ماذا يحمل جدول أعمال قمة حلف الناتو المرتقبة
الجمل: سيعقد حلف الناتو لقاء قمته في شهر نيسان 2009 القادم، وهي القمة التي ستتزامن مع الذكرى الـ60 للتوقيع على معاهدة حلف شمال الأطلنطي التي أسست لقيام حلف الناتو..
* ماذا يحمل جدول أعمال القمة؟
تقول المعلومات والتسريبات الجارية بأن جدول أعمال قمة الحلف القادمة سيتضمن تركيزاً مكثفاً لجهة النقاط والأجندة الآتية:
• ملف المواجهة العسكرية في أفغانستان.
• ملف توسيع حلف الناتو شرقاً.
على خلفية ذلك، تقول التحليلات بأن المسائل الخلافية ستتركز في تباين إجابات أعضاء الناتو على السؤال القائل: ما الذي يتوجب القيام به في أفغانستان؟ فالأمريكيون يدفعون باتجاه توسيع أعضاء الحلف لحجم ونطاق مساعداتهم بإرسال المزيد من القوات والعتاد وتوفير الدعم المالي والمعنوي، والأوروبيون ما زالوا أكثر تردداً إزاء مخاوف التورط في مستنقع الحرب الأفغانية.
تقول التسريبات أن الخلافات حول جدول أعمال قمة الحلف القادمة تدور حالياً عبر نافذة علاقات عبر الأطلنطي وعلى هذه الخلفية فقد جاءت زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لكندا لتعزيز الموقف الثنائي الأمريكي – الكندي في ملف الناتو بما يؤدي إلى الآتي:
• إبعاد كندا عن التحالف مع أعضاء الحلف الذين بدأت تزداد خلافاتهم يوماً بعد يوم مع أمريكا.
• استخدام كندا كطريق مؤثر داخل حلف الناتو لجهة الضغط على أعضاء حلف الناتو الآخرين.
هذا، وتقول المعلومات أن اجتماع القمة سيشهد بيانه الختامي وقراراته وتوصياته تسوية الخلافات المتعلقة بتوسيع الحلف ونشر شبكة الدفاع الصاروخي إضافة إلى مساعي إعادة إدماج فرنسا ضمن منظومة الحلف القيادية.
* قمة الناتو وإشكالية توازن القوى الإقليمي والدولي بعد الحرب الجورجية – الروسية:
يقول خبراء شؤون حلف الناتو بأن تعاطي الحلف مع توازنات القوى الإقليمية والدولية هو تعاطي يجب أن يقوم في مرحلة ما بعد الحرب الجورجية – الروسية على الاعتبارات المتعلقة بالآتي:
• حقيقة أنه برغم أن الحرب الباردة قد انتهت فإن التحديات الأمنية القائمة والمتوقعة هي تحديات سوف لن تتغير بشكل جوهري.
• إن بيئة الأمن الإقليمي والدولي ستظل لفترة طويلة قادمة تتطلب تعزيز الروابط الأمنية – العسكرية بين الجانبين الأوروبي والأمريكي.
أشارت تحليلات الخبراء إلى أن الإطار المؤسسي الأمني – العسكري الذي يعمل ضمنه الآن حلف الناتو يجب أن يرافقه إطار سياسي – اقتصادي – قانوني، ومن ثم على خلفية الجمع بين الإطارين فإن على أعضاء الحلف الالتزام بالمذهبية السياسية – العسكرية التي تحقق الآتي:
• بناء الجماعية في القيادة والعمل والتوجيه والإشراف.
• تأسيس القيم المشتركة.
• التأكيد على حكم القانون.
• التأكيد على نشر وحماية الديمقراطية.
• التأكيد على نشر وحماية اقتصاد السوق.
على هذا الأساس تشير تحليلات خبراء الناتو بأن قمة الناتو القادمة ستشهد إعادة الارتباط الأمني – العسكري الأمريكي – الأوروبي ضمن نطاق أكثر اتساعاً بحيث يشمل إعادة الارتباط السياسي – الاقتصادي – القانوني.
وإذا كانت الخلافات بين أعضاء الناتو حول حرب العراق وحرب جورجيا والصراع العربي – الإسرائيلي، قد أدت إلى إضعاف نافذة علاقات عبر الأطلنطي فإن الأزمة الاقتصادية المالية الزاحفة لا بد أن تكون بمثابة المحفز لإعادة تماسك القوام المؤسساتي للحلف.
* هل من صفقات جديدة داخل الناتو؟
تقول المعلومات أن الخطوط والملامح العامة لما سيحدث في قمة الناتو على الأغلب أن يتمثل في الآتي:
• القبول بتوسيع نطاق المشاركة في حرب أفغانستان وعلى الأغلب أن تطرح فرنسا إعادة إدماجها ضمن منظومة قيادة الناتو مقابل توسيع المشاركة الفرنسية في أفغانستان.
• قبول الناتو بتوسيع دوره العسكري سيكون مقابل مطالبة أمريكا بتوسيع دورها السياسي الذي بدأه ريتشارد هوليروك المبعوث الأمريكي الخاص لجنوب آسيا وشبه القارة الهندية.
• مطالبة أمريكا بالعمل من أجل بناء تجمع إقليمي يجمع بين الهند وإيران وباكستان والصين وروسيا ودول آسيا الوسطى لجهة توسيع الإسهام والمشاركة الإقليمية في إدارة ملف الأزمة الأفغانية.
• حسم الخلافات حول ملف علاقات الناتو مع روسيا وعلى وجه الخصوص الاعتبارات المتعلقة بضم جورجيا وأوكرانيا إلى الحلف ونشر شبكة الدفاع الصاروخي في بولندا وجمهورية التشيك.
عموماً تقول التسريبات أن إدارة أوباما الديمقراطية تعتبر أقل تشدداً من سابقتها إدارة بوش الجمهورية لجهة التمسك بنشر شبكة الدفاع الصاروخي وذلك لاقتناع الديمقراطيين بالآتي:
• إن نشر شبكة الدفاع الصاروخي سيكلف المزيد من الأموال الطائلة التي تجاوزت 150 مليار دولار، وقد حاول الديمقراطيون داخل الكونغرس إسقاط ميزانية شبكة الدفاع الصاروخي خلال فترة سيطرة الجمهوريين على الكونغرس والإدارة.
• إن نشر الشبكة يؤدي إلى المزيد من التوترات مع روسيا وبعض الدول الأخرى بما في ذلك توتر علاقات أمريكا مع دول الناتو التي اشترطت أن يتم وضع الشبكة تحت إشراف وإدارة حلف الناتو الأمر الذي رفضته بشدة إدارة بوش السابقة.
• إن المعطيات والتقارير العلمية أكدت أن نظام الاعتراض الصاروخي لا يعمل بكفاءة 100% بل وفي أحسن الأحوال فإن كفاءته أقل من 50% وهذا يعني أن هذا المشروع لا يتميز بالكفاءة والفعالية التقنية المطلوبة لدرء خطر الصواريخ.
• إن نشر شبكة الدفاع الصاروخي في جمهورية التشيك وبولندا لا يستطيع حماية أمريكا الشمالية من خطر الصواريخ الروسية والصينية لأن الصواريخ الروسية التي تنطلق من روسيا سوف تصل لأمريكا عبر سماء القطب الشمالي والصواريخ الصينية التي ستصل عبر المحيط الهادي.
إضافة لذلك، من الواضح أن ضم أوكرانيا وجورجيا في ظل هذه الظروف التي تسعى فيها إدارة أوباما إلى التفاهم مع موسكو، ولكن ما هو مهم سيتمثل في التأكيد على المزيد من المواقف المتشددة إزاء إيران وعلى وجه الخصوص لجهة المطالبة بأن تتخذ دول الناتو موقفاً موحداً متشدداً ضد إيران وهو أمر سيربك تركيا التي ستجد نفسها مضطرة إلى الوقوف مع أمريكا وخسارة إيران أو الممانعة التي سيترتب عليها توتير العلاقات الأمريكية – التركية بما يضيف أكثر فأكثر إلى العلاقات التركية – الإسرائيلية المتوترة بالأساس إضافة لذلك فإن تركيا سوف لن تتردد في عرقلة أي تشدد في الملف الإيراني كما في عرقلة إعادة إدماج فرنسا ضمن منظومة حلف الناتو قصاصاً من عرقلة فرنسا لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد