إسرائيل تريد حصاراً بحرياً وغيتس يحرّض الإمارات على إيران
حذر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد دول الخليج امس، من الوجود الأميركي في المنطقة، مؤكدا ان أيادي الغرب «ستقطع» قبل أن تهيمن على نفط الخليج، وذلك في وقت سعى وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس لإقناع الرياض وأبو ظبي بمساعدة واشنطن لفرض عقوبات جديدة ضد طهران، قائلا انه لمس توجها إيجابيا في هذا السياق، بينما كانت إسرائيل تستغل زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن للمطالبة بمحاصرة إيران بحريا.
وقال نجاد في مدينة بندر عباس الجنوبية «نحذر دول المنطقة بشأن وجود قوى البلطجة. إنها لم تأت الى هنا من أجل الديموقراطية، ولا لاستعادة الامن، ولا لمحاربة الارهاب او لمكافحة تهريب المخدرات». وأضاف «إذا كنتم (القوى الكبرى) تتصورون أنكم بالتدخل العسكري تستطيعون الهيمنة على نفط العراق ونفط الخليج، فإن شعوب المنطقة ستقطع أيديكم عن نفط الخليج». وأضاف ان على «دول الخليج أن تدرك ان رسالة إيران لدول المنطقة لا تعدو كونها رسالة صداقة وأخوة».
وتحدث نجاد عن «الجرائم الرهيبة والبشعة» التي ارتكبها زعيم جماعة «جند الله» المتمردة عبد المالك ريغي قبل اعتقاله في شباط الماضي. وقال إن «بعض الدول التي لم تشهد الى الآن حتى عملية انتخابات واحدة، دعمت أيضا هذا الشرير، وکانت تقول على خطى سادتها، بأن هذه الجرائم إنما تتم لإقامة الديموقراطية في ايران».
ويأتي حديث نجاد في وقت يقوم غيتس بجولة خليجية تستهدف «زيادة الضغوط» على طهران. وبعد يوم من محادثاته مع الملك السعودي عبد الله في الرياض، التقى في أبو ظبي ولي عهد الإمارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية «وام» أن الجانبين «اتفقا على أهمية تعاون دول المنطقة بشفافية ومصداقية لجعلها خالية من كافة أنواع أسلحة الدمار الشامل وذلك حفاظا على أمنها واستقرارها».
وفي مؤتمر صحافي أعقب اللقاء، قال غيتس «لدي الشعور بأن هناك رغبة» لدى القادة السعوديين والإماراتيين «لاستخدام نفوذهم بصفتهم دولتين (منتجتين) للنفط لإقناع الصين بالموافقة على فرض عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي». كما ان الرياض وأبو ظبي مستعدتان ايضا، بحسب غيتس، للقيام بالخطوة ذاتها لدى روسيا «حتى وإن كان ذلك أقل ضرورة» اذ ان موسكو أكثر تأييدا لفرض عقوبات على الجمهورية الاسلامية.
وكان مساعدون لغيتس قالوا ان اللقاء يستهدف بحث المساعي الأميركية لفرض عقوبات في مجلس الامن الدولي على إيران، ووسائل تعزيز الدفاع عن بلدان الخليج العربية لمواجهة البرنامج الباليستي الايراني. وأعلن مسؤول أميركي ان غيتس يبحث «زيادة الضغط» على الشركات المرتبطة بالحرس الثوري في ايران والتي تقوم بأعمال تجارية في الامارات. وأضاف «ستنفق دولة الامارات الصغيرة، التي يبلغ عدد سكانها نحو خمسة ملايين، هذا العام أكثر من 11 مليار دولار على (شراء أسلحة أجنبية)».
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم البنتاغون جيوف موريل، بعد محادثات غيتس مع الملك السعودي، «لا شك اننا نأمل ان يستخدم السعوديون كل ما لديهم من نفوذ - وهو نفوذ كبير - في هذه المنطقة وفي أنحاء العالم لمساعدتنا» في تشديد العقوبات والضغوط على إيران، بينما قال مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى، إن المسؤولين السعوديين يساندون تحول واشنطن نحو الضغط على إيران. وأوضح «لدينا انطباع قوي مفاده ان هذا النهج عموما يلقى مساندة من السعوديين».
في هذا الوقت، وفيما قال دبلوماسيون في نيويورك ان الغرب يواجه صعوبة في التوصل الى توافق في مجلس الامن حول فرض عقوبات جديدة قاسية على إيران، تمارس إسرائيل ضغوطا على الولايات المتحدة من أجل إقناعها بفرض حصار بحري على إيران، إضافة لعقوبات سيقرها مجلس الأمن في الشهرين المقبلين.
وقد أشارت صحيفة «معاريف» إلى أن إسرائيل تعتبر العقوبات المخطط لها «رخوة» وليس فيها ما يوقف المشروع النووي الإيراني، ولذلك ثمة حاجة لحصار بحري أميركي يوفر ضغطا ثقيلا على النظام الإيراني ويثبت جدية نوايا أميركا خصوصا والغرب عموما في منع إيران من امتلاك القنبلة النووية.
غير أن «معاريف» أوضحت أنه لا يبدو أن الإدارة الأميركية متحمسة للفكرة. وقالت إن المداولات بين أميركا وإسرائيل بهذا الشأن دخلت مرحلة حرجة جدا خلال زيارة نائب الرئيس جو بايدن الى اسرائيل. فبايدن الذي تعتبره إسرائيل الحلقة الأكثر ودية في الإدارة الأميركية، هو رافعة ضغط إسرائيلية إضافية. والغاية التي سعت إسرائيل لتحقيقها من زيارة بايدن هي محاولة تجنيده لتأييد فكرة الحصار البحري على إيران، وربما لتأييد أفكار إسرائيلية أخرى بشأن العقوبات.
ويذكر المراسل السياسي لـ«معاريف» بن كسبيت أنه بسبب أزمة إقرار المشروع الاستيطاني في القدس المحتلة، تشوشت الخطة مع بايدن. ونقلت الصحيفة عن مصدر أميركي قوله «إنكم فقدتم إصغاءنا في الفترة القريبة. فالإهانة التي تلقاها بايدن هنا أضرت كثيرا باستعدادنا للإصغاء لحاجات إسرائيل في هذا الوقت بالذات».
من جهة أخرى، وفيما نفت روسيا أن تكون مسألة تأجيل توريد منظومة صواريخ «اس 300 «إلى إيران سبب طلب طهران من الطيارين الروس مغادرة الأراضي الإيرانية، أعلن وزير الدفاع الإيراني الجنرال احمد وحيدي ان منظومة من الدفاع الجوي متوسطة المدى «ستكون في متناول قواتنا المسلحة قريبا». وأوضح ان «مدى هذه المنظومة الجوية المتطورة يبلغ 40 كلم وهي قادرة على تدمير طائرات ومروحيات العدو بطريقة ذكية حيث ان سرعتها تتجاوز سرعة الصوت ولها خصوصية تعقب الهدف».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد