فلسفة أمير الظلام في «كتاب الشر»
الجمل: يعتبر كتاب «نهاية الشر» من أكثر الكتب المثيرة للاهتمام التي أصدرها ريتشارد بيرل زعيم جماعة المحافظين الجدد الملقب بـ"أمير الظلام"، وتنبع أهمية الكتاب لجهة تسليطه الضوء يعلى حقيقة مثيرة للجدل تتمثل في أن المحافظين الجدد لا يحبون أجهزة المخابرات برغم حبهم وولعهم الشديد بالمخابرات.
* كتاب «نهاية الشر»:
يقع الكتاب في 284 صفحة من القطع المتوسط شارك فيه ديفيد فروم، وتتمثل محتويات الكتاب في:
• المقدمة.
• لماذا تغامر الولايات المتحدة بأمنها إذا ركزت على الاعتماد على سلطة الأمم المتحدة.
• لماذا يجب التعامل مع فرنسا والسعودية باعتبارهم خصوماً وليسوا حلفاء في الحرب ضد الإرهاب.
• لماذا يجب على الولايات المتحدة اتخاذ الإجراءات الحاسمة ضد إيران وفوراً.
• ما الذي يجب القيام به إزاء كوريا الشمالية إذا فشلت المفاوضات.
• لماذا يكون خاطئاً وغير صحيحاً كل ما نقرأه في الصحف حول نزاع العرب – إسرائيل.
• كيف يجب تغيير حكومتنا طالما أنه يتوجب علينا أن نخوض الحرب ضد الإرهاب من أجل النصر وليس مجرد الإرباك وإحراج الخصم.
• من أين سيأتي خطر الإرهاب الأكبر التالي، وما الذي يتوجب علينا القيام به لحماية أنفسنا.
* مضمون نهاية الشر:
الإشارة التي يحملها عنوان الكتاب للوهلة الأولى تتمثل في "ضرورة وضع نهاية للشر"، ويعتبر الكتاب بمثابة مخطط لخارطة طريق الإدارة الأمريكية من أجل وضع وترتيب أجندة الحرب ضد الإرهاب. يقول الكاتب مخاطباً الرأي العام الأمريكي بأن العالم أصبح مكاناً غير آمن للأمريكيين وبأن الحكومة الأمريكية ما تزال غير قادرة وغير جاهزة أو مستعدة للدفاع عن شعبها ويحاول الكتاب أن يقرع أجراس الإنذار والخطر في آذان الأمريكيين حول الخطر المحدق الذي افترضه الكتاب والمتمثل في الصين وكوريا الشمالية وإيران والإرهاب (أي العرب والمسلمين)، أما انكشاف القدرة الأمريكية الحالي الذي يجعلها عاجزة عن محاربة الإرهاب والقضاء على الشر فيتمثل في:
• وجود القادة العسكريين الأمريكيين الذين يقاومون إحداث التغييرات.
• وجود أجهزة المخابرات الأمريكية الغارقة في الاعتماد على الأساليب البيروقراطية.
• وجود الدبلوماسيين الأمريكيين الذين يضعون علاقات المودة والصداقة الشخصية مع أقرانهم الدبلوماسيين الأجانب على قدم المساواة، إن لم تكن أكبر من مصلحة أمريكا القومية والوطنية.
* الحرب داخل أمريكا:
يقول ريتشارد بيرل بأن أمريكا مواجهة بخوض الحرب ضد الإرهاب والشر ضمن جبهتين:
• الأولى: الجبهة الخارجية وتتضمن الحرب الجارية في أفغانستان والعراق، ويتوجب تمديد نطاقها ليشمل كل مصادر الخطر والشر في العالم.
• الثانية: الجبهة الداخلية التي يجب إعدادها بشكل جيد عن طريق إقصاء العناصر العسكرية والسياسية والدبلوماسية والاستخبارية غير القادرة على التعامل بكفاءة مع أجندة الإعداد الجيد للحرب.
ويطالب ريتشارد بيرل بضرورة وضع أجندة داخلية حازمة تقوم على استخدام المسلمين الأمريكيين في الحرب ضد الإرهاب بحيث يكونون أمام خيارين:
• الاشتراك في الحرب ضد الإرهاب على غرار نموذج المسلمين الأمريكيين مثل زلماي خليل زاده وأحمد الجلبي.
• مواجهة الاتهام بدعم الإرهاب.
ويرى بيرل بأن مهمة المسلمين الأمريكيين الحقيقية هي القيام بتحرير بلدانهم الأصلية التي جاؤوا منها من خطر الإرهاب.
* مخطط أجندة الإدارة الأمريكية:
يقترح كتاب «نهاية الشر» بأن على الإدارة الأمريكية التأكيد على الالتزام بالأجندة الآتية باعتبارها الأهداف الحقيقية التي يؤدي تحقيقها إلى القضاء على الشر وتحويل العالم إلى مكان آمن لأمريكا والأمريكيين والأجندة هي:
• الإحاطة بالنظامين السوري والإيراني.
• اعتبار السعودية بلداً خطراً على أمريكا والأمريكيين.
• النظر إلى فرنسا باعتبارها خصماً وليس صديقاً حليفاً.
• إعادة كتاب ميثاق الأمم المتحدة بما يسمح للولايات المتحدة ممارسة حقها في الدفاع عن النفس.
• استخدام القوة دون إذن الأمم المتحدة.
• استخدام الحصار الشامل لإنهاء قدرات كوريا الشمالية النووية.
• التخلي عن وهم إقامة الدولة الفلسطينية.
• تقييد وتشديد إجراءات الهجرة إلى الولايات المتحدة.
• تحويل الجيش الأمريكي إلى قوة محاربة ضد الإرهاب.
• القضاء على الأساليب البيروقراطية داخل أجهزة الأمن والمخابرات الأمريكية وإقصاء العناصر ذات الفعالية البيروقراطية.
نقول التحليلات بأن كتاب اليهودي الأمريكي ريتشارد بيرل هو عبارة عن عملية استنساخ معاصرة لأفكار مجموعة من المفكرين السياسيين وإدماجها ضمن نموذج واحد تمثله الولايات المتحدة الأمريكية التي تشرف عليها الإدارة الأمريكية التي يقوم بتسيير دولابها حفنة من اليهود الأمريكيين ذوي النزعة الليكودية. هذا، وتجتمع في كتاب بيرل العناصر التالية:
• تلمودية الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون.
• نظرية المؤامرة الخاصة بالفيلسوف السياسي الإيطالي ميكافيللي.
• نزعة القوة التي قال بها الفيلسوف السياسي البريطاني توماس هوبس.
• عنصرية النخبة التي أسس لها الفيلسوف السياسي اليهودي ليو ستراوس.
• الغموض واستخدام المعايير المزدوجة والتضليل الذي أسس له مايكل لايدن في أطروحته عن ميكافيللي.
• استنهاض الروح القومية والعداء والهيمنة الذي أبرزه الفيلسوف اليهودي الأمريكي آلان بلوم في كتاب انغلاق العقل الأمريكي
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد