الحجيج غادروا منى ويستعدون لوداع مكة وأسئلة غريبة لمراكز الإفتاء
غادر أغلب حجاج بيت الله الحرام المشاعر المقدسة في منى متوجهين إلى مكة المكرمة.
وبينما بقيت قلة لاستكمال يوم التشريق الثالث في منى توجهت غالبية الحجيج إلى مكة المكرمة بعد أن رجموا الجمرات في ثاني أيام التشريق وغادروا منى متعجلين قبل أذان المغرب.
وخلت شوارع منى مع ساعات الظهر من الحجيج الذين افترشوها مخلفين وراءهم أكواما من النفايات، وبعد أن كانت مكة الليلة الماضية هادئة نسبيا بدا وكأن الحجيج القادمين من فوق أرصفة منى قد احتلوا شوارعها وأرصفتها حتى اكتظت بالمركبات والحجاج الراجلين.
وامتدت طوابير الحافلات والسيارات الخارجة من منى إلى مكة المكرمة أميالا عديدة، واستغرقت الرحلة من منطقة المشاعر في منى حتى المسجد الحرام في مكة التي لا تزيد عن سبعة كيلومترات نحو ثلاث ساعات بالحافلة. وبدت الحركة صعبة جدا في الشوارع خاصة في منطقة المسجد الحرام.
ويرمي الراغبون بمغادرة منى في ثاني أيام التشريق الجمرات بعد زوال شمس اليوم قبل أن يحزموا أمتعتهم ويرحلوا عنها، فمن جن عليه الليل وهو فيها توجب عليه أن يبقى لليوم الثالث.
ويتوجه غالبية الحجيج إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع قبل مغادرتها إلى المدينة المنورة لزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، أو عائدين إلى بلدانهم التي قدموا منها.
وطال التحول في اتجاهات الحركة لسائقي سيارات الأجرة إذ بعدما كان نداؤهم الليلة الماضية مقتصرا على منى والجمرات بات نداؤهم الوحيد اليوم على المتجهين للمدينة المنورة.
وامتلأت الأسواق بالحجاج الذين توافدوا عليها لشراء هدايا قبيل عودتهم إلى بلدانهم، ويقول تجار في مكة المكرمة إن المسابح وقطع السجاد الصغيرة المخصصة للصلاة والألعاب البسيطة هي أكثر الهدايا التي يبتاعها الحجيج، غير أن محال تبيع العطور والساعات والأجهزة الإلكترونية بدت مكتظة هي الأخرى.
ورغم أن الزحام كان السمة الغالبة لمكة طوال الأيام الماضية كان زحام الليلة مختلفا، إذ كان الحجيج يتحركون بسرعة لقضاء حوائجهم قبل المغادرة، وفي الأيام السابقة كان الزحام يقتصر على الرواح والغدو من الصلاة، أو على مواطن طلب الخدمات كالمطاعم والصرافين لتحويل العملات، وتغادر غالبية حملات الحجيج مكة هذه الليلة وغدا.
ويعد اليوم الختام العملي لموسم الحج، وقالت السلطات السعودية إن موسم هذا العام انقضى دون حوادث تذكر.
وأعلن وزير الصحة السعودي حمد بن عبد الله المانع في مؤتمر صحفي عقده اليوم أن موسم هذا العام خلا أيضا من الأوبئة.
وقال في بيان صحفي تلاه بعد ظهر الأربعاء بمقر مستشفى برج الطوارئ في منى "بعد الاطلاع على تقارير مختلف الهيئات الصحية المحلية ونتائج الاستقصاءات الميدانية ومتابعة الوضع الصحي بين الحجاج فإنه يطيب لي أن أعلن قرار لجنة الحج الصحية المتضمن سلامة حج عام 1429 هـ الموافق 2008 وخلوه من الأمراض الوبائية".
ورغم خلوه من الأمراض والحوادث لم يخل الحج من غرائب في الأسئلة الموجهة للعلماء طلبا للفتوى، فقد نقلت وكالة الأنباء السعودية عن محمد بن مرزا رئيس اللجنة الإعلامية للتوعية الإسلامية بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في الحج، مجموعة من الأسئلة من قبيل حاج يسأل إن كان يتوجب عليه تغطية وجهه أثناء الحج لأنه يحج عن أمه؟
وآخر اتصل باللجنة يسأل هل يجوز له الزواج بعد أن أدى فريضة الحج؟ أم أن الحاج لا يتزوج مطلقا؟
ومن بين غرائب الأسئلة ما ورد من حاج ظل يطوف من بعد صلاة الفجر حتى صلاة الظهر لأنه كان يظن أن الطائفين يبدؤون الطواف معا وينتهون معا، واستغرب انه تعب من الطواف رغم أنه ما زال شابا بينما لم يتعب بقية الحجاج الذين يطوفون.
ويطوف المسلم بالكعبة سبعة أشواط في طواف القدوم والإفاضة والوداع وأي طواف آخر.
محمد داود
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد