جرحى وعشرات المعتقلين في اعتصامات واسعة للمعارضة اليمنية
اندلعت أمس صدامات بين قوات الأمن اليمنية والمعارضة المنضوية في إطار تكتل “اللقاء المشترك” أثناء محاولة قوى الأمن تفريق اعتصامات نظمتها المعارضة في لحج (جنوب)، استخدمت فيها قوات الأمن الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، ما أدى إلى سقوط خمسة جرحى، واقتياد العشرات من المعتقلين .
وذكرت مصادر محلية في لحج أن قوة عسكرية كبيرة حاصرت مبنى المكتب التنفيذي لحزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض، واعتقلت قوات الأمن 13 شخصاً بينهم أمين عام المكتب التنفيذي للتجمع عبدالقوي قائد صالح ورئيس دائرة النقابات سمير عبدالسلام، فيما أصيب 5 آخرون بينهم رئيس هيئة الشورى المحلية محمد زين أحمد بعد مواجهات مع قوات الأمن .
ودانت اللجنة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك في لحج قمع الأمن لاعتصامها السلمي، واستخدام الرصاص الحي ومسيلات الدموع وحملة الاعتقالات التي طالت العشرات، وقال بيان صادر عنها إن ذلك “يعد جرما تستحق الجهات الرسمية المقاضاة عليه باعتبار أن ما قام به “المشترك” فعاليات سلمية يقرها الدستور، وطالبت بإطلاق المعتقلين فورا والاعتذار .
وكان الآلاف من أنصار المعارضة احتشدوا أمام مبنى محافظة لحج ضد ما قالت عنها المعارضة “سياسات الإفقار والتجويع التي تنتهجها حكومة المؤتمر الشعبي الحاكم”، وهتف المشاركون ضد الفساد ورددوا شعارات مناهضة للحكومة .
وأوضحت كلمة ألقيت باسم أحزاب المعارضة أن لحج ورغم وعود الحكومة تعاني من نقص الكثير من الخدمات، مثل التعليم والأمن والصحة، مشيرة إلى أن حمى الضنك تفتك بحياة المئات من دون أن تقدم الحكومة على إيجاد أي حل لها . وأكدت وقوف المعارضة مع قضايا أبناء الشعب وحقوقهم، وعددت عدداً من المطالب، أبرزها وقف الإجراءات التي تستهدف كرامة المواطن وملاحقة الناشطين الحقوقيين والسياسيين، وإطلاق المعتقلين على ذمة الاحتجاجات السلمية، وإطلاق الحريات ومحاسبة الفاسدين ومنتهكي الحقوق، وتحقيق المواطنة المتساوية، بالإضافة إلى جلوس السلطة والمعارضة إلى طاولة حوار شامل .
في المقابل، جدد حزب المؤتمر الشعبي العام دعوته للمعارضة لاستئناف الحوار على قاعدة اتفاقية فبراير ،2009 وعبر بيان صدر في ختام اجتماع للجنة العامة للمؤتمر برئاسة عبدالكريم الإرياني المستشار السياسي للرئيس وعبرت عن الأسف ل “استمرار الجدل السفسطائي من أحزاب اللقاء المشترك حول تنفيذ الاتفاق وتحريف الحقائق” .
وأكد المؤتمر التزامه بالحوار كسبيل لحل القضايا كافة التي تهم الوطن، ودعا المعارضة إلى “البدء فوراً في الحوار لتنفيذ اتفاق فبراير كمنظومة متكاملة بعيداً عن أساليب المماطلة”، مشيراً إلى أنه “سيظل ملتزماً بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد” .
على صعيد الأوضاع شمال البلاد، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن اليمن قد يواجه “أزمة إنسانية” بسبب نقص التمويل، وقال إن نقص التمويل قد يضطره إلى تقليص عدد الحاصلين على مساعدات إلى نحو 250 ألفاً من النازحين بسبب صراع صعدة .
وأوضح البرنامج في بيان له أنه سيتعين عليه وقف تقديم المساعدات بصورة كاملة إلى 50 ألف طفل تحت سن الخامسة . وأشار إلى أنه تلقى أقل من 30% من التمويل اللازم لمواصلة عمله في توزيع الغذاء للأسر النازحة، وأنه سيضطر لخفض الحصة الشهرية إلى 50% ابتداء من مايو/ أيار المقبل، وتوقع أن يؤدي هذا الخفض إلى أزمة إنسانية، وأوضح أنه بحاجة إلى أكثر من 77 مليون دولار للخروج من أزمة نقص تمويل عملياته للعام الحالي .
وأكدت مصادر رسمية مقتل أحد أخطر المطلوبين الأمنيين، الذي ينشط على الحدود اليمنية السعودية ويدعى أبو راوية، على أيدي الحوثيين في اشتباكات مسلحة عندما حاول الاستيلاء على إحدى سياراتهم في الجوف .
من جهتها، قالت وزارة الداخلية اليمنية إن الحوثيين قتلوا بالرصاص ثلاثة من أفراد قبيلة بني عزيز الموالين للحكومة وجرحوا ثلاثة آخرين منهم أحد المارة .
وقال الحوثيين إنهم هاجموا أفراد قبيلة بني عزيز ردا على هجوم سابق عندما فتح أفراد القبيلة النار على سوق وأصابوا ثلاثة أشخاص .
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد