نتنياهو يجدد شرط يهودية الدولة
جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي شرطه موافقة الفلسطينيين على ما أسماها يهودية دولة إسرائيل للاعتراف بدولة مستقلة لهم، وهو الأمر الذي أكدت السلطة الفلسطينية رفضها التفاوض بشأنه. يأتي ذلك في وقت رفضت فيه إسرائيل استقبال وزراء أوروبيين لدعم عملية السلام.
وقال بنيامين نتنياهو إن الأساس للسلام هو الاعتراف بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي. وأعرب عن أسفه لأنه لا يسمع حتى الآن من الفلسطينيين اعترافهم بدولتين واحدة يهودية والثانية فلسطينية.
وتجاهل نتنياهو في الوقت نفسه حث الرئيس الأميركي باراك أوباما له على تمديد تجميد الأنشطة الاستيطانية.
وفي المقابل اتهم عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطينية (فتح) نبيل شعث إسرائيل باستعمال هذه الدعوة (يهودية الدولة) ذريعة لسلب الحقوق الكاملة للفلسطينيين في إسرائيل وإنكار حق العودة للاجئين الفلسطينيين إبان حرب 1948.
ومن جانبه نقلت رويترز عن رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إعرابه عن الأمل في أن "تختار الحكومة الإسرائيلية السلام لأنه لا يمكن الجمع بينه وبين الاستيطان".
وتأتي هذه التصريحات قبل يومين من جولة مفاوضات مباشرة ستعقد في شرم الشيخ بمصر الثلاثاء المقبل بشأن موضوع البناء الاستيطاني.
واختتمت الأسبوع الماضي في واشنطن الجولة الأولى من المفاوضات المباشرة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونتنياهو بالاتفاق على عقد لقاءات نصف شهرية لمواصلة التفاوض.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو يتعرض لضغوط أميركية لتمديد تجميد البناء في المستوطنات.
غير أن صحيفة هآرتس قالت إن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يرفض التعقيب على مطالبة الرئيس أوباما بتمديد التجميد طالما أن المفاوضات متواصلة بصورة بناءة.
وقال نتنياهو إنه يعتقد أن بإمكان إسرائيل والفلسطينيين التوصل إلى اتفاق سلام في إطار هدف الـ12 شهرا التي حددتها واشنطن.
وعلى الجانب الفلسطيني، أكد مسؤول أن الفلسطينيين لن يتنازلوا عن سيادتهم في الحرم القدسي الشريف ضمن أي اتفاق مع إسرائيل.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المسؤول -الذي لم تذكر اسمه- قوله إن الفلسطينيين سيوافقون على حل وسط يقضي بأن تكون سيادتهم في الحرم القدسي ذات طابع ديني وغير سياسي، لكنهم سيرفضون منح إسرائيل أي شكل من أشكال السيادة هناك.
وأضاف المسؤول أنه قد يتم اعتماد تدابير خاصة لضمان حرية وصول اليهود الراغبين في أداء صلواتهم في حائط المبكى.
في خضم هذه المواقف رفضت إسرائيل استقبال وزراء خارجية أوروبيين كانوا يخططون لزيارة إسرائيل والسلطة الفلسطينية الخميس المقبل لدفع عملية السلام.
وعزت إسرائيل قرارها إلى أن الزيارة تتزامن مع يوم الغفران، مضيفا أن تل أبيب طلبت تأجيل الزيارة إلى وقت لاحق.
لكن مصدرا مطلعا بوزارة الخارجية الإسرائيلية اعتبر أن السبب الحقيقي للرفض هو تفادي الضغط بشأن تجميد الاستيطان.
وذكرت تقارير صحفية أن الرفض قوبل بانزعاج بالغ من جانب وزير خارجية إسبانيا ميغيل موراتينوس.
وكان مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى ذكر أن الموضوع الذي كان سيطرحه الوفد -الذي كان يفترض أن يتألف من وزراء خارجية فرنسا وإسبانيا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا- هو الحاجة إلى مواصلة تمديد التجميد الاستيطاني.
المصدر: الجزيرة + وكالات
إضافة تعليق جديد