نتنياهـو في ذكـرى احتـلال القـدس: الاسـتـيـطـان لـن يـتـوقـف

13-05-2010

نتنياهـو في ذكـرى احتـلال القـدس: الاسـتـيـطـان لـن يـتـوقـف

اغتنم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذكرى الثالثة والأربعين لاحتلال القدس الشرقية، للإعلان عن عزم حكومته مواصلة البناء الاستيطاني اليهودي في المدينة، في ما يوجه صفعة جديدة للمطلب الأميركي بوقف الاستفزازات التي من شأنها تقويض المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية. وقدم نتنياهو تبريراً توراتياً لضم المدينة المقدسة، التي عاشت أحياؤها العربية توتراً شديداً إثر تحركات استفزازية للمتطرفين اليهود بلغ نطاقها المسجد الأقصى. فلسطيني يرفع علم فلسطين أمام مستوطنين قرب منزل يحتلونه في القدس المحتلة أمس
وقال نتنياهو، في خطاب ألقاه في منطقة «تلة الذخائر» التي شهدت معارك شرسة مع القوات العربية في حزيران العام 1967 قبيل احتلال القدس الشرقية، إنه «لا يمكن تحقيق الازدهار في مدينة مقسمة، ولا يمكن تقسيم أو تجميد مدينة مزدهرة... سنواصل البناء والنمو في القدس».
وأضاف نتنياهو أنّ «يوم القدس هو اليوم الذي حررت فيه القدس نهائياً، بحيث أصبحت تضم كل سكانها، اليهود والعرب، تحت جناحها، وهي لن تكون أبداً محاصرة، مظلمة، أو مقسمة». وتابع: «نحن جيل محظوظ لأننا رأينا مواقعنا المقدسة محرّرة بعدما عادت إلى أيدينا».
وكان نتنياهو اعتبر، في خطاب ألقاه أمام الكنيست، إنّ «صهيون»، الاسم العبري البديل للقدس، قد وردت 850 مرة في التوراة. وأضاف: نتنياهو «بالنسبة لعدد المرات التي وردت فيها القدس في الكتب المقدسة للأديان الأخرى أوصيكم بأن تراجعوا هذا». وبعدما قاطعه النواب العرب، قال نتنياهو «لأنكم سألتم.. القدس ذكرت 142 مرة في العهد الجديد، ولم يرد في القرآن اسم واحد من بين 16 اسماً عربياً للقدس. لكن في تفسير موسع للقرآن من القرن الثاني عشر يقال إن هناك آية تشير إلى القدس».
ولم يشر نتنياهو في خطابه إلى مفاوضات السلام غير المباشرة مع الفلسطينيين، لكنه قال إن «إسرائيل ستحتفظ بكل القدس وستضمن حرية العبادة في كل المواقع». وأضاف «لا أنوي أن أقيد صلة الآخرين بالقدس... لكني سأتصدّى لمحاولة تقييد أو تحريف أو تشويش العلاقة الفريدة التي تربطنا نحن شعب إسرائيل بعاصــمة إسرائيل».
من جهته، قال رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات إن أعمال البناء لن تتوقف في المدينة «الموحدة وغير المقسمة». وأضاف أنّ «الحدود الإدارية للقدس غير قابلة للتفاوض، وأعمال البناء يجب أن تستمر في مجمل أنحاء المدينة تحت سيادة إسرائيل». وتابع «إن لم نبن للشبان اليهود فإنهم يغادرون المدينة، وان لم نخطط للعرب فإنهم يبنون بشكل غير شرعي. لا بد من القيام بما هو مناسب للجميع».
- إلى ذلك، تصدى عشرات الفلسطينيين والناشطين الأجانب لمسيرة استفزازية لليهود المتطرفين في حي الشيخ جراح في وسط مدينة القدس. وكان المتطرفون قد وصلوا إلى المنازل الفلسطينية التي تمّ الاستيلاء عليها في الحيّ وتحويلها إلى بؤر استيطانية وشرعوا في تنظيم احتفالات خاصة بما يسمى «ضم القدس»، وحاولوا التحرّش بالمواطنين واستفزازهم من خلال محاولات متكررة لاقتحام منزل المسنة رفقة الكرد، الذي تمّ الاستيلاء على جزء منه في السابق لمصلحة الجماعات اليهودية المتطرفة.
وقالت لجنة الدفاع عن حي الشيخ جراح إن المواطنين قابلوا تلك المسيرة الاستفزازية بالقرع على أواني الطبخ، كما تصدّوا بأجسامهم للمتطرفين خلال محاولاتهم اقتحام منزل الحاجة الكرد، فيما ذكر شهود عيان إن اعتداءات المتطرفين تمّت أمام سمع وبصر عناصر شرطة الاحتلال التي تولّت حمايتهم.
إلى ذلك، نظّم المتطرفون اليهود العديد من الاحتفالات الصاخبة في ذكرى «ضمّ القدس»، وتركزت هذه الاحتفالات في البؤر الاستيطانية المختلفة في أنحاء المدينة وداخل البلدة القديمة.
من جهته، أعلن مدير الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب التميمي أنّ نحو 95 يهوديا متطرفا دخلوا المسجد الأقصى المبارك من جهة بوابة المغاربة. وقال التميمي إن شرطة الاحتلال اعتقلت الحارس طارق أبو صبيح لاعتراضه على محاولة أداء أحد المتطرفين لطقوس وشعائر تلمودية في المسجد.
- في هذه الأثناء كشف الأمين العام لـ«الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات» حسن خاطر عن مخططات إسرائيلية لبناء 12000 وحدة استيطانية في القدس. وبيّن خاطر، خلال مؤتمر صحافي عقده في رام الله، أن المخطط الجديد، واسمه «غبعات ياعيل»، سيقوم على حساب أراضي الولجة جنوبي غربي مدينة القدس، ويقتطع 2500 دونم من أراضي القرية، ويستوعب 45 ألف مستوطن.
وأشار إلى أن القائمين على المشروع هما الشقيقان بيني وداني كوهين، اللذان يزعمان أنهما اشتريا الأرض قبل عشرين عاماً. وأوضح أن المشروع سيشكّل ضربة للمدينة المقدسة، ويعزز فيها الوجود اليهودي والاستيطان، في الحزام الذي يمتدّ من مستوطنة «جبل أبو غنيم»، التي تضم 25 ألف مستوطن، ومستوطنة «جيلو» التي تضمّ 35 ألف مستوطن.
إلى ذلك، أعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يستحاق اهرنوفيتش، وهو من حزب «إسرائيل بيتنا» المتطرف، الشرطة ستستأنف قريباً هدم البيوت الفلسطينية في القدس بحجة البناء غير المرخص. وقال أهرونوفيتش، خلال جلسة في الكنيست، إنه تم تأجيل هدم بيوت فلسطينية في الشهور الأخيرة من أجل عدم المس بالمفاوضات، لكنه اعتبر أنه لا توجد الآن أية تعليمات لشرطة إسرائيل بعدم هدم بيوت في القدس الشرقية.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...