ميتشل يبدأ مهمة التظاهر بوجود مفاوضات
بدأ المبعوث الرئاسي الأميركي جورج ميتشل يوم أمس مهمته المستحيلة لتحريك العملية التفاوضية التظاهرية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية باجتماع عقده مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، تمهيداً لاجتماع آخر سيعقده اليوم مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وتعتبر لقاءات ميتشل هذه تمهيدية للإعلان عن بدء «المفاوضات عن قرب» بعد وصول نائب الرئيس الأميركي جون بايدن اليوم إلى الأراضي المحتلة.
ومن المقرر أن يصل ميتشل إلى رام الله اليوم للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد أن يكون قد اجتمع مرتين مع نتنياهو. وكان ميتشل التقى يوم أمس نتنياهو للمرة الأولى، بعدما اجتمع إلى وزير الدفاع إيهود باراك. ولم يشر بيان صادر عن رئاسة الحكومة الإسرائيلية إلى أية معلومات حول ما إذا كان قد تم التوافق مع ميتشل على شيء، مكتفياً بالإشارة إلى أنّ الاجتماع «كان جيّدا».
وأيدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إجراء المفاوضات غير المباشرة «في ضوء الموقف العربي» المؤيد لاستئناف التفاوض، فيما حذر الرئيس محمود عباس من أنّ عملية السلام في الشرق الأوسط في «وضع حرج للغاية»، بسبب استمرار النشاط الاستيطاني.
وتعتبر اتصالات ميتشل مع كل من نتنياهو وعباس الخطوة الأخيرة للإعلان عن بدء المفاوضات عن قرب، التي تم الاتفاق على إدارتها بين إسرائيل والفلسطينيين بوساطة أميركية مكثفة. وثمة اعتقاد قوي بأن الإعلان عن بدء جولة المفاوضات هذه سيتم أثناء زيارة بايدن لإسرائيل، التي تستمر ثلاثة أيام. وعلاوة على ذلك، فإن صيغة المفاوضات الجديدة لم تتقرر بعد، وليس معلوماً بشكل مؤكد ما إذا كانت ستتم بطريقة الجولات المكوكية بين رام الله وتل أبيب، أم أنها ستجري في واشنطن أو أية عاصمة أوروبية بطريقة الجلوس في غرفتين متجاورتين.
وتشهد «المفاوضات عن قرب» الجديدة على بؤس الإدارة الأميركية للوساطة، وعلى الصعوبة التي تعترض أي تقدم فيها، فالسلطة الفلسطينية، التي تقيم اتصالات يومية مع الحكومة الإسرائيلية في العديد من مجالات الحياة، تجد من الصعب عليها أن تجلس في غرفة واحدة مع ممثلي هذه الحكومة لإجراء مفاوضات سياسية. وإذا كانت حكومة نتنياهو تتحمل، في نظر الفلسطينيين، حصة الأسد من المسؤولية عن هذه الحال، فإن الولايات المتحدة تتحمل جانباً لا يقل حجماً من هذه المسؤولية، فالإدارة الأميركية، التي ترسم للعالم بأسره سياساته، عجزت عن تنفيذ الالتزام الأولي لإسرائيل، وفق خريطة الطريق، بتجميد البناء في المستوطنات.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول أميركي قوله إنه تم إبلاغ الطرفين بأنه «إذا برزت مشكلات فسوف نحاول المساعدة في التغلب عليها، والقيام بعرض أفكار، وإذا رأينا أن أحد الجانبين لا ينفذ التزاماته فسوف نقول ذلك».
ورغم كل الأماني التي يحاول المسؤولون الأميركيون إشاعتها فإن الجولة الجديدة من المفاوضات بدأت كما يبدو متعثرة، فحكومة نتنياهو ترفض استئناف المفاوضات من النقطة التي انتهت إليها بين حكومة إيهود أولمرت والسلطة الفلسطينية. ولا يقل أهمية عن ذلك أن نتنياهو، ومنذ اليوم الأول للتفاوض التمهيدي مع ميتشل، حدد نقاط الخلاف الجوهرية.
وفيما يريد الأميركيون استكمال المفاوضات على الحدود، بما يسهل الاتفاق على باقي قضايا الحل النهائي، فإنّ نتنياهو يرفض أن تبدأ المفاوضات الجديدة من هذه النقطة، ويصر على أن غاية المفاوضات عن قرب هي تقريب الطرفين من العودة لطاولة المفاوضات المباشرة.
ووسط الشكوك التي تحوم حول المهمة الجديدة لميتشل، توقعت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ألا تفضي المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة إلى أي نتيجة، مشيرة إلى أنّ ميتشل لن يتمكن من إقناع القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية حتى في الحضور معاً إلى حفل لمناسبة استئناف المفاوضات. ورأت أن الهوة بين موقف إسرائيل والسلطة الفلسطينية لا تزال واسعة ولا يمكن جسرها خلال 4 أشهر، وهي المدة التي حددها وزراء الخارجية العرب.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد