الملك السعودي يهدي بوش 300 ألف برميل نفط
بعدما قدّم فروض الولاء لإسرائيل في الذكرى الستين لإعلانها، انتقل الرئيس الأميركي جورج بوش، إلى المملكة السعودية مباشرة في محاولة لتحقيق مكاسب سياسية نفطية من حليفته الخليجية «المدركة لخصوصية العلاقة» بين واشنطن وتل أبيب، حيث أجرى محادثات مع الملك السعودي عبد الله تناولت مسألة زيادة الإنتاج النفطي وتطورات الوضع في الشرق الأوسط.
ورغم مطالبته بالمساعدة في ترويض أسعار النفط المرتفعة، أعلنت الرياض عن زيادة إنتاجية متواضعة فقط، معربة عن استعدادها لضخ المزيد إذا لزم الأمر.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إن محادثات بوش وعبد الله، التي عقدت في مزرعة الأخير في الجنادرية، ركزت على «الأوضاع السائدة في الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وكذلك الوضع في لبنان والعراق»، مشيرة إلى أنّ القمة «اتسمت بالشمولية والعمق والصراحة، وجرى فيها بحث آفاق التعاون بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة».
وأشارت الوكالة إلى أنّ الجانبين «وقعا اتفاقاً بشأن التعاون التقني بين السعودية والولايات المتحدة»، إضافة إلى مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الطاقة النووية ومصادر الطاقة الأخرى، لتصبح بذلك السعودية ثالث دولة خليجية تبرم اتفاقاً مع واشنطن في هذا الإطار بعد البحرين والإمارات.
كما وقع الجانبان اتفاقية قضت بتشكيل لجنة مشتركة لحماية البنية التحتية للمنشآت الحيوية والحدود لتسهيل التدريب وتبادل الخبراء والمعرفة، وهي تمهّد لإبرام اتفاق أمني يسمح بتوسيع التعاون بين وزارتي الداخلية السعودية والأمن الداخلي الأميركية.
من جهته، أعلن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، خلال مؤتمر صحافي، أنّ الرياض «تابعت باهتمام خطاب الرئيس الأميركي في الكنيست، وجميعنا يدرك خصوصية العلاقة الأميركية ـ الإسرائيلية وأبعادها السياسية، غير أنه من المهم التأكيد أيضا على الحقوق التاريخية والسياسية المشروعة للشعب الفلسطيني بموجب القانون الدولي وقراراته الشرعية التي لا زالت مصادرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي».
وأضاف الفيصل «إننا نتفق تماماً والرؤية التي طرحها بوش حول حق الشعوب في العدالة والتسامح والحرية والأمل، والشعب الفلسطيني في أمسّ الحاجة إلى التمتع بهذه المبادئ والحقوق التي حرم منها على مدى الستين عاماً»، مشيراً إلى «تأكيد حق شعب في الوجود ينبغي ألا يلغي الحقوق المشروعة للشعب الآخر».
إلى ذلك، ذكر مسؤول أميركي أنّ الرياض أكدت مجددا أنها ستضخ ما يكفي من النفط لتلبية الطلب من المستهلكين لكنها استبعدت أن يفضـي هذا إلى أي تـراجـع في أسعار الوقود في الولايات المتحدة.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى أنّ بوش حاول من جديد إقناع الملك برفع إنتاج النفط الخام للحد من ارتفاع أسعار النفط العالمية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو «نحن نعتمد على أعضاء (منظمة الدول المــصدرة للنفط) أوبك للإبقاء على مستوى مناسب من الــعرض والرئيــس سيتناول هذا الموضوع مع الملــك عبد الله»، فيــما أعلن مستشار بوش لشؤون الأمــن القومي ستيــفان هادلي أنّ الســعودية أبلغت الولايات المتحدة استعدادها لضخ مزيد من الخام وإن كانت لا ترى حاجة لذلك في الوقت الراهن.
من جهته، أكد وزير النفط السعودي علي النعيمي أنّ «العرض والطــلب في توازن حاليا، وأساسيات سوق النفط سليمة... فماذا يمكننا أن نفعل أكثر من ذلك؟»، مشيراً إلى أنّ الرياض عززت إنتاجها من الخام 300 ألف برميل يوميا ابتداء من العاشر من أيار الحالي للوفاء بالطلب المتزايد وتعويض تراجع الإمدادات من منتجين آخرين.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد