طهران تردّ بمؤتمر نووي مضاد وتصف واشنطن بـ"المجرم الوحيد"
ردت ايران المهددة بعقوبات المجتمع الدولي، على مؤتمر الامن النووي الذي استضافه الرئيس الاميركي باراك اوباما الاسبوع الماضي، بعقد مؤتمر طهران لنزع السلاح النووي، الذي افتتح امس بهجوم مضاد استهدف الولايات المتحدة والدول "المحتكرة" للنووي التي تسيطر على المؤسسات العالمية.
وتهجم المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي على الولايات المتحدة التي اعتبرها "المجرم النووي الوحيد في العالم"، في رسالة الى المؤتمر الذي يشارك فيه عشرة وزراء ونواب وزراء خارجية من بينهم ممثلون روس وصينيون في غياب الغربيين.
وبعدما رفض "اكاذيب" واشنطن التي تتهم ايران بالسعي الى امتلاك السلاح النووي، قال ان استعمال الاسلحة النووية "حرام في ديننا". واضاف ان "الحكومة الاميركية هي الوحيدة التي ارتكبت جريمة نووية"، مؤكدا ان "المجرم النووي الوحيد في العالم يكذب ويقدم نفسه على انه يعارض انتشار الاسلحة النووية في حين انه لم يتخذ اي قرار جدي في هذا المجال".
- واقترح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في حفل الافتتاح انشاء "هيئة دولية مستقلة" للاشراف على نزع الاسلحة النووية والحد من الانتشار النووي، طالبا اقصاء الدول النووية وعلى رأسها الولايات المتحدة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومراجعة معاهدة منع الانتشار النووي. ودعا الى ضرورة مراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي "من الدول المستقلة التي لا تملك اسلحة نووية" لان حضور الدول النووية "يمنع صوغ معاهدة منصفة". وطعن في حق النقض الذي تتمتع به الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، واعتبر انه "غير ديموقراطي وجائر وغير انساني". وقال: "يجب الغاؤه او، اذا اصر البعض على الاحتفاظ به، منحه لبضع دول اميركا اللاتينية وآسيا وافريقيا واوروبا للحد من انعكاساته السلبية". ورأى "ان اكبر خيانة يرتكبها المحتكرون للاسلحة النووية هي عدم الفصل بين السلاح النووي والطاقة النووية، فهم يريدون احتكار الطاقة والسلاح معا للحيلولة دون تقدم الشعوب التي تطالب بحقوقها المشروعة عبر الحصول على الطاقة النووية واستخدامها لأهداف سلمية بحتة".
- واشارت السلطات الايرانية الى ان اجتماع طهران الذي عقد تحت شعار "الطاقة النووية للجميع، لا للسلاح النووي"، سيمهد للمؤتمر المقبل لمراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي المقررة في ايار في نيويورك والتي تنوي ايران استعمالها كمنصة للدفاع عن مواقفها.
وشارك في الاجتماع ثمانية وزراء خارجية دول هي العراق وسوريا ولبنان وعمان وارمينيا وتركمانستان وافريقيا الوسطى وسوازيلاند، ونواب وزراء خارجية روسيا وقطر والامارات والمساعد الخاص لوزير الخارجية الصيني، وكذلك رئيس منظمة المؤتمر الاسلامي اكمال الدين احسان اوغلو، وممثلون عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية والامم المتحدة. ولم يتمكن عدد من وزراء الخارجية من الوصول في الوقت المناسب الى طهران بسبب سحب الغبار البركاني التي شلت حركة النقل الجوي في اوروبا. وقال نائب وزير الخارجية الايراني محمد مهدي اكونزاده ان وزراء خارجية السنغال والاكوادور واندونيسيا وكوبا الذين كان يفترض ان يصلوا السبت "سيصلون غدا ( اليوم)" .
- وأيد وزراء خارجية لبنان والعراق وسوريا النشاط النووي لايران ودعوا الى تجريد اسرائيل من ترسانتها النووية.
وقال وزير الخارجية اللبناني علي الشامي ان "ايران تسعى الى استخدام الطاقة النووية لاغراض سلمية ولم تنحرف عن معاهدة منع الانتشار النووي". واكد انه يتعين على اسرائيل ان "تتجرد" من اسلحتها الذرية. واضاف: "ان ضرورة تجريد اسرائيل من اسلحتها النووية مهمة للغاية (...) لان هذا النظام اكد بوقاحة انه سيستخدم اسلحته عندما يريد".
واكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في خطابه "اننا ندعم ايران التي تريد استخدام التكنولوجيا النووية لاغراض سلمية". وقال "ان التهديد الرئيسي في المنطقة هو اسرائيل التي تملك رؤوسا نووية. على اسرائيل ان تنضم الى المعاهدة والبدء بتدمير اسلحتها الذرية التي يتجاوز عددها المئتين".
وشدد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري على انه "يجب ان تسمح اسرائيل لمفتشي الامم المتحدة بزيارة منشآتها النووية". وقال ان بلاده "ترفض اي تهديد ضد ايران"، مشددا على "حق ايران في امتلاك التكنولوجيا النووية المدنية".
من جهة اخرى، اكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي خلال استقباله المعلم، ان علاقات طهران ودمشق صارت أكثر صلابة بعد مرور ثلاثين عاما. وتطرق الى التعاون الإقليمي بين البلدين لانشاء جبهة جديدة في مجال نزع السلاح. وقال: "سوريا وإيران تربطهما علاقات إستراتيجية وثابتة وتوجد أمامهما آفاق جيدة، وطبعا فان تنمية هذه العلاقات ستظل شوكة في عيون الأعداء".
- ووصف قائد ميليشيا "الباسيج" الاسلامية في ايران الجنرال محمد رضا ناجي حاملات الطائرات الاميركية بانها ليست سوى "طناجر". وقال في تصريحات "ان التهديدات الاميركية ليست الا حشرجات ميت (...) حاملات الطائرات ما هي الا طناجر". واضاف: "كانت الولايات المتحدة اكثر قوة في السابق وعجزت عن فعل اي شيء بتهديداتها. اليوم الباسيج باتت اقوى والولايات المتحدة اضعف".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد