إيران والعراق يسعيان لنهاية سلمية لنزاعهما الحدودي
تعهدت طهران وبغداد، أمس، بالسعي إلى حل دبلوماسي لنزاع حدودي رغم اتهامات رسمية وبرلمانية لإيران بأن قواتها استولت على بئر نفط داخل الأراضي العراقية ورفعت العلم الإيراني فوق البئر محل النزاع في منطقة صحراوية نائية جنوب شرقي بغداد في وقت مبكر من أمس وأقامت خيمة عسكرية إيرانية في مكان قريب، عقب إعلان طهران ملكيتها للبئر بموجب “معاهدة الجزائر” الموقعة بين إيران والعراق في العام 1975 والتي رسمت الحدود بين البلدين، ولوحت بالديون المستحقة على بغداد لإخماد الاحتجاجات العراقية .
وصرح علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية رغبة بغداد في التوصل لحل سلمي وفوري للانسحاب من المنطقة حول البئر رقم 4 في حقل الفكة، وتابع “ندعو إلى عدم القلق وسيتم حل هذا الأمر بطريقة هادئة وبعيدة عن أي تصعيد عسكري” . وأضاف “هذا الحدث لا يؤثر على الصناعة النفطية ولا يؤثر على إنتاج النفط العراقي ولن يؤثر على إنتاج وتصدير النفط العراقي” . وقال الدباغ إن القوات الإيرانية مازالت تعسكر قرب البئر . وصرح مسؤول في ميسان طلب عدم نشر اسمه بأن الحكومة المحلية سترسل وفدا إلى المنطقة الصحراوية النائية اليوم (الأحد) .
وقال إبراهيم بحر العلوم وزير النفط العراقي السابق إن البئر محل النزاع وهو واحد من سبعة آبار في الفكة يقع على مسافة 300 متر داخل الأراضي العراقية وان العراق هو الذي حفر هذا البئر . وقال إن البئر ظل لعقود محل نزاع بين البلدين ولم ينتج نفطا سوى لفترة قصيرة .
واستنكر رئيس مجلس النواب العراقي أياد السامرائي إقدام الحكومة الإيرانية على السيطرة على البئر، داعيا الحكومة الإيرانية إلى إيقاف التجاوز وسحب القوات الإيرانية التي دخلت إلى الأراضي العراقية وإيقاف العمل في هذا البئر من الجانب الإيراني في أسرع وقت .
وأعتبر رئيس التجمع الجمهوري العراقي سعد عاصم الجنابي تدخل قوة إيرانية في الأراضي العراقية واستيلائها على البئر تجاوز على السيادة العراقية وأراضيه ويمثل استفزازا للشعب العراقي ويعبر عن الأطماع التاريخية لهذه الدولة في بلاد ما بين النهرين، موضحاً أن التجاوز والاعتداء على الأراضي والثروات العراقية “خط احمر” لا يمكن السماح لأي جهة أن تقوم به .
وكان رد الفعل الذي صدر عن الولايات المتحدة التي تختلف مع إيران بشأن برنامجها النووي على النزاع هادئا بشكل ملفت ولم يدل المسؤولون الأمريكيون في العراق بأي تعليقات مباشرة . غير أن الأميرال مايك مولن قائد الأركان الأمريكية المشتركة قال خلال زيارة إلى بغداد إن التأثير الإيراني على العراق لا يزال سلبيا .
وفي طهران، تباينت ردود فعل إيران حيال موضوع احتلال القوات الإيرانية البئر النفطية، وقد ألقت تصريحات المسؤولين حالة من الضبابية، ففيما اعتبرت الخارجية الإيرانية أن إثارة هذا الموضوع يهدف إلى زرع الخلافات بين البلدين، إلا أنها استدركت في نهاية المطاف بأنها ستحاول دراسة التقارير في هذا الصدد، بينما قال قائد القوات المسلحة الإيرانية في بيان نقلته قناة “العالم” الإيرانية الفضائية إن “قواتنا موجودة على أرضنا، وعلى أساس حدود دولية معروفة، وهذه البئر تعود إلى إيران” .
ويبدو من تصريحات المسؤولين الإيرانيين أن طهران لم تنف وجود اختلاف مابين العراق وإيران حيال هذا الموضوع إضافة إلى موضوعات أخرى تتعلق بملفي الحرب بين البلدين، حيث اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست اتهامات بعض وسائل الإعلام الأجنبية بأن إيران احتلت بئرا نفطيا عراقيا “ألاعيب إعلامية”، مؤيداً وجود محاولات أجنبية لتخريب العلاقات بين إيران والعراق . وقال إن البلدين تربطهما علاقات صداقة جيدة للغاية، فيما لم ينف وجود خلافات فنية بين البلدين .
في السياق، أماط احد المسؤولين الإيرانيين اللثام عن قضية كانت غائبة عن سياق العلاقات المتنامية بين البلدين، فقد أعلن الشيخ حسين إبراهيمي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى الإيراني أنه وفقا لتقديرات الأمم المتحدة فان إيران تطالب العراق بتعويضات عن خسائر الحرب تبلغ ألف مليار دولار، موضحاً أن بلاده “تغاضت في الماضي عن الكثير من قضايا العراق” .
في سياق الأزمة، أعلن علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني أن إيران والعراق يجريان محادثات عبر القنوات الدبلوماسية لحل سوء الفهم حول بئر فكة النفطي المشترك .
واعتبر أن سبب طرح مثل هذه الأمور من قبل بعض الأفراد في العراق، وجود جهات في العراق تعارض تنمية العلاقات بين البلدين الصديقين والشقيقين إيران والعراق .
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد