الموساديفشل في إنقاذعمليه المعتقل:بولنداتقرّرتسليم برودسكي لألمانيا
أخفقت المساعي الإسرائيلية المكثفة في منع المحكمة البولندية من اتخاذ قرار بتسليم عميل الموساد المسمى أوري برودسكي إلى ألمانيا بتهمة المشاركة في تزوير جوازات سفر تم استخدام أحدها في عملية اغتيال الشهيد محمود المبحوح في دبي.
وقررت المحكمة البولندية يوم أمس، بعد مماطلات متنوعة من جانب فريق الدفاع عن العميل الإسرائيلي، تسليمه للسلطات الألمانية. غير أن إسرائيل، على ما يبدو، لم تتراجع عن سعيها منع محاكمة عميلها في ألمانيا، وقررت الاستئناف أمام المحكمة العليا على قرار التسليم.
ورغم الاهتمام الإعلامي والسياسي الكبير بهذه القضية، فإن القليل من المعلومات تسربت عن المداولات في قاعة المحكمة. ووصل العميل الإسرائيلي إلى المحكمة مقيداً
ومخفوراً بقوات خاصة وبشكل مكثف. وبحسب ما ورد في مجلة «در شبيغل» الألمانية فإن برودسكي كان يتجول في ألمانيا بجواز سفر ألماني باسم ألكسندر فارين، وقد ساعد الموساد على استصدار جواز سفر ألماني عن طريق الخداع باسم ميخائيل بودنهايمر.
وذكرت وسائل الإعلام البولندية أن القاضي توماش كلكايفيتش، الذي قرر تسليم برودسكي لألمانيا، شدّد في قراره على أن «مغزى القرار ليس أن برودسكي مذنب، لأن القرار ينبع فقط من إجراءات رسمية ملزمة، وقد أعطي ثلاثة أيام للاستئناف على القرار». وقالت محامية برودسكي إنها لم تقرر بعد ما إذا كانت ستستأنف ضد القرار أم لا، وأنها سوف تحسم الأمر بعد تسلم القرار خطياً وبعد دراسة الأمر. ورغم الضغوط الإسرائيلية المكثفة على بولندا أعلن رئيس الحكومة البولندية دونالد توسك مراراً أن السلطات في وارسو لا يمكنها عدم تسليم برودسكي لألمانيا لأنه ليس بوسع حكومته الالتفاف على القانون الدولي.
وتتهم ألمانيا برودسكي بأنه تواجد على أراضيها كمسؤول لوجستي للموساد باسم «ألكسندر فارين»، وأن هذا الاسم لم يكن سوى واحد من أسماء تغطية عديدة اتخذها في أعماله. وكانت النقطة الحاسمة هي التحقيقات في جواز السفر الألماني الذي صدر في حزيران من العام 2009 باسم ميخائيل بودنهايمر، والذي كان لبرودسكي (فارين) دوراً في استصداره عبر محام ألماني.
ومن الأمور التي أثارت غضب الألمان أن المبرر الذي عرض لاستصدار جواز السفر باسم بودنهايمر هو أن والده تعرّض لاضطهاد النازيين، ففر إلى فلسطين هرباً من المحرقة أثناء الحرب العالمية الثانية. يذكر أن والد بودنهايمر الحقيقي فر إلى أميركا، وعاش ابنه ميخائيل، الذي أصدر الجواز الألماني باسمه، كحاخام حريدي في إسرائيل يحمل جواز سفر أميركياً.
وادعى برودسكي في المحكمة البولندية أنه ليس هو الشخص الذي يبحث الألمان عنه، وأنه مجرد رجل أعمال عادي. غير أن حرص برودسكي على الاختفاء أمام الكاميرات والسرية التي أحيطت بها قضيته، وطابع الاهتمام السياسي الإسرائيلي به، تظهر أن الحديث لا يدور عن رجل بريء.
وقد اتخذ القرار بتسليم برودسكي لألمانيا بعد مرور أكثر من شهر على اعتقاله في مطار وارسو، عندما هبط بجواز سفره الإسرائيلي. وكان من المقرر أن يصدر القرار بتسليم برودسكي قبل ثلاثة أيام، إلا أن طاقم الدفاع عن عميل الموساد أفلح في إرجاء القرار يومين حتى يوم أمس. وفي إطار ألاعيب المماطلة طالبت إسرائيل بولندا بتسليم برودسكي لها وهو أمر لا يتم اتباعه عند الحديث عن مخالف أو مجرم اعتيادي.
وهناك اعتقاد بأن تسليم برودسكي لألمانيا يفتح الباب لمحاكمته بالعديد من التهم أبرزها: التجسس، وتزوير مستندات رسمية، والانتماء إلى جهاز استخبارات أجنبي، وتوفير العون اللوجستي لتزوير جواز سفر ألماني تمّ استخدامه في عملية اغتيال المبحوح في دبي. ومع ذلك تتوقع إسرائيل ألا يحاكم برودسكي بتهمة المشاركة في اغتيال المبحوح لأنه أصلا ليس بين من أصدرت شرطة دبي أوامر اعتقال دولية بحقهم.
وبرودسكي ليس أول ضحية لفشل الموساد في دبي ولن يكون الأخير. فقد أعلن في إسرائيل أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قرر عدم التمديد لرئيس الموساد مئير داغان بعد إخفاق دبي والأضرار الدولية التي لحقت بإسرائيل. وكذلك نشرت «يديعوت» يوم أمس أن رئيس شعبة «قيساريا» في جهاز الاستخبارات سيعتزل في نهاية العام 2010، بل وربما قبل ذلك.
وبحسب ما هو معلوم فإن شعبة «قيساريا» هي شعبة تنفيذية للموساد، وتضم وحدات مقاتلة بينها وحدة «كيدون» للتصفيات. وأشارت «يديعوت» إلى أن رئيس الشعبة «ح» يتولى المسؤولية فيه منذ أربع سنوات. وأضافت أنّ «ح» أنهى في السنة الماضية ولاية من ثلاث سنوات وبناء على طلبه مدد داغان له ولايته لسنة إضافية. والولاية التي مددت يفترض أن تنتهي في نهاية 2010. ويدعي مسؤولون في الموســـاد بان «ح» عـــرف بأنه ليس مرشحاً لخلافة داغان، ولهذا فقد قرر الاعتزال في الموعد المقرر.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد