أوباما إلى المنطقة قريباً والكنيست يتمسّك بالاستيطان
اختتم المبعوث الأميركي جورج ميتشل، أمس، سلسلة جديدة من المحادثات مع المسؤولين في إسرائيل والسلطة الفلسطينية، حيث التقى، قبيل مغادرته الأراضي المحتلة، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي تحدثت مصادره عن تقديم «مبادرات حسن نية» مشروطة للفلسطينيين، وذلك تزامناً مع توقيع 56 نائباً في الكنيست على عريضة يطالبون فيها بتنفيذ أعمال بناء في مستوطنة في الضفة الغربية، في وقت ذكرت صحيفة «معاريف» أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما سيقوم بزيارة إلى المنطقة في النصف الثاني من العام الحالي ليعمل شخصياً على دفع عملية التسوية.
وفيما لم ترشح أي تفاصيل من مصادر رسمية إسرائيلية أو فلسطينية حول مدى التقدم الذي أحرزته المفاوضات، ولا حول موعد الجولة المقبلة لميتشل، أوضح مكتب نتنياهو، في بيان، أنّ الجانبين بحثا «إمكانية أن تبحث إسرائيل في القيام بلفتات لبناء الثقة»، مشيراً إلى أنّ تل أبيب «تتوقع أن تعمل القيادة الفلسطينية أيضا من اجل خلق مناخ إيجابي» للمحادثات غير المباشرة.
واتهم البيان الإسرائيلي الفلسطينيين بالقيام بحملة من أجل منع انضمام إسرائيل لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، مطالباً الجانب الفلسطيني بأن بوقف ما سماه «حملة التحريض» ضد إسرائيل، بما في ذلك وقف حملة مقاطعة بضائع المستوطنات التي أطلقتها السلطة الفلسطينية مؤخراً.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت أن نتنياهو سيقدم للمبعوث الأميركي لائحة تتضمن «مبادرات حسن نية»، لكنها لن تطبق إلا بالتزامن مع التقدم الذي يتم إحرازه في المفاوضات. وأوضحت الإذاعة أنّ من هذه «المبادرات» إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين، ونقل السيطرة الأمنية في عدد من مناطق وأحياء الضفة الغربية من إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية، ورفع بعض الحواجز الإسرائيلية التي تقطع أوصال الضفة الغربية، وهي بالمئات. كما تشمل إعطاء الضوء الأخضر لشق طريق بطول ثلاثة كيلومترات يربط بين رام الله و«الروابي»، وهي مدينة جديدة يعتزم الفلسطينيون تشييدها في تلك المنطقة. لكن مكتب نتنياهو لم يتحدث عن اقتراح في هذا الاتجاه بعد المحادثات، مكتفيا بالإعلان عن انتهاء اللقاء.
وقال وزير الصناعة والتجارة والتشغيل بنيامين بن اليعزر إنه «ربما من شأن لفتات كهذه وغيرها أن تعزز الثقة غير الموجودة بين الجانبين حاليا»، معتبراً أنّ «هناك ألف سبب يدفعنا إلى القول للفلسطينيين إننا مستعدون للتحدث حول جميع القضايا».
وذكرت الإذاعة أن ميتشل غادر إسرائيل عائدا إلى الولايات المتحدة، حيث سيزود أوباما بتقرير حول جولته، فيما أشارت صحيفة «معاريف» إلى أن الرئيس الأميركي سيقوم بزيارة إلى الأراضي المحتلة خلال النصف الثاني من العام الحالي، موضحة أنه «يهدف من الزيارة إلى العمل شخصياً على دفع عملية السلام الإسرائيلية ـ الفلسطينية».
في هذه الأثناء، قدم 56 عضواً من الكنيست، بينهم غالبية نواب حزب كديما وعضو الكنيست إيتان كابل من حزب العمل، عريضة إلى نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك طالبوا فيها بتنفيذ أعمال بناء في مستوطنة «أرييل» جنوبي مدينة نابلس لإسكان مستوطنين تم إخلاؤهم من مستوطنة «نتساريم» في قطاع غزة، وذلك رغم قرار تعليق أعمال بناء جديدة في مستوطنات الضفة الغربية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه بادر إلى هذه العريضة «اللوبي من أجل أرض إسرائيل»، برئاسة عضوي الكنيست زئيف ألكين من حزب الليكود وأرييه إلداد من كتلة «الوحدة القومية» اليمينية المتطرفة.
يذكر أنه تم إخلاء مستوطنة «نيتساريم» في إطار إخلاء الكتلة الاستيطانية «غوش قطيف» في قطاع غزة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي منه خلال عملية فك الارتباط في صيف العام 2005.
من جهة ثانية أفرجت سلطات الاحتلال، أمس، عن النائب في حركة حماس محمد أبو طير بعد اعتقال دام نحو أربعة أعوام، لكنها سارعت إلى اصدار أمر بإبعاده من القدس المحتلة، حيث مكان إقامته، إلى الضفة الغربية، وذلك حتى نهاية حزيران المقبل.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد