إسرائيل تحتفل بـ«الموت» على أبواب المقدسيين العرب
في الوقت الذي تحتفل فيه الدولة العبرية بما تسميه ذكرى «إعادة توحيد» القدس، أي احتلالها للقدس الشرقية في حزيران عام 1967 وضمها، بمشاركة فرقة «كول اند ذي غانغ» الأميركية، تقبع عبارة «مافيت لعارفيم» أي «الموت للعرب»، على أبواب منازل عائلات عربية تسكن حارة الشرف في القدس القديمة.
ويقول الفلسطيني عيد أبو سنينة (31 عاما) الذي يسكن خلف أحد هذه الأبواب في حارة الشرف المقدسية، مع 5 عائلات عربية استأجرت المنزل من الأوقاف الاسلامية: «يكتبون على بابنا بين الفترة والأخرى، الموت للعرب، وفي آخر مرة قام عمال من بلدية القدس بدهن الباب»، لكن عمال البلدية الاسرائيليين دهنوا الباب باللون الأبيض فوق أحرف «مافيت لعارفيم» السوداء، ما زاد المشهد قباحة، وجعل الكلمات أكثر وضوحاً ولفتاً للأنظار.
ويوضح عيد تفاصيل المعاناة اليومية: «يقوم أولاد يهود بإشعال الحرائق عند الباب، وبإلقاء البيض والحجارة، ورمي النفايات في ساحة المنزل، وقد كسروا مقبض الباب مرات عديدة»، مضيفا «نشتكي إلى الشرطة، إلا اننا لم نسمع عن اعتقال أحد». ويشدد «في كل مرة نتعرض فيها للمضايقات، يتنصل سكان الحارة اليهود من المسؤولية ويقولون إن من يقوم بالأذى ليسوا من الحي، بل من أبناء المدارس الدينية المتشددة الذين يمرون من هنا».
وفي هذه الحارة، التي كانت بمعظمها ملكاً للوقفين الاسلامي والسرياني، قبل أن تتحول تسميتها إلى «حارة اليهود» بعدما قام الاحتلال بتفريغها من معظم سكانها العرب عام 1967، يعيش نحو عشر عائلات عربية مسلمة، و15 عائلة عربية مسيحية من الطائفة الأرثوذوكسية السريانية، تتمركز بالقرب من دير السريان.
ويقول الأب شمعون يعقوب جان من الدير: «يبصق شباب يهود علينا وعلى الصليب كلما مر احدهم من جانبنا، ويكتبون على حائط الدير إهانات بالعبرية، ويلطخون بابنا بدهان أسود وأحمر وسوائل لها روائح كريهة»، مؤكداً أن «90 في المئة من سكان الحي اليهودي، متطرفون ومحافظون، ولا يخجلون من إظهار عدائهم لغير اليهود».
من جهته، يقول مدير الأوقاف الاسلامية، الشيخ عزام الخطيب إنّ «معظم املاك الحي، كانت للوقف الاسلامي والوقف السرياني، ومساحة الحي 116 دونماً، و3 في المئة منها ملك خاص لليهود، أما بعد الاحتلال عام 1967، أفرغوا الحي من معظم السكان العرب، إما عن طريق مصادرة الأملاك بالقوة، أو بالشراء من المستأجرين»، موضحاً أن السلطات الاسرائيلية «أصدرت قانوناً لتسجيل البيوت في الحارة باسم اليهود القاطنين فيها، بمعنى أنها صادرت حق المالكين الأصليين».
ويستعرض محمد حماد، الذي يملك محل بقالة في الحي: «في البداية كان سكان الحي من اليهود الأثرياء الليبراليين، لكن هوية الحي تغيرت في آخر 15 عاماً، وبدأت المدارس الدينية المتطرفة تتمركز هنا، ويحاول القائمون عليها مقاطعتنا».
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد