تحفظ مصري سعودي أردني يعيق القمة والأسد يدعو لفتح المعابر
دعا الرئيس بشار الأسد امس، إلى الوقف الفوري للعدوان على غزة وفتح كل المعابر بشكل دائم، وذلك بعد ساعات قليلة على إعلان الرئيس المصري حسني مبارك رفضه فتح معبر رفح إلا بشروط، فيما أكدت مصادر دبلوماسية عربية واسعة الاطلاع، عدم اكتمال النصاب المطلوب لانعقاد قمة عربية طارئة يوم الجمعة المقبل، مما يجعل احتمال انعقادها متأرجحا، خصوصا في ظل الخلاف حول مكان الانعقاد الذي تريده »دول الاعتدال« العربي في القاهرة، وليس في الدوحة، كما طالبت سوريا وقطر.
وأكد الأسد خلال استقباله السيناتور الاميركي الجمهوري ارلين سبيكتر »ضرورة وقف المجازر الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل ورفع الحصار الجائر عنه فورا وفتح المعابر جميعها وبشكل دائم«، فيما بحث وزير الخارجية السورية وليد المعلم الوضع في غزة في اتصالات هاتفية تلقاها من كل من وزراء خارجية فرنسا برنار كوشنير، والنروج يوناس غار ستور، واسبانيا ميغيل انخل موراتينوس.
الى ذلك، قالت مصادر دبلوماسية عربية واسعة الاطلاع أنه في وقت يتطلب نجاح جهود عقد قمة عربية موافقة ثلثي أعضاء مجلس الجامعة العربية، فان عشر دول فقط أرسلت موافقتها الرسمية على انعقاد القمة الطارئة، مشيرة إلى أن لبنان وفلسطين أعلنا رسميا موافقتهما، ولكن من دون ان يرفقا ذلك بموافقة خطية للجهتين الداعيتين، وهما سوريا وقطر.
وكانت دمشق والدوحة دعتا إلى قمة عربية طارئة لاتخاذ موقف من العدوان على غزة، واقترحتا موعدا مبدئيا لهذه القمة يوم الجمعة المقبل في الدوحة، وسارعت ثماني دول لإعلان موافقتها الرسمية على عقد القمة، هي اليمن والسودان وسلطنة عمان والبحرين وموريتانيا وجيبوتي وجزر القمر وليبيا.
وحتى الآن، تعارض دول عربية وفقا للمصادر ذاتها، الإعلان عن موعد قمة طارئة، كالسعودية ومصر والأردن، وذلك بحجة »الحاجة للتحضير الجيد« وهو ما اعتبرته مصادر دبلوماسية عربية »مماطلة تستهدف تبريد الأزمة« متخوفة من أن يكون »التكتيك« الحالي هدفه إعطاء المزيد من الوقت للعدوان كما سبق وجرى مع لبنان، خصوصا بعدما كان تأجل اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ عن يوم الأحد الماضي بسبب ارتباط وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي باجتماع محدد سلفا قبل أزمة غزة، وذلك »في الوقت الذي يعقد فيه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا طارئا من أجل غزة !«.
كما يبرز عنصر خلاف آخر بين الدول العربية يتمثل في مكان انعقاد القمة الذي تريده دول معينة، بينها مصر والسعودية وفلسطين، في القاهرة، بينما اقترحت الدوحة (التي تستضيف قمة ٢٠٠٩ العادية ايضا) استضافته. ورأى مراقبون أن تفضيل مصر على قطر هدفه »تلطيف صورة الرئيس المصري حسني مبارك« بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهت اليه في الشارع العربي.
وقالت المصادر ان سوريا تعتبر ان انعقاد هذه القمة في أسرع وقت ممكن »ضرورة بسبب حجم المأساة التي تتعرض لها غزة«، معتبرة ان الاجتماعات الوزارية، »كالذي سيجري الأربعاء، لا تستطيع تقديم حلول لأزمة بهذا الحجم«، إضافة إلى أنه »إذا لم تعقد القمة لهكذا موضوع، لماذا إذا ستعقد؟«. وتابعت »أليس عدد الشهداء كافيا ليجتمع الزعماء العرب ويؤجلوا ارتباطاتهم لما بعد يوم الجمعة؟«.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد