ندوة في الكونغرس الأمريكي:ما الذي سوف نقوله للسوريين وماذاسنسمع منهم
الجمل: نظم مجلس سياسية الشرق الأوسط الملتقى رقم 48 في سلسلة مؤتمرات الكابيتول هيل (مبنى الكونغرس الأمريكي) حول سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وكان عنوان الملتقى "عندما نلتقي مع سوريا، ما الذي يتوجب أن نقوله؟ وما الذي نتوقع أن نسمعه؟"
المتحدثون في الملتقى:
• ثيودور قطوف: السفير الأمريكي السابق في سوريا والإمارات العربية المتحدة.
• مارتانيف كيسلر: المستشارة السابقة في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
• هشام ملحم: رئيس مكتب قناة "العربية" في واشنطن.
• مرهف جويجاتي: بروفيسور بمركز الدراسات الإستراتيجية، جامعة الدفاع الوطني، وضابط سابق في مخابرات الدفاع.
إدارة النقاش:
• وليم إيه روف: عضو مجلس سياسة الشرق الأوسط، وأشار إلى:
• يشغل موضوع سوريا بال الكثيرين، وحالياً أصبحت سوريا في قمة الاهتمامات بشكل غير مسبوق.
• السياسة الأمريكية إزاء سوريا مثيرة للاهتمام وكانت وجهات النظر تتراوح بين العزل وحوار الذات فيما يتعلق بسوريا أو التعامل والحوار معها. ولكن إدارة بوش حسمت الأمر عندما قامت بإصدار قانون محاسبة سوريا وسحب السفير الأمريكي من دمشق.
• تعاقب مرور الأحداث والتصعيدات وتعرض توجهات الإدارة الأمريكية المتعلقة بفرض العزلة وعدم الحوار مع سوريا للكثير من المصاعب والتحديات وتبلور ذلك في:
* توصية لجنة بيكر – هاملتون التي تطالب إدارة بوش بضرورة التعامل الدبلوماسي المباشر بين سوريا والولايات المتحدة الأمريكية.
* قيام نانسي بيلوزي رئيس مجلس النواب الأمريكي بزيارة سوريا ومقابلة الرئيس الأسد والقيادة السورية.
* قيام العديد من أعضاء الكونغرس الجمهوريين والديمقراطيين بزيارة دمشق وعقد اللقاءات مع القيادة السورية.
* المتحدث الأول السفير ثيودور قطوف، أشار إلى:
* القرارات الإستراتيجية التي تصدرها دمشق تنظر لها واشنطن باعتبارها قرارات غير مواتية ولا تنسجم مع توجهات الإدارة الأمريكية، ويرى السفير بأنه يتوجب على الإدارة الأمريكية أن تضع في اعتبارها أن القرارات الإستراتيجية الصادرة في دمشق ليس الهدف منها معاداة أمريكا وإنما تصدر لأسباب ترتبط بالكيفية التي تنظر بها دمشق للمنطقة الإقليمية الخاصة بالشرق الأوسط والتي ترى من خلالها بقية العالم.
* عملت في سوريا لثلاثة فترات بلغ مجموعها حوالي 25 عاماً، ويعتقد السفير قطوف بأنه لا يوجد في سوريا أي مركز للدراسات الأمريكية ولا حتى مركز دراسات وأبحاث عادي يمكن أن يقدم الفائدة في مجال الدراسات الأمريكية، وإذا تم ذلك في سوريا فإنه سوف يساعد كثيراً في تقديم المعلومات ويساعد في تصحيح الحسابات المتعلقة بالعلاقات السورية – الأمريكية.
* العلاقات السورية – الإيرانية تمضي بشكل جيد وأعتقد بأنه لا يوجد لدى إدارة بوش أي أمل في القيام خلال فترة ولايتها المتبقية بإبعاد سوريا عن إيران.
* عندما قامت إدارة بوش بغزو واحتلال العراق، سعت عن طريق التسريبات لجعل الجميع يظنون أن سوريا ستكون التالية وأعتقد بأن مثل هذا الأمر عندما يحدث فإنه يدفع الآخرين إلى عدم التعاون وعدم الثقة في إدارة بوش.
* بعد سقوط بغداد ذهب وزير الخارجية الأمريكي كولن باول وقدم للسوريين قائمة طويلة تحتوي مطالب أمريكية بتغيير توجهات دمشق، ولكن ما هو جدير بالملاحظة أن إدارة بوش لم تقدم لسوريا أي "مقابل" إزاء القيام بذلك. بكلمات أخرى، أرادت إدارة بوش من دمشق تنفيذ قائمة طويلة من المطالب مقابل لاشيء. ويمكن القول بأن قائمة كولن باول لم تكن تمثل مفاوضات أو مشاورات أو حتى مجرد حوار وإنما كانت "إنذاراً" نهائياً.
* أدركت القيادة السورية بأن سبب المطالب الأمريكية لا يتعلق بسوريا وإنما بتدهور أوضاع الأمريكيين في العراق ومن ثم رفضوا الانصياع لأي مطلب أمريكي.
* اتهمت إدارة بوش سوريا باغتيال الحريري وبدعم المتمردين العراقيين الذين يستهدفون القوات الأمريكية وقوات التحالف "ولكن السبب الأساسي وراء هذا الاتهام" هو دعم سوريا لحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية وغير هم من الذين يسببون "المضايقات لإسرائيل".
* أعتقد بأن من الممكن لأمريكا الاعتماد على سوريا، وأنا أؤيد التعامل مع السوريين عن طريق الحوار ليس لأنهم ضعفاء ولكن لأنهم سوف يسببون لأمريكا الكثير من المشاكل والـ"مضايقات" إذا غضت النظر عنهم. ولكي تتحاشى أمريكا ذلك فمن الأفضل أن تتجه للحوار مع السوريين وتضع شيئاً جاداً على الطاولة أمامهم.
أعتقد بان الإسرائيليين يفهمون الأمر جيداً وأعتقد بأنهم قد توصلوا إلى نفس "استنتاجي" وإلا فلماذا لم يحاولوا النيل من سوريا عندما كانوا يلاحقون حزب الله اللبناني خلال حرب الصيف الماضية؟ علماً بأن الإسرائيليين يدركون جيداً أن سوريا تدعم حزب الله وتسمح للإيرانيين بالمرور وتقديم الدعم له أيضاً!!
وحول سؤال ما الذي يتوجب أن تقوله لسوريا حول علاقاتها مع إيران والمنظمات الأخرى يجيب السفير قائلاً بأنه أولاً وقبل كل شيء يجب إعطاء سوريا قدراً من الاحترام ثم بعد ذلك الانخراط في التعامل الدبلوماسي معها الذي أصبح ضرورياً في هذه الأيام بسبب أن الولايات المتحدة أصبحت تواجه مواقفاً صعبة للغاية.
* المتحدث الثاني مارتانيف كيسلر وأشار إلى النقاط الآتية:
* اهتم السوريون بلجنة بيكر - هاملتون وتوصياتها وبالذات التوصية القائلة بضرورة أن تنخرط الإدارة الأمريكية في الحوار والتعامل مع سوريا وبقية جيران العراق في عملية إعادة استقرار العراق، ولكن تم النظر إلى هذه التوصية بالكثير من الشكوك في واشنطن.
* تمثل سوريا في منطقة الشرق الأوسط حقيقة وواقعاً لا يمكن تجاوزه أو غض النظر عنه، وذلك بسب تأثيره على بقية المنطقة وبالتالي فإن إغفال سوريا سوف يضع الإدارة الأمريكية في مواجهة الكثير من المواقف غير المواتية ويفقدها الكثير من المزايا الإيجابية.
* سياسة العزل إزاء سوريا تثبت أنها سياسة غير مجدية ولا طائل منها، وقد أكدت عدم جدوى هذه السياسة محاولات الإدارة الأمريكية لتطبيقها طوال حقبة السبعينات والثمانينات.
* عندما حاولت إدارة بوش تطبيق سياسة العزل مؤخراً، فإنها لم تنجح في عزل سوريا وإنما جلبت لنفسها الكثير من المتاعب والمصاعب التي ألحقت الضرر بالمصالح الأمريكية، وأعتقد بأنه من الضروري بذل أي جهود باتجاه التعامل مع سوريا، وأعتقد بأن ذلك ممكن طالما أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم والسفير السوري في واشنطن يقولان أن ذلك ممكن.
* السوريون ينظرون إلى الإدارة الأمريكية باعتبارها تسعى لتقويض النظام في دمشق، وبالتالي فقد رتب السوريون أمرهم للدفاع عن النفس متى ما قامت إدارة بوش بمحاولة ذلك.
* سحب القوات السورية من لبنان والتعاون مع لجنة التحقيق الدولية تمثل إشارات للإدارة الأمريكية بضرورة إدراك أن التعامل مع السوريين ممكن، ولكن لكي يتحقق ذلك يجب على الإدارة الأمريكية التخلي عن توجهات عزل واستهداف سوريا.
* المتحدث الثالث هشام ملحم (صحفي لبناني ورئيس مكتب قناة العربية في العاصمة الأمريكية) ركز في مداخلته على الآتي:
* تحميل سوريا المسؤولية عن اغتيال الحريري والاغتيالات السياسية التي حدثت بعد ذلك في لبنان.
* توجيه الانتقادات للدور السوري في لبنان.
* المطالبة بعدم التعامل لا مع سوريا ولا مع إيران.
* المتحدث الرابع مرهف جويجاتي (سوري) أشار إلى أن:
* أفضل مدرسة لتعليم الفساد موجودة في لبنان وقد تعلم السوريون فيها.
* عدم الاستقرار يحدث بالضرورة في المنطقة إذا تم تجاهل سوريا.
* سوريا يمكن أن تلعب دوراً بناءً عندما يتم أخذ مصالحها في الحسبان.
* دمشق تريد الآتي:
* عدم استهداف سوريا.
* الاهتمام بالمصالح السورية.
* تطوير المصالح العربية.
* استرداد الجولان.
في ختام الملتقى، لخص روف المناقشات قائلاً بأن أغلبية المتحدثين تؤيد التعامل مع سوريا وترفض عملية عزلها. وأشار روف إلى أن أهم الملاحظات التي وردت في الحديث تمثلت في ضرورة التعامل مع سوريا، ولكن عندما تقوم الإدارة الأمريكية بالتعامل مع سوريا فإنه يتوجب عليها أن تضع شيئاً جاداً على الطاولة أمام سوريا وذلك حتى لا يكون التعامل من قبيل الوهم والأحلام المخادعة التي تؤدي إلى المزيد من الشكوك.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد