مات معلقاً على صليب فلسطين
محمود درويش، آخر مسيح فلسطيني يغادر أخطاءنا، تاركاً لنا أناجيله التي لن نضل بعدها: «الفارق بين النرجس وعباد الشمس هو الفرق بين وجهتي نظر: الأول ينظر إلى صورته في الماء ويقول: لا أنا إلا أنا، والثاني ينظر إلى الشمس ويقول: ما أنا إلا ما أعبد. وفي الليل يضيق الفارق ويتسع التأويل».. يتسع بين فتح وحماس، بين 14 و8 آذار، بين الأقباط والمسلمين، بين السنة والشيعة، العرب والكرد والأرمن والشركس والآشوريين والتركمان واليزيديين.. نحن أمة البلاغة والإنشاء والتأويل، فقدنا مريعنا وشاعرنا بعدما أطبقنا على قلبه وأخمدنا نبضه ثم بكيناه ورثيناه: فلسطين الجلجلة والشعر صليب. القدس بوصلة والدم طريق..
هامش: «متران من هذا التراب سيكفيان الآن.. لي متر و75 سنتمتراً.. والباقي لزهر فوضوي اللون يشربني على مهل.. أما أنا وقد امتلأت بكل أسباب الرحيل-فلست لي، أنا لست لي أنا لست لي....»
الميت الحي محمود درويش
إضافة تعليق جديد