مستقبل دول القوقاز على خارطة التحالفات الدولية الجديدة
الجمل: انتقلت عدوى صفقات خط واشنطن – موسكو – الاتحاد الأوروبي من جورجيا القوقازية شمالاً وتحديداً إلى أوكرانيا وجمهورية التشيك وفي هذا الخصوص تقول المعلومات أن النخب الحليفة لمحور واشنطن – تل أبيب المسيطرة على كييف الأوكرانية وبراغ التشيكية أصبحت تواجه مصير نخبة تبليسي الجورجية.
* ماذا تقول آخر المعلومات:
بعد الضغوط الروسية الموجعة من جراء استخدام موسكو لورقة ملف إمدادات النفط والغاز فد أصبحت حكومة الثورة البرتقالية الأوكرانية في مواجهة الأزمة الآتية:
• أزمة الضغوط القادمة من موسكو لجهة التهديد بالمزيد من قطع إمدادات النفط والغاز الروسي عن أوكرانيا التي لا تملك أي مصدر بديل.
• أزمة الضغوط القادمة من الاتحاد الأوروبي وذلك لأن حكومة الثورة البرتقالية قد فقدت مصداقيتها أمام الاتحاد الأوروبي من جراء قيامها بسرقة إمدادات الغاز الروسي لدول الاتحاد الأوروبي لتغطية إمدادات الغاز التي قطعتها موسكو. وقد وجه الاتحاد الأوروبي والبلدان الأوروبية المتضررة المزيد من الانتقادات والاتهامات لزعماء الثورة البرتقالية بالسرقة والسطو على حقوق الغير.
• أزمة سلبية موقف واشنطن التي أصبحت غير قادرة على القيام بتقديم الدعم الاقتصادي أو الضغط على الأوروبيين لقبول أوكرانيا عضواً في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
أما بالنسبة لجمهورية التشيك فقد تلقى التحالف الحاكم الموالي لمحور واشنطن تل أبيب صدمة قاسية عندما صوت البرلمان التشيكي بالأمس لصالح حجب الثقة عن الحكومة التشيكية الحالية، وتقول المعلومات والتسريبات أن عملية الحجب قد جاءت في توقيت محرج لجهة الآتي:
• إن الرئيس الأمريكي أوباما سيزور جمهورية التشيك من أجل التفاهم مع الحكومة حول العديد من المسائل والملفات الثنائية.
• إن موافقة البرلمان التشيكي على موافقة الحكومة التشيكية لنشر شبكة الدفاع الصاروخي الأمريكية في تشيكيا لم يعد بالإمكان الحصول عليه لأن البرلمان كان بالأساس معارضاً لذلك.
• إن حجب الثقة جاء في الوقت الذي يتولى فيه الرئيس التشيكي رئاسة الاتحاد الأوروبي وهو أمر سيسبب للرئيس توبولانيك الكثير من الحرج في مواجهة زعماء الاتحاد الأوروبي والرأي العام الأوروبي وخاصة أنه حاول أن يستخدم نفوذه كرئيس للاتحاد الأوروبي للوقوف إلى جانب إسرائيل في عدوانها الأخير على غزة.
بعد انتقال عدوى الضعف والانحلال السياسي من النخبة الجورجية إلى النخبتين الأوكرانية والتشيكية فإن التوقعات تشير إلى أن هذه العدوى ستنتقل باتجاه الشمال إلى رومانيا وبلغاريا حيث ما زال حلفاء محور واشنطن – تل أبيب يمارسون حضورهم الكبير في الأوساط السياسية.
* خارطة التحالفات الجديدة: إلى أين؟
العلاقات بين الكيانات والقوى السياسية إما أن تكون علاقات تعاون أو علاقات صراع وتشير معطيات خبرة علاقات خط موسكو – واشنطن خلال فترة ما بعد الحرب الباردة إلى الآتي:
• سعت واشنطن إلى بناء علاقات التعاون مع موسكو خلال فترة الرئيس يلتسين ومع الدول والجمهوريات السوفيتية السابقة.
• سعت واشنطن إلى تعزيز تمركزها في هذه الجمهوريات التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي بما يؤدي لتشكيل طوق جيو-سياسي يلعب دور حائط الحصار الجديد ضد روسيا.
• أدركت روسيا خلال فترة الرئيس بوتين خطر النفوذ الأمريكي ونجحت في الاحتفاظ ببعض الثغرات في حائط الحصار الأمريكي ومن أبرز هذه الثغرات جمهورية بيلاروسيا التي فشلت الثورة الملونة فيها والتي حاول محور واشنطن - تل أبيب دعمها بما يكمل الحصار على روسيا.
• لاحقاً انتقلت موسكو من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم وبعد نجاحها باستخدام الوسائل العسكرية ضد جورجيا حققت النجاح باستخدام الوسائل الاقتصادية ضد أوكرانيا.
• لاحقاً وتحديداً في هذه الفترة فإن موسكو تسعى لتحقيق النجاح بالوسائل الدبلوماسية وهو ما بدا واضحاً من خلال صفقات موسكو – واشنطن – بروكسل التي وضعت حداً لتوسع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو شرقاً.
حتى الآن، من الصعب تحديد الملامح العامة لخارطة التحالفات الإقليمية الجديدة، التي ستحدد موقع بلدان شر أوروبا السابقة (رومانيا – بلغاريا – بولندا – تشيكيا - وغيرها) ودول الاتحاد السوفيتي السابقة ولكن ما هو واضح أن التزامات واشنطن إزاء دعم هذه البلدان سوف لن يكون كما في السابق لا من جهة وعود البيت الأبيض بالمساعدات ولا حجمها وتجدر الإشارة إلى أن دوائر صنع القرار داخل مفوضية الاتحاد الأوروبي شرعت بالفعل في المطالبة بعدم تقديم المزيد من التسهيلات الجديدة لدول شرق أوروبا التي أصبحت بعض الأطراف الأوروبية الغربية يعتبرها مصدراً للخطر والتهديد.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد