قرغيزستان: موجة العنف «المنظّمة» بدأت تتراجع والقتلى بالمئات
بدأت وتيرة أعمال العنف التي يشهدها جنوب قرغيزستان منذ 5 ايام، بالتراجع أمس، فيما القت السلطات البريطانية القبض على نجل الرئيس المخلوع كرمان بك باكاييف عند وصوله إلى مطار بريطاني، وتتهمه الحكومة القرغيزية المؤقتة بالضلوع في ما سميّ «تطهيرا عرقيا» ضد أقلية الأوزبك التي خسرت «مئات عديدة» من أبنائها بحسب ما أعلنته هيئة الصليب الاحمر الدولي، وفاق بكثير حصيلة الـ170 قتيلا الرسمية.
وقالت متحدث باسم المفوضة العليا لشؤون حقوق الإنسان في الامم المتحدة، نافي بيلاي، «لدينا إشارات قوية بأن الاضطرابات في جنوب قرغيزستان، لم تكن صداما عفويا بين اثنيتين، بل كانت منظمة، موجهة، ومخططا لها بشكل جيد»، موضحا أن «عددا من التقارير يشير إلى ان الاحداث بدأت بخمس هجمات متزامنة، في مدينة اوش»، فيما اصدرت منظمة الامن والتعاون في أوروبا بيانا وصفت فيه الاشتباكات بانها «محاولة للتطهير العرقي».
من جهته، قال المتحدث باسم الهيئة الدولية للصليب الأحمر، كريستيان كاردون، إن الهيئة لا تمتلك حصيلة دقيقة لقتلى أعمال العنف في جنوب قرغيزستان، لكنه اكد انها تقدر بـ«مئات عديدة»، وتفوق بكثير الحصيلة الرسمية التي تشير إلى مقتل 171 شخصا وإصابة 1800 آخرين.
وفي الوقت الذي اعلنت فيه، رئيسة الحكومة القرغيزية المؤقتة روزا اوتونباييفا أن «اعمال الشغب في جنوب البلاد، بدأت في التراجع»، لافتة إلى أن «الوضع تحت السيطرة بشكل عام، ولكن ما زالت هناك مواقع يبقى الوضع فيها متوترا»، أعلن النائب الأول لرئيسة الحكومة ألمظ بك اوتونباييف أن الحكومة المؤقتة ستطلب استرجاع ابن الرئيس المخلوع كرمان بك باكاييف، مكسيم باكاييف، الذي هرب إلى بريطانيا طالباً اللجوء السياسي فيها، وهو معتقل هناك منذ الاحد الماضي.
وقال اوتونباييف «سنطلب استرجاعه. وفقاً لمعلومات من القوات الخاصة القرغيزية فإن أفراد عائلة (كرمان بك) باكاييف بينهم مكسيم مولوا أعمال الشغب والاستفزاز في الجنوب»، آملا بأن تقبل لندن طلب الاسترجاع.
وأفادت تقارير صحافية بريطانية أن مكسيم باكاييف المتهم باختلاس 200 مليون جنيه استرليني، فرّ إلى بريطانيا حيث طلب اللجوء السياسي. وقالت الصحيفة إن مكسيم الملقّب بـ«الأمير»، والبالغ من العمر 33 عاماً، وصل إلى بريطانيا على متن طائرة خاصة وطلب الحصول على اللجوء السياسي فيها. واشارت التقارير إلى أن مكسيم اختفى لمدة شهرين قبل وصوله إلى مطار فارنبورو في بريطانيا حيث كان احتجزه مسؤولون من وكالة الحدود البريطانية، وهو مطلوب الآن من وكالة الشرطة الدولية (انتربول) في مقرها الرئيسي في فرنسا.
إلى ذلك، قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة ميروسلاف جينكا إن عدد اللاجئين الأوزبك، الفارين من العنف العرقي في جنوب قرغيزستان إلى أوزبكستان المجاورة قد يرتفع قريبا إلى 100 ألف.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد