تواطؤ أميركي عربي فلسطيني يطيـح بتقـريـر غـولـدستـون
خرجت 19 أسيرة فلسطينية، وطفل أسير، هو الأصغر في العالم، أمس، من ظلام سجون الاحتلال إلى «حرية» سجن فلسطين الأكبر، بعد إتمام اتفاق جزئي بين إسرائيل وحركة حماس قضى بالإفراج عن 20 أسيرة في مقابل تسليم شريط فيديو حديث العهد يظهر أنّ الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليت ما زال على قيد الحياة، في خطوة يأمل الفلسطينيون ان تشكل المرحلة الأولى في عملية طويلة لتحرير نحو عشرة آلاف أسير يقبعون في معتقلات الاحتلال.
في هذه الأثناء، تقاعس المجتمع الدولي مجدداً عن الاقتراب من احتمال إدانة إسرائيل لجرائمها المستمرة بحق الفلسطينيين، بعدما أخفق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف في تبني تقرير لجنة غولدستون لتقصي الحقائق في غزة، وذلك إثر تواطؤ، لم تتضح معالمه الكاملة، بين واشنطن والسلطة الفلسطينية ودول عربية وإسلامية، وأدى الى تأجيل النظر في التقرير الى آذار المقبل.
وتم الإفراج عن الأسيرات التسع عشرة من سجن عوفر قرب رام الله، حيث تولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نقل 18 منهنّ إلى الضفة الغربية، حيث توجهن بداية إلى مقر الرئاسة في رام الله، فيما نقلت الأسيرة فاطمة الزق وطفلها يوسف (20 شهراً) الذي ولد في المعتقل، إلى معبر بيت حانون شمالي قطاع غزة ومنه إلى مقر الحكومة المقالة في مدينة غزة.
وجاء إطلاق سراح الأسيرات التسع عشرة ـ علماً بأنه تمّ الإفراج عن أسيرة واحدة قبل يومين، فيما يتوقع الإفراج عن اخرى يوم غد ـ بعدما اطلعت السلطات الإسرائيلية بدقة على شريط الفيديو الخاص بشاليت.
وفي أوّل ظهور له منذ أسره في العام 2006، بدا الجندي الإسرائيلي الأسير بصحة جيدة، حيث أظهره الشريط المصوّر، ومدته دقيقتان، جالساً على كرسي، وهو يحمل في يده صحيفة «فلسطين» التي توزع في غزة. وقد دعا رئيس حكومته بنيامين نتنياهو إلى «عدم تفويت أي فرصة» لإطلاق سراحه.
من جهة ثانية، فشل مجلس حقوق انسان التابع للأمم المتحدة في اتخاذ أي موقف من تقرير لجنة تقصي الحقائق في غزة برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون، وذلك بعدما طلبت باكستان، نيابة عن الدول العربية والإسلامية والأفريقية، تأجيل تصويت يدين تقاعس الاحتلال في التعاون مع اللجنة إلى الجلسة المقبلة في آذار المقبل.
وتمثل هذه الخطوة نتيجة مبكرة لانخراط إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في أعمال مجلس حقوق الإنسان الذي انضمت إليه واشنطن في حزيران الماضي.
وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية مايكل بوسنر إن التأجيل يمنح الجانبين الوقت لإجراء تحقيقات جديرة بالثقة في «الادعاءات الخطيرة» بجرائم الحرب التي ارتكبت خلال الحرب، مشيراً إلى أنّ «هناك عملية سلام أكبر جارية. وأعتقد ان معالجة قضية حقوق الإنسان يمكن ان تساهم فعليا في دفع عملية السلام».
وقال مسؤول فلسطيني إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا طالبوا السلطة الفلسطينية بدعم التأجيل. وفي هذا السياق قال بوسنر إنّ السلطة وافقت على هذا المطلب.
وقوبلت هذه الخطوة بانتقادات واسعة، حيث اتهمت فصائل فلسطينية ومنظمات حقوقية السلطة الفلسطينية بمحاولة إنقاذ قادة الاحتلال من المحاكمة، فيما اكتفت الرئاسة الفلسطينية بالقول إنّ التقرير لم يسحب من التداول، وإنه لا يزال على جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان.
إلى ذلك، بدت شوارع وطرقات البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة شبه خالية من المواطنين، بعدما فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عليها عزلا شبه تام. وعززت الشرطة الإسرائيلية ووحداتها الخاصة من تواجدها المكثف على بوابات البلدة القديمة وعلى بوابات المسجد الأقصى، فيما تراوح عدد المصلين في صلاة الجمعة بين ألفين إلى ثلاثة آلاف فقط، فيما أدى المئات من المواطنين الصلاة في الشوارع المتاخمة لسور القدس القديمة وسط تواجد كثيف لشرطة الاحتلال وجيشه.
وشــملت إجراءات الاحــتلال إغــلاق مدينة القدس أمام ســكان الضفة الغربية، حتى من حملة التصاريح الإسرائيلية الخاصة بالعمل والعــلاج، ونصب عشرات الحواجز العسكرية في معابر الضفة وعلى المداخل الرئيــسة لمدينة القدس وفي محيطها.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد