصر التنظيم كان يلجأ للفرار سباحة عبر النهر، وكانت عمليات الهروب بالاتجاهين من عناصر التنظيم الذين لم يمتلكوا خيارات كثيرة حينها”.
ويتحدث السكان عن احتمال انتشار هواية الصيد بالمغناطيس في نهر الفرات للبحث عن القطع المعدنية التي يمكن أن تكون بنادق أو رشاشات أو دراجات نارية، لأنهم يتخوفون من وجود المقذوفات غير المتفجرة والتي قد تكون خطرة في حال التقاطها.
كنوز “داعش”:
تشكل الأموال وكميات الذهب التي كانت بحوزة قيادات التنظيم والتي سُرقت أساساً من البنوك العراقية أو تم تكديسها من خلال عمليات السرقة وتهريب النفط، حلماً بالنسبة لقيادات “قسد”، وتسري شائعات عن احتمال دفن مثل هذه الأموال ضمن الجزر النهرية الموجودة في مجرى الفرات، والتي تُغمر غالبيتها بالمياه خلال موسم الفيضان وتظهر حين انخفاض مستوى النهر.
الوصول لهذه الجزر خطر بالنسبة للمدنيين الذين يسمعون عن ضخامة الكنوز التي يمكن أن يكون التنظيم قد خلّفها وراءه، كما أن عناصر “قسد” وقياداتها يتخوفون من البحث عنها خشية الاعتقال على يد الأمريكيين الذين يعتبرون هذه الكنوز هدفاً لهم، إذ سرت معلومات أن المروحيات الأمريكية هبطت خلال شهر تموز من العام الماضي بالقرب من قرية “الدشيشة” جنوب شرق محافظة الحسكة لتقوم بنقل كميات من الذهب المخزن تحت الأرض بعد حصولها على إحداثيات الموقع من قبل أحد قيادات التنظيم المعتقلين في سجون تسيطر عليها داخل سوريا، وأن هذه الكميات كان التنظيم قد سرقها من بنك في الموصل العراقية خلال سيطرته عليها.
محمود عبد اللطيف
إضافة تعليق جديد