قطار أنفاق إسرائيلي للتسلل إلى «الأقصى»
حذرت حركتا فتح وحماس، أمس، من مخطط إسرائيلي لإقامة قطار أنفاق يربط بين شطري مدينة القدس المحتلة، ويمر في أسفل مقدسات إسلامية، في وقت شاركت الحركتان في تظاهرة مشتركة في غزة ضد قرار تهجير فلسطينيي الضفة الغربية، وذلك للمرة الأولى منذ سيطرة حماس على القطاع في العام 2007.
وقال مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر إنّ «النفق سيتم حفره بطول عدة كيلومترات يبدأ من بناية السبع في القدس الغربية وصولاً إلى مفترق مقبرة مأمن الله، صعوداً إلى منطقة باب الخليل»، مضيفاً أنّ «النفق سيلتف حول الجدار الغربي والجنوبي لسور القدس ثم يتجه شرقاً إلى ساحة البراق قرب الحائط الغربي من المسجد الأقصى، فيما أن جزءاً من النــفق سيتمّ حفره أسفل المقبرة الأرمنية المقابلة لدير الأرمن باتجاه باب النبي داوود».
وأشار عبد القادر إلى أنّ «شركة (مارشال انجينيرنغ) الأميركية ستقوم بتنفيذ المشروع»، لافتاً إلى أنها «وصلت إلى مرحلة متقدمة بوضع التصاميم الهندسية بحفر النفق وتصميم عربات القطار الخفيف».
وأضاف عبد القادر أن الهدف من هذا المشروع هو نقل أعداد كبيرة من الإسرائيليين من القدس إلى محيط المسجد الأقصى في القدس مطالباً بتحرك عربي وإسلامي عاجل للتصدّي لهذا المشروع ومقاطعة الشركة الأميركية.
من جهته، حذّر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر (حركة حماس) من خطورة هذا المشروع، معتبراً أن سلطات الاحتلال «تحاول مسابقة الزمن بغية حسم تهويد المدينة المقدسة، وإضعاف الهوية العربية الإسلامية في المدينة المقدسة».
إلى ذلك، أعادت سلطات الاحتلال فتح «بوابة يافا» التاريخية في القدس المحتلة، بعدما أنجزت «سلطة الآثار الإسرائيلية» مشروعاً لترميمها بكلفة أربعة ملايين دولار. وقد أثار المشروع انتقادات فلسطينية واسعة، لأنه يؤدي إلى تغيير الطابع التاريخي لهذه البوابة، التي افتتحها العثمانيون في العام 1538، لتكون واحدة من بين أربع بوابات لدخول البلدة القديمة.
ويعترض الفلسطينيون كذلك على التداعيات الاقتصادية للمشروع، خاصة في ما يتعلق بتهميش النشاط التجاري في البلدة القديمة، لا سيما في منطقة «بوابة دمشق».
من جهة ثانية، تظاهر مئات الفلسطينيين قرب معبر بيت حانون شمالي قطاع غزة بحضور ممثلين عن كل الفصائل الفلسطينية، بينهم قياديون من حركتي حماس وفتح، الذين رفعوا لافتات كتب عليها «يداً بيد ضد القرار الصهيوني بطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية».
وشدّد القيادي في حركة فتح هشام عبد الرازق على أن «الرفض الفلسطيني الكلي للقرارات الإسرائيلية والإجراءات التعسفية بحق الشعب الفلــسطيني بمجمله»، معتبراً أن «الوحدة الوطنية هي صمام الأمان للمشروع الوطني وللقــضية الفلسطينية، فيما الانقسام يزيد من حالة التــشتت والفــرقة ويخلف مناخات لكي يستمر الاحتلال في عدوانه».
بدوره، اعتبر القيادي في حركة حماس أيمن طه أنّ هذه التظاهرة تؤكد على «ضرورة مواجهة القرارات الإسرائيلية بشكل موحّد»، مشدّداً على انه «لا بد من تناسي الخلافات والتوحّد لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية».
ميدانياً، أصيب فتى فلسطيني يبلغ من العمر 14 عاماً برصاص الجيش الإسرائيلي لدى إطلاقه النار على قارب صيد فلسطيني قبالة ساحل رفح جنــوبي قطاع غزة، فيما أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإســلامي، وكتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، أنهما اشتبكتا مع قوات إسرائيلية خلال محاولتها التوغل شرقي مخيم المغازي وسط قطاع غزة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد