«حماس»تشرح للدول العربيةوالإسلاميةموقفهامن المصالحةوالإنتخابات
بعثت حركة «حماس» مذكرة خطية الى حكومات الدول العربية والاسلامية تشرح فيها موقفها من المصالحة الفلسطينية وقرار الرئيس محمود عباس اجراء الانتخابات بداية العام المقبل، وتجدد التمسك بالمصالحة، مشيرة الى عدم وجود مبررات لـ «غضب» مصر، وإلى ان عباس اعلن نيته اجراء الانتخابات من القاهرة «من دون اعتراض مصري».
واستعرضت المذكرة مراحل الحوار الفلسطيني «على قاعدة الإصرار على تحقيق المصالحة أولاً ثم تجرى الانتخابات في ظلها وليس العكس»، ومروراً بالأزمة التي اندلعت بعد طلب السلطة تأجيل التصويت على تقرير القاضي ريتشارد غولدستون، ثم تسلم ورقة جديدة معنونة بـ «اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني، القاهرة 2009» بغرض دراستها وإبلاغ مصر بموقف الحركة منها.
وأضافت المذكرة التي تقع في خمس صفحات، انه عندما طلبت الحركة إرسال وفد الى القاهرة بعد التصويت على تقرير غولدستون لتقديم ملاحظاتها على الورقة المصرية «فوجئنا بأن الإخوة في مصر يرفضون مبدأ إجراء أي تعديل على الورقة، على رغم تأكيدنا لهم أن الحركة ملتزمة كل ما تم الاتفاق عليه خلال جولات الحوار».
ثم ذكرت المذكرة مثالين يتعلق الأول بموضوع منظمة التحرير الفلسطينية، اذ جاء في الورقة انه الى «حين انتخاب المجلس الوطني الجديد ومع التأكيد على صلاحيات اللجنة التنفيذية وسائر مؤسسات المنظمة تقوم اللجنة المكلفة بتطوير منظمة التحرير حسب إعلان القاهرة 2005 باستكمال تشكيلها وعقد أول اجتماع لها كإطار قيادي موقت وتكون مهامها كالآتي: وضع الأسس والآليات للمجلس الوطني الفلسطيني، ومعالجة القضايا المصيرية في الشأن السياسي والوطني واتخاذ القرارات في شأنها بالتوافق، ومتابعة تنفيذ القرارات المنبثقة عن الحوار وتعقد اجتماعها الأول في القاهرة لبحث آليات عملها».
وزادت : «فوجئنا بأنه حُذِف من الفقرة أعلاه بند تم الاتفاق عليه سابقاً مع «فتح» في جلسات الحوار التي رعاها الإخوة في مصر، ونص البند المحذوف: تعتبر هذه المهام أعلاه غير قابلة للتعطيل باعتبارها إجماعاً وطنياً تم التوافق عليه»، مشيرة الى ان هذا النص «كان ضرورياً لإطلاق برنامج تفعيل وتطوير المنظمة، والتعامل معه بصورة جادة، خصوصاً ان إعلان القاهرة عام 2005 الذي نصَّ على هذا الموضوع المهم تم تعطيله من رئيس السلطة. كما أن استكمال أعضاء اللجنة التنفيذية اخيراً جاء في سياق تكريس وضع المنظمة على النحو الذي يشكل غطاءً لنهج رئيس السلطة السياسي وتفرده بالقرار الفلسطيني».
واعتبرت ان الحذف «يقلب مفهوم الإطار القيادي رأساً على عقب، ويجعل منه هيئة من دون قــــــيمة أو جدوى، ما يخل بجوهر ما تم الاتفـــــاق عليه، وبالتالي لا يمكننا الموافقة على الورقة من دون أن تتضمن هذا البند المتفق عليه سابقاً».
وفي موضوع الانتخابات، اشارت المذكرة الى ان الورقة تضمنت انه «عملاً بما جاء في قانون الانتخابات يقوم الرئيس الفلسطيني بتشكيل لجنة الانتخابات بناء على المشاورات التي يقوم بها وعلى تنسيب القوى السياسية والشخصيات الوطــــنية»، قبل ان تشير الى ان «ما تم الاتفاق عليه سابقاً هو: أن تشكيل لجنة الانتخابات يتم بالتوافق الوطني وليس بالتشاور والتنسيب، الأمر الذي أضعف النص، وأضعف ضمانات النزاهة لأي انتخابات مقبلة، ولا نستطيع الموافقة على الورقة من دون تعديل على هذه الفقرة بما يضمن حق الجميع في المشاركة في ترتيبات العملية الانتخابية، خصوصاً تشكيل لجنة الانتــــخابات بحيث تكون نتائجها ملزمة وغير مشكوك فيها».
وبعدما جددت «حماس» التمسك بالمصالحة بـ «اعتبارها ضرورة ومصلحة وطنية عليا لا يجوز المس بها بأي شكل من الأشكال»، اشارت الى ان المطروح «ليس إعلاناً أو بياناً عاماً، وإنما مشروع اتفاق سياسي محدد ومفصل لغرض التنفيذ، لذا يجب أن تكون صياغته محكمةً ومحددة، وليست فضفاضة أو حمالة أوجه، ولا يجوز أن يكون خالياً من الآليات وأدوات التنفيذ.
وفضلاً عن أن من أهم متطلبات أي اتفاق سياسي، أن يتم توقيعه من جميع أطرافه ومن الطرف الراعي له في زمن واحد وعلى صعيد واحد لكي يأخذ صفة الإلزام في التطبيق والمباشرة في التنفيذ، ولكي يكون اتفاق مصالحة بين الفرقاء وليس اتفاقاً لأطراف منفردة مع الطرف الراعي».
وأشارت الى انه «ليس ثمة ما يوجب غضب الإخوة في مصر الذين نقدر جهودهم في رعاية المصالحة، أو أن يعتبروا موقفنا هذا موجهاً ضدهم، فدور الراعي دائماً أن يرعى أطراف المشكلة، وأن يتعامل مع ما يتوافقون عليه، وأن يتفهم مطالبهم، لا أن يعتبر ذلك موجهاً ضده». كما اشارت الى ان الرئيس عباس اعلن من القاهرة أنه سيصدر مرسوماً بإجراء الانتخابات بداية العام المقبل وأن «المسؤولين المصريين لم يعترضوا على ذلك، وبعد يومين أعلن إصدار مرسوم» اجراء الانتخابات.
وختمت «حماس» مذكرتها بالقول انها «ستظل تسعى بكل ما وسعها الجهد من أجل إنهاء الانقسام والتوصل إلى المصالحة والتوافق الوطني».
إبراهيم حميدي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد