«هآرتس»: خطة سلام أميركية تحـول الجـولان «لمنتـزه سـلام»
ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تدرس طرح خطة سلام جديدة بين إسرائيل وسوريا تستند إلى انسحاب الدولة العبرية من الجولان بصورة تدريجية وتحويلها إلى منطقة منزوعة السلاح وإقامة محمية طبيعية فيها وفي شريط صغير بغور الأردن يطلق عليها اسم «منتزه السلام».
لكن وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان أعلن رفضه أي وساطة يقوم بها بلد ثالث في أية مفاوضات سلام مع سوريا. وقال، في بيان، إن «إسرائيل تريد مفاوضات مباشرة في أسرع وقت ممكن، من دون شروط مسبقة ولا وساطة». وأوضحت إذاعة الجيش أن ليبرمان رفض عرضاً سورياً باستئناف المفاوضات غير المباشرة بين البلدين، نقله إليه نظيره الهولندي مكسيم فيرهاغن.
واعتبرت «هآرتس» أن أوباما هدف من وراء قراره إعادة السفير الأميركي إلى دمشق وزيارة مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل إلى دمشق مؤخراً إعداد الأجواء لاستئناف المفاوضات بين سوريا وإسرائيل برعاية واشنطن ومشاركة أنقرة.
وقال دبلوماسي أميركي رفيع المستوى للصحيفة إن الإدارة الأميركية توصّلت إلى استنتاج مفاده أن دمج سوريا في العملية السياسية هو المفتاح للمصالحة الفلسطينية الداخلية، ومن دون ذلك ستكون احتمالات التقدم على المسار الإسرائيلي - الفلسطيني ضئيلة. وأضاف أن الأميركيين يعتقدون أن الأزمة في إيران أوجدت فرصة نادرة لواشنطن من اجل التقارب مع دمشق واستئناف المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية.
ونقلت عن اللواء في الاحتياط في الجيش الإسرائيلي أوري ساغي، الذي ترأس الوفد المفاوض مع سوريا خلال ولاية حكومة ايهود باراك، قوله مؤخرا إن الأسد لم يبالغ عندما قال إنه بالإمكان اعتبار 80 في المئة من القضايا بين سوريا وإسرائيل محلولة. وأشار إلى أن الخلاف الأساسي بين الدولتين ليس مسألة الترتيبات الأمنية أو قضية المياه، ولكن كيف سيمر الخط الحدودي بينهما، موضحا أن تعامل دمشق مع المفاوضات تغير بعدما اكتشفت أنه في بعض الأماكن أصبح خط الحدود الدولي أهم من خط 4 حزيران العام 1967، وعندها أعرب السوريون عن استعدادهم لبحث مقترحات للتغلب على انعدام الوضوح للخط الحدودي، وعلى رأسها إقامة «منتزه السلام».
وأضافت الصحيفة أن نائب ميتشل والمسؤول عن ملف سوريا ولبنان فريدريك هوف طرح مؤخراً ورقة عمل اقترح من خلالها تحويل جزء كبير من الجولان وشريط صغير في غور الأردن إلى محمية طبيعية، تكون مفتوحة في ساعات النهار أمام إسرائيليين وسوريين.
وبحسب اقتراح هوف فإن المنطقة المنزوعة السلاح ستكون خاضعة لإشراف دولي بقيادة أميركية، بينما ستمتد عملية تفكيك إسرائيل للمستوطنات والانسحاب من الجولان لسنوات عديدة، بالتوازي مع تطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد