أمريكاوأوربا تصعّدان الضغط على العرب لمنع كشف أسرارإسرائيل النووية
صعّدت أميركا وأوروبا أمس، من ضغوطهما على ايران وسوريا وبقية الدول العربية، خلال اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، إذ لوّحت واشنطن باللجوء إلى إجراء «تفتيش خاص» في أنشطة سوريا المزعومة، وواصلت حملتها على الدول العربية لسحب مشروع قرار يحثّ اسرائيل على كشف قدراتها النووية، فيما انتقدت طهران «التهجم» الغربي على سوريا، ورفضت الكتلة العربية في الوكالة الذرية التخلي عن مشروع قرارها.
وقال المبعوث الأميركي لدى الوكالة الذرية، غلين ديفيز، «لسوء الحظ فإن المعلومات التي تتعلق بالأنشطة النووية السرية السورية تتدهور أو فقدت تماماً بسبب رفض سوريا التعاون»، مضيفاً نحن ندعم بقوة استخدام أمانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكل الوسائل تحت تصرفها للتحقق من اذعان سوريا لالتزاماتها بالضمانات»، في إشارة دبلوماسية إلى استخدام بند «التفتيش الخاص»، الذي يسمح للوكالة في حال رفضت سوريا إجراءه برفع القضية إلى مجلس الأمن الدولي.
من جهته، قال المبعوث الايراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية، إن الهجوم الاسرائيلي على المنشأة النووية المزعومة في دير الزور السورية، هو المسألة الأساسية، معتبراً أن سوريا أصبحت مستهدفة بـ«دائرة مفرغة من الأسئلة والادعاءات التي لا تنتهي»، مشددا على أن الخطر الأساسي على حظر الانتشار النووي في المنطقة يأتي من الدولة العبرية.
لكن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين، يبذلون أقصى مساعيهم لحضّ الدول العربية على الرجوع عن مشروع قرار هدفه كشف القدرات النووية الاسرائيلية والضغط على الدولة العبرية لتوقيع معاهدة حظر الانتشار والالتزام بها. وكرّر ديفيز تهديده بأن القرار العربي قد يؤدي إلى عدم مشاركة اسرائيل في مؤتمر إقليمي مقرر عقده في العام 2012، حول إخلاء المنطقة من السلاح النووي.
وانضم الاتحاد الأوروبي إلى حملة الضغط الأميركية، إذ قال السفير البلجيكي في الوكالة الذرية، فرانك ريكر، إن الاتحاد يرى أن «استهداف دولة واحدة .. لن يساعد في خلق جو جيد في المؤتمر العام ولن يسفر سوى عن اعاقة قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الاعضاء فيها على المساهمة بشكل ايجابي في اقامة منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل» في الشرق الاوسط، مضيفا ان الاتحاد الاوروبي يشعر ان الوكالة الذرية «يجب ان تركز على السعي لتطبيق هذه الاتفاقيات وتجنب اي شيء من شأنه ان يعيق التقدم الذي تم احرازه». وتابع ريكر «ولهذه الاسباب يحث الاتحاد الاوروبي الدول العربية على عدم طرح هذا القرار (ضد إسرائيل) في المؤتمر العام لهذه السنة».
لكن الدول العربية رفضت التخلي عن مشروع قرارها، وقال مندوب السودان لدى الوكالة، نيابة عن الدول العربية الـ22 الأعضاء في الوكالة، إن «المجموعة العربية تحث على الابقاء على بند «قدرات اسرائيل النووية» على اجندة المؤتمر العام .. وستطرح مسودة قرار» للمؤتمر الذي سيعقد الاسبوع المقبل. واضاف ان «المجموعة العربية تطلب من الدول الاعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية دعم مسودة القرار والتصويت لمصلحته».
كما انتقدت الكتلة العربية، تقرير الوكالة عن قدرات اسرائيل النووية، بوصفه «ضعيفاً ومخيباً للامل»، وجاء في بيانها أن تقرير مدير الوكالة يوكيا أمانو «يخلو من اي مضمون ولا يرقى الى المستوى المعهود لتقارير الوكالة.» وأضافت «لا التقرير يحتوي على تقييم للقدرات النووية الإسرائيلية ولا الوكالة حاولت الحصول على أي معلومات بشأن هذه القدرات خاصة في ما يتعلق بالبعد العسكري».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد