مؤتمر شرم الشيخ المقبل خماسي أم رباعي أم ثلاثي؟
لا يزال عقد مؤتمر إقليمي يضم الرؤساء الأمريكي جورج بوش والمصري حسني مبارك والفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس وزراء “إسرائيل” إيهود أولمرت على هامش انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” الخاص بالشرق الأوسط في شرم الشيخ في الفترة من 18 إلى 20 مايو/ أيار الحالي يراوح مكانه بسبب رفض مصر عقد مؤتمر لا يسفر عن حدوث تقدم كبير على المسار الفلسطيني - “الإسرائيلي” في عملية التسوية، لاسيما أن المؤتمر يواكب مرور 60 عاما على نكبة فلسطين من دون بارقة أمل لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وتنفيذ رؤية بوش للحل على أساس دولتين، وفي المقابل رفض أولمرت تقديم أي تعهدات والتزامات في هذا الاتجاه.
ويواكب جهود عقد المؤتمر بناء على رغبة أمريكية تتعلق حسب مصادر دبلوماسية مصرية بتحقيق إنجاز لبوش قبل رحيله من البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني المقبل، جهود أخرى لتحقيق التهدئة في قطاع غزة والضفة الغربية بين “الإسرائيليين” والفلسطينيين لتهيئة الأجواء حسب الرغبة المصرية لتحقيق تقدم في المفاوضات، ويساهم على المدى القريب في إمكان عقد المؤتمر الإقليمي وتحسين حياة الشعب الفلسطيني وإنهاء الحصار، وعلى المدى البعيد نحو تأهيل حركة “حماس” سياسيا.
وبعد مراوحة وتردد بانت الجهود المصرية في هذا الاتجاه مدعومة بقوة من الجانب الأمريكي حسبما أبلغت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس نظيرها المصري أحمد أبو الغيط خلال اتصال جرى بينهما الأحد الماضي خلال وجودها في “إسرائيل”، الأمر الذي ساهم في تليين مواقف “إسرائيل” بشأن التهدئة.
لكن هناك شعورا بالقلق يساور الجانب المصري من أن يكون هذا الدعم الأمريكي للجهود المصرية لتحقيق التهدئة مؤقتا ومرتبطا بالرغبة الأمريكية في إتمام زيارة بوش في أجواء مريحة وإزالة الحرج من احتفاله في “إسرائيل” خلال جولته بالمنطقة من دون تقديم شيء للفلسطينيين، علاوة على إنتاج مؤتمر إقليمي يسهل ترويجه للرأي العام الأمريكي والدولي باعتبار أن هناك إنجازا قد تحقق.
وتتوازى الجهود المصرية وتتكامل من وجهة نظر مصرية وأمريكية مع جهود رايس للتوصل إلى تقدم أساسي في المفاوضات يتم الإعلان عنه في شرم الشيخ. وفي هذا الإطار تنظر القاهرة إلى تصريحات رايس حيال الاستيطان باعتباره يقوض قيام دولة فلسطينية، حسب رؤية بوش، بوصفها موقفا جيدا، لكنه لا يكفي، حيث طلبت مصر خطوات عملية.
إزاء ذلك فإن التقييم المصري لا يرفع سقف التوقعات سواء بعقد مؤتمر إقليمي خماسي أو من اختراق تحققه.
ومن ثم فإن تقدير الجانب المصري هو أن عقد لقاء خماسي لا يزال ممكنا، لكن هذا اللقاء في شرم الشيخ قد ينتهي رباعياً بعدم حضور أولمرت أو ثلاثياً أمريكياً مصرياً فلسطينياً، تفرضه المناسبة “وقواعد المجاملة”، مع إمكانية عقد لقاء ثلاثي آخر أمريكي “إسرائيلي” فلسطيني في القدس المحتلة خلال زيارة بوش الى “إسرائيل”.
وفي ضوء الاحتمال الثاني (رباعياً أو ثلاثياً بشرم الشيخ) فإن التوقعات المصرية تشير إلى صدور بيان تؤكد فيه الولايات المتحدة على أسس عملية التسوية ومرجعيتها وأهدافها ورؤية بوش ونتائج مؤتمر “أنابولس” ورؤية بوش للدولة الفلسطينية.
وبالنسبة للاحتمال الأول (عقد لقاء خماسي) فإن مصر شددت خلال الاتصالات مع الولايات المتحدة على ضرورة إعلان التزام أمريكي واضح بقيام دولة فلسطينية.. وتحديد موعد للمفاوضين للانتهاء من المفاوضات قبل انتهاء ولاية بوش إذا كانت هناك رغبة حقيقية في أن تشهد ولاية بوش قبل انتهائها تحقيق إنجاز.
وأكدت مصادر مصرية مطلعة أن فشل فرصة عقد مؤتمر خماسي يرجح فرص عقد مؤتمر موسكو لتقييم الموقف بشأن التسوية بعد مؤتمر أنابولس.
وكانت روسيا دعت في “أنابولس” إلى عقد مؤتمر متابعة خلال ثلاثة أشهر لتقييم المواقف وتحديد العقبات، إلا أن رفض “إسرائيل” وعدم حماسة الإدارة الأمريكية لعقد مؤتمر ثان في موسكو عطل انعقاده.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد