الأسد:سوريةلن تحرك ساكنالمنع تسليح حزب الله و"أنني لست حارسا لإسرائيل"
قبل يوم واحد من زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت للعاصمة التركية التي تتوسط في المفاوضات مع سوريا، كشفت صحف إسرائيلية وعربية »تشددا« سوريا. وذكرت صحيفة »هآرتس« أن الرئيس بشار الأسد أبلغ مبعوثين أوروبيين أنه لن يحرك ساكنا لمنع تسليح حزب الله و»أنني لست حارسا لإسرائيل«. وأشارت صحف عربية إلى أن سوريا أبلغت تركيا بأنها غير معنية حاليا بإدارة اتصالات مع إسرائيل قبل انتهاء الانتخابات الاسرائيلية. وأشارت »هآرتس« إلى أن قضية العلاقة السورية مع كل من إيران وحزب الله كانت بين القضايا الأكثر أهمية التي حاولت إسرائيل استيضاحها أثناء المفاوضات غير المباشرة مع سوريا. ولهذا السبب فإن أقوال الرئيس السوري أمام سلسلة من وزراء الخارجية والدبلوماسيين الأوربيين الذين التقوه حول موقفه من هذه المسألة، تعتبر في إسرائيل قاسية. وترى إسرائيل في ذلك عدم استعداد، حتى الآن، من جانب الرئيس الأسد لتقديم بوادر حسن نية في هذا الشأن.
ونقلت »هآرتس« عن مصدر سياسي في القدس المحتلة قوله إنه وصلت في الأسابيع الأخيرة إلى إسرائيل تقارير من ثلاث جهات أوروبية مختلفة التقت الرئيس السوري وسمعت منه أقوالا متشابهة حول المفاوضات. وأوضحت هذه التقارير أن الانطباع لدى الأوروبيين هو أن الأسد جاد في نواياه لتحقيق السلام مع إسرائيل. ومع ذلك فإنه لم يتخل عن مواقفه »المتشددة«. وأوضح المصدر الإسرائيلي للصحيفة أن الرئيس السوري قال للأوروبيين إن سوريا مستعدة لاتخاذ خطوات مهمة في المفاوضات مع إسرائيل ولكن فقط بعد أن تقبل هذه بـ»وديعة رابين«، التي تعني إعلانا إسرائيليا مسبقا بالاستعداد للانسحاب من كل هضبة الجولان.
أما الرسالة الثانية التي حملها الأوروبيون، رغم الوساطة التركية، فهي »أنه لا يرى أن بالوسع التقدم في المفاوضات قبل الانتخابات في إسرائيل«، وذلك خشية عدم قدرة أولمرت على تمرير خطوات كهذه في الحكومة.
وقد نشرت صحف عربية نقلا عن مصادر دبلوماسية في دمشق أن سوريا اقترحت على الأتراك استئناف الاتصالات مع إسرائيل بعد تولي الإدارة الأميركية الجديدة مهامها وانتهاء الانتخابات الإسرائيلية. وقالت هذه المصادر إن سوريا لا ترى فائدة من استمرار المفاوضات مع حكومة أولمرت لأن عليها انتظار نتائج الانتخابات وميول الحكومة الجديدة. وأشارت هذه الصحف إلى أن سوريا رفضت اقتراحات باستئناف الاتصالات هذه الأيام.
تجدر الإشارة إلى أن أولمرت أعلن مؤخرا أن السلام مع سوريا يسمح بفك العلاقة بينها وبين كل من إيران وحزب الله والمنظمات الفلسطينية. كما أن زعيمي كديما والليكود شددا على وجوب عمل سوريا ضد تهريب الأسلحة لحزب الله قبل أي تقدم في المفاوضات.
وعموما فإن زيارة أولمرت الخاطفة للعاصمة التركية والتي تستمر بضع ساعات فقط ترمي أكثر من أي شيء آخر لاثبات جديته في الاتصالات مع سوريا حتى قبل الانتخابات الإسرائيلية.
وكانت »يديعوت أحرنوت« قد نشرت أن اولمرت أجرى في الاسبوعين الاخيرين ثلاث مكالمات هاتفية مع رئيس الوزراء التركي في موضوع المفاوضات مع سوريا. ويروي مقربون منه انه يرى أهمية كبرى في حقيقة الاعداد لاقامة قناة محادثات مباشرة بين الدولتين ـ سواء قبل الانتخابات أم بعدها.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد