جهود دولية لإحياء المفاوضات السورية- الإسرائيلية
عقد الأسبوع الماضي لقاء في إحدى الدول الأوروبية بين شخصيات إسرائيلية، ناشطة في مجال دفع مسار المفاوضات مع سورية، وأخرى سورية من السلك الأكاديمي، في محاولة لبلورة خطة تساهم في تقريب وجهات نظر الطرفين وتشكيل مجموعة دول للضغط على الولايات المتحدة لتليين موقفها الرافض لعقد لقاء سوري - إسرائيلي في روسيا. وسيعقد بعد أقل من شهر لقاء آخر بين الجانبين، فيما ستتوجه شخصيات إسرائيلية إلى أميركا الشهر المقبل لعقد لقاءات مع مسؤولين أميركيين لمناقشة اللقاء في روسيا.
وكشف مصدر إسرائيلي أن تركيا تكثف اتصالاتها خلال الفترة الأخيرة مع سورية وإسرائيل وتنقل رسائل بين الطرفين تؤكد رغبة كل منهما بالسلام، كما تلعب روسيا دوراً إيجابياً في محاولة لدفع الملف السوري. وأشار إلى أن الاسرائيليين يطالبون الرئيس السوري بشار الأسد بإعلان سبب تمسكه بالعلاقة مع إيران و «حزب الله» والتنظيمات الفلسطينية التي تعتبرها إسرائيل «ارهابية» ويسمح لقادتها بتفعيل نشاطها من سورية. ويؤكد الإسرائيليون ان التخلي عن هذه العلاقة شرط للتفاوض.
وتبذل جهود إسرائيلية - أوروبية لإنجاح لقاء سوري - إسرائيلي في موسكو، على هامش المؤتمر المرتقب لمتابعة مسار المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي أطلقها مؤتمر أنابوليس الدولي للسلام الشهر الماضي، يسعى إلى عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتعمل «الحركة الاسرائيلية من أجل سلام مع سورية» لتذليل العقبات أمام عقد هذا اللقاء.
وقال رئيس الحركة الون ليئيل إن «الولايات المتحدة تتحفظ عن هذا اللقاء خوفاً من تعزيز مكانة روسيا في المنطقة، فيما تتردد الحكومة الاسرائيلية في قبول الدعوة خشية غضب واشنطن». وبرأي ليئيل فإن وزير الدفاع، ايهود باراك، هو «المفتاح للشروع بمفاوضات سلام مع سورية وتهيئة الأجواء لذلك». وتعمل الحركة على أن تكون المبادرة العربية للسلام منطلقاً للمفاوضات مع سورية، وترى أن الأجواء والظروف تتيح فرصة النجاح لسلام مع سورية اكثر من الفلسطينيين. وتبذل جهوداً لحض روسيا وألمانيا وتركيا وإيطاليا على لعب دور في هذا الإطار.
وعلى الصعيد الإسرائيلي، تسعى الحركة إلى التنسيق مع وزير الدفاع ايهود باراك للتعاون معه من أجل دعم الملف السوري. وستركز على إقناع شخصيات من حزب «العمل» الشريك في الائتلاف الحكومي، بالوقوف إلى جانبها في خطواتها هذه، كما ستتوجه إلى شخصيات بارزة في حزب «كاديما» الحاكم مقتنعة بأهمية السلام مع سورية، وفي مقدمها وزير الداخلية مئير شطريت ووزير الأمن الداخلي افي ديختر. ويأتي هذا التوجه في وقت تتنامى في إسرائيل أجواء إيجابية تجاه التفاوض مع سورية تشمل العديد من الشخصيات الرسمية في الحكومة وقيادة الجيش والأجهزة الأمنية وكذلك في الشارع الإسرائيلي.
يُذكر أن اللقاء الذي عقد الأسبوع الماضي بين شخصيات سورية وإسرائيلية تناول مشروع الحديقة الدولية التي تسعى جهات إسرائيلية وأوروبية إلى إقامتها على مساحة نحو نصف أراضي الجولان على أن تكون تحت إشراف دولي، وبعد إنجازها يتم فصلها عن الجولان. ويعتبر أصحاب الفكرة ان مشروعاً كهذا سيوفر حلاً لمنطقة النزاع هذه بحيث لا يشعر أي من الطرفين بأنه تنازل عنها في أي مفاوضات سلام.
آمال شحادة
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد