قمة عربية "مصغرة" بشرم الشيخ تحضيراً لمؤتمر "أنابوليس"
تُعقد بمنتجع شرم الشيخ الخميس قمة عربية مصغرة، من المقرر أن تضم الرئيس المصري حسني مبارك، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في إطار تنسيق المواقف العربية استعداداً لمؤتمر "أنابوليس" للسلام، الذي سيُعقد نهاية الشهر الجاري بالولايات المتحدة الأمريكية.
يأتي انعقاد هذه القمة بعد أقل من يومين على اللقاء الذي جمع الرئيس مبارك ورئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، في شرم الشيخ أيضاً الثلاثاء، وهو اللقاء الذي جاء صبيحة لقاء آخر جمع بين أولمرت وعباس بالقدس الاثنين، والذي استبقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بالإعلان عن إطلاق سراح نحو 441 سجيناً فلسطينياً، إضافة إلى "تعليق" بناء المستوطنات.(تفاصيل أخرى)
كما يأتي انعقاد القمة، التي من المتوقع أن تنضم إليها أطراف عربية أخرى، مثل سوريا والمملكة العربية السعودية، قبل يوم من انعقاد اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الأعضاء بلجنة متابعة مبادرة السلام العربية، المقرر عقده بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، الجمعة.
وذكر السفير الفلسطيني بالقاهرة، منذر عز الدين الدجاني، أن الرئيس عباس يرافقه رئيس الجانب الفلسطيني في لجنة المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، أحمد قريع، ورئيس لجنة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، سوف يتوجهون إلى شرم الشيخ، للقاء الرئيس مبارك والملك عبد الله الثاني.
وأشار الدجاني، في تصريحات أوردتها وكالة أنباء "الشرق الأوسط" الأربعاء، إلى أن الوفد الفلسطيني سيشارك أيضاً في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الأعضاء بلجنة متابعة مبادرة السلام العربية المزمع عقده الجمعة، مضيفاً أن الرئيس مبارك سيطلع القادة العرب على نتائج المشاورات التي عقدها الثلاثاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.
من جانبه، أعرب أمين عام الرئاسة الفلسطينية، الطيب عبد الرحيم، عن ارتياحه لصيغة الدعوة التي وجهها الرئيس الأمريكي جورج ووكر بوش لبلاده، خاصة أن "الدعوة استندت إلى جميع قرارات الشرعية الدولية، والمبادرة العربية للسلام، وخارطة الطريق، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومقررات مؤتمر مدريد للسلام، بما فيها مبدأ الأرض مقابل السلام"، حسب وصفه.
وأشار الطيب إلى أن الرئيس الأمريكي أكد، في الدعوة، التزامه بحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، خلال فترة ولايته، والتزام اللجنة الرباعية الدولية بدعم عملية السلام الشامل في المنطقة.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، قد رفعت عالياً الأربعاء، سقف الآمال المعلّقة على مؤتمر أنابوليس، قائلة إنّه سيكون عملية إطلاق جديدة لمحادثات سلام من المؤمل أن تفضي إلى اتفاق نهائي قبل أن تغادر هي والرئيس جورج بوش الإدارة الأمريكية.
وفي طاولة مستديرة بعيدا عن أعين الكاميرا وآلات التصوير مع الصحفيين في مقر الخارجية الأمريكية، وصفت رايس المؤتمر بكونه "خطوة كبيرة جدا نحو إطلاق هذه المفاوضات بدعم دولي."
وتستضيف الولايات المتحدة، في المؤتمر الذي دعا الرئيس بوش لعقده في مدينة "أنابوليس" بولاية ماريلاند الأمريكية، كل من الإسرائيليين والفلسطينيين، فضلاً عن ممثلي أكثر من 40 دولة.(تفاصيل أكثر)
وكانت كل من مصر والمملكة العربية السعودية قد أعربتا في وقت سابق، عن دعمهما لمؤتمر السلام، باعتباره خطوة للتوصل إلى اتفاق نهائي بين إسرائيل والفلسطينيين، وفقاً لما ذكره مسؤول مصري.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت الدولتان ستشاركان في المؤتمر، حيث أظهرت الدول العربية تردداً حيال الالتزام بحضور المؤتمر من دون الحصول على ضمانات بأن المؤتمر سيخرج بنتائج أكيدة.
وقال الناطق باسم رئاسة الجمهورية في القاهرة، سليمان عواد، إن "لمصر والسعودية موقفاً واضحاً وهو أنهما ترحبان بعقد اللقاء، لأنه يأتي بعد سنوات طويلة من تجمد عملية السلام"، دون أن يؤكد ما إذا كانت مصر ستشارك به.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد