«المونديال» اليوم: أفريقيا تحتفي بنفسها

وسط اجراءات أمنية مشددة حول استاد «سوكر سيتي» في جوهانسبورغ، يحرك منتخبا الـ«بافانا بافانا» (جنوب افريقيا)، والمكسيك في الخامسة بتوقيت بيروت، ضربة البداية ليعلنا انطلاق «مونديال 2010» الذي كرّس النهائيات للمرة الأولى في القارة السمراء.
ويسبق المباراة عرض راقص يستمر لمدة ساعة، بحضور أكثر من 84 الف متفرج، من المتوقع أن يتقدمهم الى جانب رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما، الزعيم التاريخي لحركة تحرر السود نيلسون مانديلا.
ويشارك في البطولة 32 فريقاً قسمت على ثماني مجموعات ستخوض 64 مباراة. وتقام على عشرة ملاعب ستكتظ بالمتفرجين الذين ينتظر وصول نحو 300000 منهم من الخارج لمؤازرة منتخباتهم.
وسيكون «المونديال» متنفساً، وليس علاجاً، لويلات تعاني منها القارة السمراء في اول استضافة لها لهذه البطولة العالمية. وسيكون فرصة أيضاً لإثبات قدرتها على تنظيم أحداث رياضية ضخمة بحجم كأس العالم، بعدما ظلت لسنوات طويلة خاضعة للتهميش والإهمال، وهيمنة نزعة «الكبار».
لكن هذا البلد صار الآن، «كبيراً». وسيكون مانديلا، «الأب الروحي» لهذه النجاح الباهر، حاضراً بهالته التاريخية، محط انظار مئات الملايين حول العالم، كشاهد حيّ على ما فعله نضال السود قبل أقل من عقدين من الزمن، عندما أطاحوا بنظام الفصل العنصري، ومهدوا الطريق امام هذه «اللحظة المجيدة» التي لم تكن متخيلة.
هل هو إفـــراط بالتفاؤل تخيّل «المونديال» في آخر أرض عربية، يحكمها النظام الأخير للفصل العنصري في العالم؟! هذا ليس تسييساً.

- كما هيمنت روح المناضل ورئيس جنوب إفريقيا السابق، نيلسون مانديلا أو الزعيم "ماديبا"، على أجواء حفل الافتتاح الخيري لبطولة كأس العالم في جنوب إفريقيا مساء الخميس، رغم عدم حضورها شخصياً.

فقد كان الضيوف الكبار يشيرون إليه خلال كلماتهم التي جاءت متفرقة بعد أغان قدمها فنانون من دول مختلفة، بدءاً من جنوب إفريقيا والجزائر، ومروراً بالولايات المتحدة ودول من أمريكيا اللاتينية وانتهاء بالكندي ذي الأصل الصومالي، كنعان الذي أدى الأغنية الرسمية لكأس العالم، وانتهاء بالفنانة الكولومبية، شاكيرا التي أدت أغنية المونديال، "واكا واكا."

ولقد كانت كلمة القس، إدموند توتو، الأكثر إثارة بين كل الكلمات التي ألقيت في الحفل الفني.. وخصوصاً مع ما صاحبها من "عشق وطني وإفريقي"، إضافة إلى الإثارة التي أضفاها على الحفل بالحديث عن "ماديبا".

في الحفل، الذي بثته قناة الجزيرة الرياضية، أشعل كنعان بأغنيته "لوحوا بالأعلام" Wave the Flag، الجماهير المحتشدة في الاستاد الرئيسي بسويتو، ثم اختتمت شاكيرا بأغنيتين، الأولى سبق أن غنتها في حفل اختتام مونديال كأس العالم السابقة بألمانيا "حركوا أردافكم".. وأخيراً بأغنية حفل الافتتاح الرسمي للبطولة "واكا واكا."

مانديلا بين الحضور والغياب

بعد انتهاء الحفل الموسيقي الضخم، فجع مانديلا بوفاة حفيدته ذات الثلاثة عشر ربيعاً في حادث سيارة أثناء عودتها من الحفل.

فقد لقيت زيناني مانديلا مصرعها في وقت مبكر من صباح الجمعة أثناء عودتها من الحفل الذي أقيم في ستاد أورلاندو بسويتو، بحسب ما ذكر المتحدث باسم مؤسسة مانديلا.

وذكرت تقارير أن وفاة زيناني لم تنجم عن حادثة تصادم، وإنما انقلاب السيارة التي كانت تستقلها، غير أن التقارير لم تذكر ما إذا قتل آخرون في الحادثة نفسها.

وزيناني هي واحد من أحفاد مانديلا التسعة.

الوفاة تلقي بأجواء من عدم اليقين فيما إذا كان "ماديبا" سيحضر حفل الافتتاح الذي يسبق المباراة الافتتاحية بين المنتخبين الجنوب إفريقي والمكسيكي، والتي ستنطلق في الساعة الرابعة مساء بحسب التوقيت المحلي لجوهانسبيرغ.

المصدر: وكالات