رسالة إيرانية إلى فيينا والمفاوضات بعد رمضان
عادت المبادرة التركية ـ البرازيلية أمس، إلى واجهة الملف النووي الايراني، مع اللقاء الذي ضم وزراء خارجية الدول الثلاث في اسطنبول، وأعلن إثره عن خطاب سترسله طهران اليوم الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ترد فيه على أسئلة مجموعة فيينا، كما رجّح دخول طهران في محادثات مع الاتحاد الأوروبي الذي يقر اليوم عقوباته الخاصة على ايران، بعد انتهاء شهر رمضان في الأسبوع الثاني من شهر أيلول المقبل.
في هذه الأثناء، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الأسبق، مايكل هايدن، إن خيار توجيه ضربة عسكرية إلى ايران، «يبدو حتميا»، فيما أكد القائد العام لقوات الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري، أن أميركا «لن تجرؤ» على ذلك.
وبعد الاجتماع الأول الذي يضم وزراء خارجية تركيا، احمد داود أوغلو، والبرازيل، سيلسو أموريم، والايراني منوشهر متكي، منذ أخفق الاتفاق الثلاثي لتبادل الوقود النووي في منع عقوبات جديدة على طهران، قال داود اوغلو إن ايران سترسل اليوم خطابا للوكالة الذرية، تجيب فيه على أسئلة مجموعة فيينا واوضح «سيسلم الخطاب لـ(مدير الوكالة يوكيا) أمانو. وستوزعه الوكالة على مجموعة فيينا. هما يعملان معا»، مضيفا «لم اطلع على فحوى الخطاب، إنه خطاب ايراني. الامر المهم هو الرد على خطاب مجموعة فيينا بروح ايجابية والمطالبة ببدء مفاوضات حول الجوانب الفنية مع مجموعة فيينا بخصوص تبادل اليورانيوم منخفض التخصيب واليورانيوم متوسط التخصيب».
وصرّح داود اوغلو بأن طهران مستعدة للقاء وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي الذي يقر اليوم قانون عقوباته الأحادية على ايران، كاثرين آشتون، في أيلول، وقال إن «متكي أكد استعدادهم لعقد اجتماع مع اشتون بعد شهر رمضان، وعلى الارجح في الأسبوع الثاني من أيلول» المقبل، معربا عن استعداد بلاده لاستضافة اللقاء. كما اكد أن الاتفاق الثلاثي لتبادل الوقود، «رسم إطارا لتدابير بناء الثقة»، ولم يهدف الى تسوية نهائية للمشكلة، مشددا على أن بلاده ما زالت ملتزمة بتخزين 1200 كيلوغرام من اليورانيوم الايراني وفقا للاتفاق، وأضاف أن «الاستفادة من هذا (العرض) متروكة إلى حكمة مجموعة فيينا وإيران، ونعتقد أن الاستفادة منه من شأنها أن تسهم في السلام. والخطوات التالية التي يجب اتخاذها هي إطلاق مفاوضات تقنية في أسرع وقت ممكن».
وأضاف داود أوغلو «نعتقد بأنه يحق لأي دولة تطوير تكنولوجيا نووية ضمن السبل السلمية وبالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وأعلن متكي في اسطنبول ان بلاده مستعدة لان تبدأ «فورا» مفاوضات مع الدول الكبرى حول تفاصيل اتفاق تبادل الوقود، فيما أعلن رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي، أن «تكرار النمط السابق من المفاوضات وبالطريقة التي يبدأون فيها ثم يتوجهون بعد فترة لاصدار قرار عقوبات، يجب أن ينتهي»، وأضاف أن «إيران أعلنت شروطاً جديدة للتفاوض تتضمن مطالبة مجموعة (5+1) بتحديد الهدف من المفاوضات وإعلانها الالتزام بمعاهدة حظر الانتشار النووي».
من جانبه، قال أموريم «هناك اقتراح لعقد اجتماع تقني»، مضيفا «لقد شجعنا ايران دائما على تبني موقف لين والذهاب إلى هذا الاجتماع». وتابع «نحاول خلق نظام عالمي جديد... وحل هذه القضية العالمية (النووي الإيراني) هو لمصلحة الجميع»، وعبر عن دعم بلاده لاستخدام طهران للطاقة النووية بطرق سلمية، لافتا إلى انه لم يرد الذهاب في جولة إلى الشرق الأوسط من دون استشارة نظيره التركي.
وأضاف أموريم «نحن نعتقد أنه يتعين أن تستطيع إيران مواصلة برنامج نووي سلمي ولكن على أن تعطي أيضاً للعالم ضمانات بأنه خال من المكونات العسكرية».
- وعشية اجتماع وزراء دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل لإقرار العقوبات على ايران، قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ان «الاوروبيين يريدون فرض عقوبات جديدة تذهب الى ابعد من تلك التي تبنتها الامم المتحدة. اود ان اقول لهم اننا لن نرحب باي توتر او اي قرار جديد نريد علاقات منطقية وودية». واضاف «اود ان اقول ان اي طرف يتبنى تدابير ضد الامة الايرانية مثل اعتراض السفن الايرانية (في عرض البحر) يجب ان يعلم بان ايران سترد بحزم على هذه الاعمال». ودان الرئيس الايراني ايضا «الحرب النفسية» التي تشنها على ايران الولايات المتحدة وحلفاؤها مؤكدا ان ايران «ستقطع يد الاعداء».
وقال نجاد ان الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف «قال خلال اجتماع مع سفرائه ان ايران في طريقها الى صنع القنبلة الذرية... ونحن نشعر بالاسف لكون ميدفيديف اصبح الناطق باسم مشروع اعداء ايران». واضاف ان «روسيا بلد عظيم... وصديق ونريد تعزيز هذه العلاقة الودية لكن يجب ان تعلموا ان ملاحظات ميدفيديف تخدم الدعاية التي ستقوم بها الولايات المتحدة».
أما رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية، علي أكبر صالحي، فقال إن ايران أنشأت صندوقا قيمته 8 ملايين دولار لاجراء أبحاث «جدية» في مجال الانصهار النووي، موضحا انه تم استخدام 50 شخصا للعمل في هذا المجال، واشار إلى ان الأمر سيستغرق ما بين 20 و30 عاما قبل أن تصبح العملية قابلة للتسويق.
في المقابل، قال المدير الأسبق لوكالة الـ«سي آي ايه» الاميركية، مايكل هايدن الذي ترأس الوكالة خلال ولاية الرئيس السابق جورج بوش، في مقابلة مع قناة «سي ان ان» الإخبارية، إن «الخيار العسكري ضد ايران، كان في آخر لائحة الخيارات حينها (عهد بوش)»، مؤكدا أنه «يبدو حتميا» الآن. وتوقع هايدن ان تطور ايران برنامجها النووي إلى نقطة ما قبل تصنيع القنبلة، ما اعتبر انه «يهدد استقرار المنطقة، بقدر تهديد السلاح الفعلي».
من جانبه، قال جعفري إن «الولايات المتحدة لن تجرؤ على مهاجمة ايران، لأنها تعلم جيدا مدى قوة الشعب الايراني وقدرات ايران الدفاعية الكبيرة، معتبرا أن على ايران مواجهة «المعركة الصعبة في إطار الحرب الناعمة التي يشنها الأعداء».
إلى ذلك، نفى مسؤولون ايرانيون صحة التقارير التي تتحدث عن تجميد الحسابات المصرفية للشركات ورجال الأعمال الايرانيين في الإمارات، وقال المدير العام لوزارة الخارجية الايرانية جلال فيروزينا ان شركات بلاده ما زالت تقوم بأعماله في الإمارات.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد