تصاعد الكباش الروسي الأمريكي في سورية
أيهم مرعي:
أنبأ الإعلان الأميركي عن اختراق الطائرات الروسية المجال الجوّي فوق القاعدة العسكرية الأميركية في منطقة التنف على مثّلث الحدود السورية – الأردنية – العراقية، بتصاعد التوتّر الروسي – الأميركي في سوريا، على خلفيّة الحرب في أوكرانيا.
وفي أعقاب الإعلان الروسي عن اعتراض مقاتلة روسية قاذفتَين تابعتَين للقوّات الجوّية الأميركية فوق بحر البلطيق، واتّهام واشنطن، موسكو، بإسقاط مسيّرة أميركية أثناء تحليقها فوق البحر الأسود، أعلنت الولايات المتحدة، أوّل من أمس، على لسان قائد القوّات الجوّية التابعة للقيادة المركزية الأميركية، الفريق أليكسوس جيرينكويتش، أن «طائرات حربية روسية اخترقت المجال الجوي لقاعدة التنف الأميركية جنوب سوريا، 25 مرّة هذا الشهر، كان آخرها الأربعاء»، مضيفاً أن «الطائرات الروسية تحلّق فوق قاعدة التنف كلّ يوم تقريباً خلال شهر آذار، منتهِكةً اتّفاقاً عمره 4 سنوات بين الولايات المتحدة وروسيا، ما يهدّد بالتصعيد». واعتبر القائد الأميركي أن «اتّخاذ الروس موقفاً أكثر عدوانية يأتي في توقيت غريب، وقد يكون من أجل الضغط على الوجود العسكري الأميركي في سوريا».
وفي مطلع الشهر الجاري، تحدّثت وسائل الإعلام السورية الرسمية عن قيام الأميركيين بنقل عدد من سجناء «داعش» المحتجزين في سجن الثانوية الصناعية في مدينة الحسكة، إلى قاعدة التنف الأميركية، تمهيداً لإطلاقهم في منطقة الـ55 كلم حول القاعدة الأميركية، لشنّ هجمات على مواقع الجيش السوري في باديتَي حمص ودير الزور. وبعد ذلك بأيام، زار رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، مارك ميلي، «التنف»، خلال جولة له على المنطقة، أعقبتها بأيام أيضاً، زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل كوريلا، مخيم الهول وسجن الثانوية الصناعية الذي يضمّ قيادات الصفّ الأول من تنظيم «داعش»، منذ نحو أربعة أعوام. ومن هنا، يبدو أن الحَراك الأميركي المكثّف في سوريا، على المستوى العسكري، قرّر الروس مقابلته بحَراك مضادّ، خصوصاً مع اعتقادهم أن الساحة السورية تلعب في مصلحتهم في أيّ تصعيد مع الأميركيين، إذ يمتلكون فيها اليد الأعلى، والدعم الأكبر.
وتتزايد الشكوك الروسية حول وجود مخطّطات أميركية جديدة في منطقة التنف تحديداً، حيث تعمل الولايات المتحدة، منذ مطلع العام الجاري، على تعزيز منظومات الدفاع الجوّي، بعد نجاح ثلاث طائرات إيرانية مسيّرة في التحليق لنحو ساعتين في أجواء المنطقة قبل نحو ثلاثة أشهر، كما استهداف القاعدة الأميركية بعدّة صواريخ، أدّت إلى سقوط جرحى في صفوف «جيش سوريا الحرة»، المدعوم من الأميركيين. ونصبت واشنطن في «معاقلها»، سواءً في الشرق أو في التنف، أنظمة مخصّصة لتعقّب الطائرات المسيّرة، مع نظام دفاع جوّي لاعتراض الصواريخ وإسقاطها، وهو ما ظهر أخيراً خلال اعتراض عدة صواريخ استهدفت قاعدة حقل العمر، في الشهر الفائت. وإضافة إلى ذلك، أطلقت القوات الأميركية مناطيد مراقبة مجهّزة بكاميرات حديثة. في المقابل، تؤكّد مصادر ميدانية، لـ«الأخبار»، وجود «نشاط سوري – روسي – إيراني، لتعقب التحرّكات الأميركية في التنف تحديداً، بعد ورود معلومات عن إمكانية إطلاق الأميركيين ما لا يقلّ عن 200 عنصر من «داعش» في باديتَي حمص ودير الزور»، مشيرة إلى أن «الجانب الروسي تعمّد تكثيف طلعاته الجوية فوق القاعدة، وليس في محيطها، لإثبات جدّيته بمنع أيّ محاولات أميركية لاستثمار عناصر التنظيم، ولمراقبة التحرّكات الأميركية هناك بدقة».
الأخبار
إضافة تعليق جديد