بلير «ليس نادماً» على غزو بغداد: إيران حالياً أخطر من عراق 2003
يبدو أن ملايين القتلى والجرحى والنازحين والدمار في العراق لم يكن كافيا لجعل رئيس الحكومة البريطانية الأسبق طوني بلير يراجع على الاقل قراره بغزو بغداد، حيث ألمح امس إلى ضرورة استخدام الخيار العسكري ضد ايران التي اعتبر ان خطرها حاليا اكبر من الخطر الذي شكله العراق في العام 2003.
وفي الوقت الذي كان ينهي فيه بلير ست ساعات من الشهادة التي طال انتظارها أمام لجنة التحقيق في مشاركة بريطانيا في غزو العراق في العام 2003، ويخرج من الباب الخلفي لمركز الملكة اليزابيت الثانية للمؤتمرات في لندن تجنبا للمتظاهرين، صرخ احد الحضور «أنت كاذب» فيما أضاف آخر «وقاتل أيضا». وتظاهر المئات، وسط انتشار امني كثيف، خارج القاعة مطالبين بمحاكمته على ارتكابه «جرائم حرب». وحملوا لافتات كتب عليها عبارة «بلاير»، في تلاعب بالألفاظ بين اسم بلير وكلمة كذاب، أي «لاير» بالانكليزية.
وأدان بلير الخطورة التي تشكلها إيران بسبب برنامجها النووي وعلاقتها «بمجموعات إرهابية»، معربا عن قلقه من احتمال سقوط أسلحة دمار شامل في أيدي المتشددين. وقال «من وجهة نظري، التي قد لا يشاركني فيها آخرون، ينبغي على قادة اليوم أن يتخذوا موقفا، وهو عدم ترك أي مجال للمجازفة في هذه المسألة».
وتحدث بلير، الذي بدأ الجلسة عن «تخوفه» من خطر الانتشار النووي الذي «شكله» العراق قبل العام 2003، موضحا «أقول أن هذا التخوف أصبح أقوى اليوم بسبب تحركات إيران». وأضاف «عندما أرى الطريقة التي ترتبط بها إيران اليوم بمجموعات إرهابية، أقول إن جزءا كبيرا من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط حاليا يأتي من إيران». واعتبر أن احتمال حصول إرهابيين على أسلحة نووية يمثل «خطرا كبيرا اليوم» وان إيران تشكل في هذا الصدد «خطورة كبيرة» بسبب برنامجها النووي وعلاقتها «بكيانات إرهابية».
وردا على سؤال حول ما إذا كان نادما على شيء، قال بلير «اشعر بالمسؤولية وليس بالندم عن الإطاحة بـ(الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين». وشرح كيف تغيرت وجهة نظره ووجهة نظر الولايات المتحدة بشأن العراق جذريا بعد هجمات 11 أيلول. وقال «كان المغزى بشأن ذلك الحدث الذي وقع في نيويورك أنهم لو كانوا قادرين على قتل عدد من الناس أكبر لفعلوا. ولذلك وبعد هذا الوقت كانت وجهة نظري هي أنه لا يمكن المخاطرة في تلك القضية على الإطلاق».
وردا على اتهامه بأنه وعد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، خلال لقاء في مزرعته في كروفورد في نيسان 2002، بدعم الغزو للتخلص من صدام، قال بلير «الالتزام الوحيد الذي قطعته، وقطعته علنا، كان الالتزام بالتصدي لصدام». وأضاف «الحقيقة هي أنه كان نظاما مروعا ولا يمكننا المخاطرة بالسماح لمثل هذا النظام بتطوير أسلحة دمار شامل. إذا كان ذلك يعني تغيير النظام، فليكن».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد