الحريري يلتقي عون ودمشق تطالبه بوثائق "ادعاءاته المفبركة"
طالبت سوريا رئيس الأكثرية النيابية اللبنانية رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بعرض وثائق ما قالت إنها ادعاءات فبركها عن تخطيط دمشق لاغتياله واغتيال رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة. والتقى الحريري في باريس رئيس التيار الوطني الحر النائب المعارض ميشال عون، وأفيد بأن استحقاق انتخاب رئيس جديد للبنان كان الموضوع الرئيسي في مباحثاتهما. وأعلن قائد الجيش اللبناني أنه غير مرشح للمنصب، وطالب بإخراج اسمه مما سماه “البازار السياسي” في هذا الشأن. وفيما كان مقررا أن يزور وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي بيروت اليوم، أعلنت طهران تأجيل الزيارة.
وفي دمشق، نقلت “سانا” عن مصدر إعلامي سوري مطالبته النائب اللبناني سعد الحريري ب “عرض الوثائق التي زعم أنه يمتلكها بخصوص ادعاءاته المفبركة بوجود مخطط لاغتياله والسنيورة”، وأضاف “طالما أن المذكور يملك هذه المعلومات فلماذا لا يعرضها أمام الرأي العام المحلي والعربي والدولي”.
وأبلغ مسؤول في التيار الوطني الحر وكالة فرانس برس أن رئيس التيار النائب المعارض ميشال عون التقى الحريري في باريس للمرة الأولى منذ نحو عام، ولم يحدد هذا المسؤول الذي رفض كشف هويته مكان اللقاء ولا مضمون المحادثات، غير أن مصادر قالت إن استحقاق انتخاب رئيس جديد للبنان كان الموضوع الرئيسي في محادثات القطبين البارزين في فريقي الموالاة والمعارضة.
وكان قد صدر بيان مشترك عن مكتبي عون والحريري، جاء فيه أن اختيار باريس مقرا للقاء بينهما جاء بهدف التخفف من أعباء الضغوط الإعلامية، والتحرر من المخاطر الأمنية، وذلك بعدما تم تأجيل هذا اللقاء لأكثر من مرة في بيروت. وأفيد بأن اللقاء بينهما أمس سبقه اجتماع بين عون والموفد الفرنسي جان كلود كوسران، في حين التقى الحريري مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية ديفيد ولش الذي يزور باريس لإجراء محادثات مع المسؤولين الفرنسيين، ومنهم كوسران، بشأن الملف اللبناني.
وفي سياق الاستحقاق المذكور، أعلن قائد الجيش اللبناني ميشال سليمان أمس أنه غير مرشح لأي منصب، التزاما منه للدستور، في إشارة إلى نص الدستور اللبناني على أنه لا يجوز انتخاب القضاة وموظفي الفئة الأولى وما يعادلها في جميع الإدارات العامة والمؤسسات العامة، وبينهم قائد الجيش وحاكم المصرف المركزي، لرئاسة الجمهورية مدة قيامهم بوظيفتهم وخلال السنتين اللتين تليان تاريخ استقالتهم، وانقطاعهم فعليا عن وظيفتهم أو تاريخ إحالتهم على التقاعد.
وصدر عن قيادة الجيش مديرية التوجيه بيان جاء فيه “يتناقل بعض وسائل الإعلام مواقف سياسية تعمد إلى زج اسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان كمرشح للرئاسة، بما يوحي أنه مرشح لهذا الفريق أو ذاك”. وأمل البيان من “المهتمين والغيارى إخراج اسم قائد الجيش من البازار السياسي، حرصا على إبقاء المؤسسة العسكرية خارج إطار التجاذبات، لإتمام مهامها المستمدة من الإرادة الوطنية الجامعة، لا سيما وأن قائد الجيش غير مرشح لأي منصب التزاما منه للدستور”.
وتترقب بيروت نتائج لقاءات بشأن الاستحقاق الرئاسي سوف تجري على هامش اجتماع دول جوار العراق المقرر أن تبدأ اليوم في اسطنبول، وأبرزها الذي سوف يجمع وزيري خارجيتي فرنسا برنار كوشنير وسوريا وليد المعلم. وكان لافتاً أمس إرجاء وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي زيارته إلى التي كانت مقررة اليوم إلى بيروت، من دون توضيح الموعد الجديد لها، حيث كان مقرراً إن يشدد متكي على ضرورة حصول توافق داخلي في شأن الاستحقاق الرئاسي، وحث الأطراف اللبنانيين على ضرورة الوصول إليه. ونقلت وكالة فرانس برس عن المسؤول الإعلامي للسفارة الإيرانية في بيروت إبراهيم حرشي قوله أن زيارة متكي أمس إلى العراق هي سبب إرجاء زيارته إلى بيروت، وأوضح أن موعدا آخر لها سيتحدد في أقرب فرصة.
وشهدت بيروت أمس استراحة للحراك السياسي الداخلي، بعد المواقف المتشددة التي أطلقها رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، وجدد فيها رفضه أي تسوية مع المعارضة في ملفي الاستحقاق الرئاسي، وتشكيل الحكومة المقبلة. ورد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، بشكل غير مباشر، على هجوم جنبلاط عليه شخصياً، ووصف كلام جنبلاط ب”النعيق”. وقال بري “على الرغم من الأجواء المتشنجة التي يفتعلها المتضررون من التوافق، وعلى الرغم من التهديد والوعيد بالويل والثبور وعظائم الأمور التي يطلقها هؤلاء المتضررون، فأنا ما زلت على الوتيرة ذاتها من التفاؤل. والأهم أن النعيق الذي نسمعه لن يتمكن أصحابه أبداً ومهما ارتفع صراخهم، أن يوصلوا الشعب اللبناني إلى حافة اليأس أبداً”.
وفي هذه الأثناء، لم تستطع المبادرة التي أطلقها البطريرك الماروني نصر الله صفير دفع موارنة الموالاة والمعارضة إلى التوافق حول مرشح واحد للرئاسة، ويبدو أن اللجنة الرباعية التي شكلها البطريرك لهذه الغاية فشلت في المهمة التي أنيطت بها، ما دفع بالبطريرك صفير، بحسب ما نُقل عن مصادر مقربة منه، إلى أن يردد أمام “دائرة ضيقة جداً” من المطارنة المقربين منه أنه لن يقف متفرجاً في اللحظة الأخيرة، وسيبادر مهما كان الثمن، لأن مستقبل لبنان، وخصوصا المسيحيين، بات على المحك.
وقال صفير إنه لن يقبل بأي لجوء إلى غير الأساليب الديمقراطية، وأنه إذا لم يلتئم نصاب جلسة مجلس النواب في 12 الشهر الحالي سيسمي اسمين أو ثلاثة أسماء من خارج الأسماء المتداولة في قوى “14 آذار”، نسيب لحود وبطرس حرب ونايلة معوض وأمين الجميل، وللمعارضة، ميشال عون، وسيبقى متمسكاً بنصاب ثلثي أعضاء مجلس النواب في جلسة انتخاب الرئيس، ولن يقبل بالانتخاب على أساس نصف الأعضاء زائداً واحداً.
ونفى عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور أن يكون حديث جنبلاط الى “الجزيرة” أول أمس الأول يمثل نعياً للمبادرات التي يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب سعد الحريري، وقال بعد زيارته البطريرك الماروني نصر الله صفير أمس، موفداً من جنبلاط، وناقلاً رسالة منه، إن موقف جنبلاط هو نفسه موقف الحريري الذي يلقى الدعم من كامل قوى “14 آذار”، لكن التقويم المشترك بينهما أن المعركة ليست من يكون الرئيس المقبل للبنان، بل هل سيكون هناك استحقاق رئاسي أولاً.
وكان جنبلاط قد كشف في حديثه التلفزيوني انه طلب من المسؤولين الامريكيين الذين التقاهم “الاعتراف برئيس يأتي بنصاب النصف زائداً واحدا”. وطالب الولايات المتحدة “بتنفيذ عقوبات ضد دمشق”، وقال ان “لبنان لن يرتاح الا بأسقاط النظام السوري”.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد