رايس تطلب من عباس إسقاط حق عودة اللاجئين
ذكرت وكالة «اسوشييتد برس» امس ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس سعت لتلمس مدى استعداد الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتخلي عن الاشارة الى مسألة عودة اللاجئين، في الوثيقة المشتركة التي يعمل الفلسطينيون والاسرائيليون على صياغتها لتقديمها امام المؤتمر الذي دعا اليه الرئيس جورج بوش في الخريف الحالي، فيما ألمح الاردن الى ان ثمة رغبة فلسطينية وعربية وإسرائيلية بإرجاء المؤتمر بغية الاعداد له بشكل يضمن نجاحه.
وقال عباس بعد لقائه رايس في رام الله «إن أهم شيء نريد الوصول إليه هو وثيقة واضحة ومحددة، تساعدنا على بدء المفاوضات، وفي وقت محدد أيضاً. لا يمكن أن تترك الأمور للظروف». أضاف «ويجب الا يكون هناك إضاعة وقت، ولا يمكن تضييع الوقت والذهاب إلى المؤتمر بأي ثمن، هذا غير ممكن». وتابع عباس ان «الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة» على الفلسطينيين «تعرقل المساعي التي نسعى اليها ونعمل من اجلها للوصول الى وثيقة ذات مضمون تطرح في المؤتمر».
ولم تدل رايس، بعد لقائها عباس، بأي تصريح، فيما كان لافتا إلغاء البيان المشترك الذي كان مقرراً صدوره عقب الاجتماع.
وقبل لقائها عباس، زارت رايس كنيسة المهد في بيت لحم حيث اضاءت شمعة وصلّت، موضحة ان «وجودي هنا في المكان الذي ولد فيه مخلصي يسوع المسيح تجربة مميزة جدا ومؤثرة للغاية».
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة، من جهته، «لا نرى من الاسرائيليين سوى العراقيل... الفجوة لا زالت قائمة» بين الطرفين. اضاف ان «اسرائيل لا تريد جدولا زمنيا ولا الدخول في مفاوضات نهائية» معتبرا ان «مصداقية الادارة الاميركية متوقفة على ممارستها الضغوط على اسرائيل».
وذكرت «اسوشييتد برس» ان الفلسطينيين اعدوا وثيقة مشتركة، تشير الى القضايا الجوهرية، وهي القدس والحدود واللاجئين، وتنص على ذكر جملة او اثنتين على الاقل حول كيفية حل كل من تلك المسائل. غير ان رايس طلبت من عباس ان يقبل بوثيقة اكثر ضبابية، لا تذكر حدود العام ,1967 بحسب مسؤول فلسطيني اوضح ان الوزيرة الاميركية سألت عباس ايضا ما اذا كان الفلسطينيون مستعدين للتخلي عن الاشارة في الوثيقة الى مسألة اللاجئين.
وبعد لقائها وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني في القدس المحتلة، قالت رايس ان ثمة «فرصة معقولة للنجاح» مضيفة «اننا نظهر للاطراف ان ثمة اساسا للتحرك قدما». وتابعت «انها مرحلة في مسيرة، وليس نهايتها» داعية الدول العربية الى «حشد» قواها لدعم المؤتمر.
وقالت ليفني، من جهتها، ان اسرائيل تريد «التوصل الى تفاهم حول اساس مشترك يمكن ان يكون الأكثر اتساعا في الوقت المتوفر» مكررة التحذير من «اثارة توقعات يمكن ان تؤدي الى الاحباط والعنف».
وعشية لقاء رايس والملك الاردني عبد الله الثاني في لندن اليوم، قال مسؤول اردني «ندعم بقوة فكرة المؤتمر، ونعتقد انه يجب التئام اللقاء... لكننا نعتقد انه اذا كان الإرجاء سيفيد نتيجة اللقاء، او ان ثمة حاجة لوقت اضافي لاعداد المؤتمر بشكل مناسب، فليكن» موضحا ان موقف عمان يعكس رغبة اطراف عربية اخرى، بينها الفلسطينيون ومصر والسعودية، وحتى اسرائيل. اضاف ان «الاردن لم يطلب ارجاء المؤتمر بعد».
في القاهرة، قال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى إنه سيدعو الى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، لتنسيق المواقف العربية استعداداً للمؤتمر.
وفي باريس، اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان باريس ستستضيف، في كانون الاول المقبل، مؤتمرا للاطراف المانحة، يستهدف جمع اموال تسهم في وضع اسس الدولة الفلسطينية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد