الإرهاب يضرب صنعاء... وواشنطن تستفيد!
سيارتان مفخختان. خمسة انفجارات متتالية. قناصة مسلّحون بأسلحة رشاشة تخفوا في زي جنود يمنيين. الهدف من »الهجوم المنسَّق بشدة« كان السفارة الأميركية في صنعاء. لم يكن أي من الضحايا الـ،١٦ الذين سقطوا في الاعتداء الانتحاري أمس، أميركياً، أو حتى عاملاً في السفارة، ولكن واشنطن استغلته فوراً لـ»تذكير« العالم »بأننا لا نزال في حرب ضد الإرهاب«.
وذكر بيان للداخلية اليمنية إن »سيارتين مفخختين حاولتا اقتحام الحواجز الأمنية المقامة في محيط مبنى السفارة الأميركية وقد تمكن جنود الحراسة من تفجيرهما بعيداً عن المبنى، وأدى ذلك إلى مصرع المهاجمين وعددهم ستة، أحدهم كان يحمل حزاما ناسفا«، في هجوم تبنته جماعة تطلق على نفسها اسم »الجهاد الإسلامي في اليمن«.
وأعلن مسؤول في الوزارة أن الهجوم أسفر أيضاً عن مقتل ١٠ أشخاص، هم ستة من حراس الأمن اليمنيين وأربعة مدنيين، كانوا ينتظرون دخول السفارة، بينهم سيدة هندية كانت تعبر الشارع، وإصابة ١٣ آخرين، بينهم نساء وأطفال.
وفي واشنطن، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية شون مكورماك أن الهجوم يحمل »كل العلامات الدالة« على انه هجوم للقاعدة، »حيث تفجر عبوات ناسفة متعددة منقولة في سيارات«، ولكنه أحجم عن »إصدار أي أحكام نهائية حالياً«، فيما استغل البيت الأبيض الهجوم على الفور »للتذكير بأننا لا نزال في حرب ضد الإرهاب ونواجه مخاطر متطرفين عنيفين هنا وفي الخارج«، حسبما قال الرئيس جورج بوش، معتبراً أن غاية هؤلاء المتطرفين هي »قتل الأبرياء ودفع الولايات المتحدة إلى أن تفقد أعصابها وتنسحب من مناطق حول العالم. وردنا هو أننا سنساعد الحكومات والناس على أن يحيوا حياة طبيعية«.
وبدوره، اعتبر المرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية باراك اوباما ان هذا الهجوم »يدعونا إلى مضاعفة جهودنا لاقتلاع القاعدة وأتباعها عبـــر العالم«، مردداً أصداء ما قاله بوش بأن الاعتداء »يبين أن التهديد الإرهابي لا يزال قائما من شمـــال أفريقـــيا إلى جنوب شرق آسيا وفي كل العـالم«.
واعتبر وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أن الهجوم »اليائس« جاء رداً على الإجراءات الحكومية »الناجحة في القضاء على مجموعات إرهابية«.
وفي تفاصيل الهجوم، قال مسؤول أمني يمني إن المهاجمين حاولوا اقتحام بوابات السفارة الأميركية، لكنهم فشلوا لشدة تحصينها، فيما روى مسؤولون آخرون أن مسلحين، كانوا متمركزين في سيارة، فتحوا النار من أسلحة رشاشة وقذائف »ار بي جي« على حاجز خارج السفارة. وخلال تبادل لإطلاق النار استغرق عشر دقائق، تمكن انتحاريون من عبور الحاجز، وفجروا سيارتهم الملغومة في حاجز آخر، حول المبنى.
من جهته، روى مسؤول أميركي رفيع المستوى أن قوات الأمن اليمنية وقعت في كمين نصبه قناصة، بعضهم كان متخفياً في زي جنود يمنيين، كانوا متمركزين في الشارع حول السفارة، مؤكداً أن أياً من العاملين لدى السفارة لم يصب بأذى، في الهجوم »المنسّق بشدة«.
وعلى الفور، أغلقت القوات الأمنية اليمنية المنافذ المؤدية إلى الحي حيث تقع السفارة، وشرعت بتمشيطها مستخدمة المروحيات والتدقيق في هويات سائقي السيارات، فيما أغلقت السفارة والقنصلية التابعة لها.
وأعلنت جماعة »الجهاد الإسلامي في اليمن« مسؤوليتها عن هذه »العملية الاستشهادية«، وهددت بشن هجمات مماثلة ضد سفارات أخرى، منها سفارات بريطانيا والسعودية والإمارات، بعدما كانت قد هددت بأنها ستشن سلسلة من الهجمات في اليمن، إن لم تستجب الحكومة اليمنية لمطلبها بإطلاق سراح عدد من أعضائها المعتقلين.
وسبق أن تعرّضت السفارة الأميركية، في آذار الماضي، لهجوم بقذائف الهاون تبنته مجموعة »كتائب جند اليمن«، التابعة لتنظيم القاعدة، طلبت وزارة الخارجية الأميركية، على إثره، من السفارة في صنعاء إجلاء موظفيها غير الضروريين، قبل أن تأذن بعودتهم إلى البلاد الشهر الماضي.
وفي القاهرة، أدان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الهجوم، وقال في مؤتمر صحافي عقده قبل توجهه اليوم الخميس إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الجامعة »تعبر عن بالغ انزعاجها من إراقة الدماء. هذه الأعمال لا تؤدي إلى أي نتيجة إيجابية«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد