سيــاسيـو إيـران وصحفهـا يفخـرون بنجـاد
ربما قوبل الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بالتهكم في الولايات المتحدة لقوله إنه لا يوجد مثليون في بلاده، غير أنه حاز الثناء في إيران بنقله قضيتها إلى «عرين الأسد». وبصفة عامة، وصف السياسيون ووسائل الإعلام في الجمهورية الإسلامية، حتى بعض أولئك الذين وجهوا في السابق انتقادات للرئيس الايراني، زيارته الى نيويورك بأنها «نصر»، وأدانوا رئيس جامعة كولومبيا لي بولينغر الذي وصف نجاد بأنه «دكتاتور تافه وقاس».
وكتبت صحيفة «ايران نيوز» اليومية تقول «بذهابه بشجاعة وبلا خوف إلى عرين الأسد... من المؤكد أن صورته كبطل ستزداد في الشارع العربي والإسلامي عما سبق». وجاء في صحيفة «كيهان» «صدمة في نيويورك، إيران لمعت بمنطقها»، فيما ذكرت صحيفة «جامي جام» معلقة على مداخلة نجاد في جامعة كولومبيا «نجاد، منتصر في عرين كولومبيا». وأوضحت ان «شجاعة نجاد وثباته في الخطاب وإجاباته الحكيمة، تبعث على الفخر والاعتزاز».
بدورها، اعتبرت صحيفة «همشهري» ان «خطاب نجاد الصريح والنافذ في نيويورك، وتأكيده على سلمية مشروع إيران النووي واستبعاده خيار الحرب ونقده الصريح لسياسات ادارة (جورج) بوش والكيان الصهيوني في العالم، يسحب البساط من تحت أرجل الصهاينة والمحافظين الجدد الذين يقرعون طبول الحرب».
واعتمدت الصحف الإصلاحية لهجة اكثر اعتدالا وأقل تحيزا للرئيس، رغم تشديدها على «فخرها» بزيارة نجاد ونجاحها. فأشارت صحيفة «اعتماد ملي» الى «منازلة كلامية بين نجاد والأميركيين». ورأت انه كان يجدر بنجاد «مغادرة القاعة» (جامعة كولومبيا)، معتبرة ان «الإهانة له هي في الحقيقة إهانة للبلاد»، وشككت ولو بخجل بجدوى قيامه بمثل هذه الزيارة.
وقارنت صحيفة «افتاب يازد» ذات التوجهات الإصلاحية تصريحات نجاد في نيويورك بخصوص مدى احترام إيران للأكاديميين بالطريقة التي يعامل بها بعضهم في إيران. وكتبت «لا شك في أن منطق ورباطة جأش نجاد في مواجهة التعليقات المشينة لرئيس جامعة كولومبيا مصدر فخر لكل الإيرانيين، غير أن التاريخ لن يتذكر هذا السلوك إلا إذا أمكنه إثبات أنه يثق في كل الأكاديميين».
وفي تحليل سياسي، اعتبرت وكالة «مهر» الايرانية للأنباء، ان «التماثيل تهاوت امام الرئيس الايراني في نيويورك». وأوضحت انه «قبل ان يذهب الرئيس لإلقاء كلمة في جامعة كولومبيا، دأب اللوبي الصهيوني على حشد كل إمكانياته من اجل عرقلة الخطاب وتوجيه شتى الاهانات الى الرئيس».
وتابعت الوكالة «كانت الأعراف الدبلوماسية تقتضي ان يترك نجاد صالة الجامعة بسبب هذه الإساءة، ولكن الرئيس المعروف برباطة الجأش ووضوح الحجة، بقي متماسكا لكي يتمكن من استغلال هذا المنبر ليلقي خطابا يفضح من خلاله زيف دعايات الصهاينة ويشرح معاناة الشعبين الفلسطيني والعراقي جراء الاحتلال».
ورأت وكالة «مهر» انه «حينما كان الرئيس يلقي كلمته ويدافع بقوة المنطق عن حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس، كان عدد من قادة العرب الذين جاؤوا الى نيويورك لاستعطاف الاميركيين واللوبي الصهيوني، واقفين كالأصنام أمام وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني في مقر إقامتها في نيويورك للاستماع لأوامرها».
سياسيا، قال رئيس السلطة القضائية آية الله محمود هاشمي شاهرودي الذي وجه في السابق انتقادات لنجاد، إن الرئيس الإيراني تحدى «متآمرين» معادين كي يلقي خطابه. ورغم مطالبة 25 نائبا من وزير الخارجية منوشهر متكي باتخاذ إجراءات لتفادي وجود نجاد في أماكن مثل جامعة كولومبيا «بسبب الإهانة التي تعرض لها»، اصدر 200 نائب بيانا أشادوا فيه بكلمة نجاد «وشجاعته» في كولومبيا، علما ان عددا من أساتذة الجامعة وطلابها وجهوا رسالة اعتذار الى الرئيس الإيراني عقب انتهاء الندوة.
وبرر المستشار الإعلامي الخاص للرئاسة علي اكبر جوانفكر مداخلة نجاد في الجامعة، مشجعا على الاستمرار في «سياسة الرئيس الفاعلة والتوضيحية القائمة على التفاعل مع الرأي العام الأميركي». وأبدى ارتياحه بصورة خاصة لكون «وجود الرئيس لفت انتباه جميع الاميركيين» رغم «تعبئة الصهاينة كل وسائلهم الدعائية لمنعه من إلقاء خطابه النافذ أمام المجتمع الأميركي».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد