كلينتون تفشل في إقناع نتنياهو بمخارج أميركية لعقدة الاستيطان

بالرغم من سيل المصافحات والابتسامات التي رافقت جولات التفاوض المباشرة الثلاث بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، سواء في واشنطن وشرم الشيخ او القدس المحتلة، فإنّ جهود الوسيط الأميركي ما زالت تدور حول حلقة واحدة، وهي العمل على تجنب تفجير المفاوضات، عبر السعي إلى إيجاد تسوية حول عقبة الاستيطان، من خلال حلول جزئية سارعت إسرائيل إلى رفضها.
وذكرت مصادر مقربة من المفاوضات أن وزيرة الخارجية الأميركية طرحت، خلال الجولة الثالثة من المفاوضات المباشرة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منزل الأخير في القدس المحتلة أمس الأول، عدداً من المخارج لتخطي عقبة الاستيطان، من بينها تمديد قرار تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية لمدة ثلاثة أشهر، أو استئناف البناء في ثلاث من الكتل الاستيطانية الرئيسية في الضفة الغربية، لكن نتنياهو رفض هذه الحلول.
وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن نتنياهو أوضح لعباس أنه «لم يطرأ أي تغيير على موقفه من تجميد البناء في المستوطنات، وأنه ينوي استئناف البناء بعد انتهاء فترة التجميد في 26 أيلول». وأضافت الصحيفة أنّ «لقاء القدس، شأنه شأن اللقاء السابق في شرم الشيخ، لم يؤد إلى نقطة تحوّل، على الرغم من الابتسامات والأجواء الجيدة». ونقلت عن مصادر فلسطينية أنّ عباس «هدد بترك المحادثات المباشرة في حال استؤنف البناء (في المستوطنات)»، مشيرة إلى أنّ الفلسطينيين «يتعرضون لضغوط قوية من أجل عدم الانسحاب من المفاوضات، وأن الأميركيين اقترحوا عليهم حلاً وسطاً يقضي باستئناف البناء فقط في ثلاث كتل استيطانية من المفترض أن تبقى في يد إسرائيل في كافة الأحوال».
وبحسب «يديعوت» فإنّ «الطرفين لم يتفقا بعد على جدول أعمال المفاوضات، ولم يقررا بعد الموضوعات التي ستتم مناقشتها أولاً». وأوضحت أن «الفلسطينيين يصرّون على البدء بقضية الحدود، لأنهم يرون أن حل هذه القضية سيساعد في حل الخلافات المتعلقة بموضوع الأمن والمستوطنات والمياه والمسائل الإضافية»، فيما يدعو نتنياهو إلى مناقشة مسألة الترتيبات الأمنية أولاً.
وكشف مسؤول فلسطيني بارز عن أن «اجتماع عباس ونتنياهو شهد خلافات عميقة جداً حول قضيتي الاستيطان والحدود»، مشيراً إلى أنّ «هوة الخلافات لا زالت عميقة على الرغم من محاولة كلينتون التدخل». وأضاف أنّ نتنياهو «ما زال متعنتا في مواقفه بخصوص الاستيطان، حيث أبلغ عباس أن ليس باستطاعته تجميد البناء، وانه سيواصل البناء بعد انتهاء فترة التجميد».
وأضاف المسؤول انه تم الاتفاق «على لقاء بين رئيسي الوفدين الإسرائيلي اسحق مولخو والفلسطيني صائب عريقات في ما لم يتفق على أي اجتماع آخر» بين عباس ونتنياهو، اللذين كان اتفقا على عقد لقاء كل 15 يوماً.
وتتناقض هذه المعلومات ما سبق أن أعلنه المبعوث الأميركي جورج ميتشل، بعد الاجتماع في القدس، حول «حصول تقدم في ملف الاستيطان».
وكانت كلينتون اجتمعت، صباح أمس، مع عباس في مقر المقاطعة في رام الله. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن الوزيرة الأميركية قولها «إننا ملتزمون بالعمل على الوصول إلى اتفاق سلام من خلال المفاوضات المباشرة يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة ذات سيادة، وتحقق تطلعات الشعب الفلسطيني».
من جهته، قال عباس «هناك جهود أميركية من أجل الوصول إلى السلام في الوقت الصعب والظروف الصعبة». وأضاف «كلنا يدرك أن لا بديل عن الوصول إلى السلام من خلال المفاوضات، لذلك لا مجال أمامنا إلا أن نستمر في هذه الأمور».
بدوره، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إنّ اللقاء بين عباس وكلينتون «تناول تفاصيل الجولات التفاوضية التي جرت في شرم الشيخ والقدس الغربية خلال الأيام الماضية»، مشيراً إلى أنه «جرى خلال اللقاء بحث معمق وجدي لما تضمنته تلك النقاشات، وضرورة العمل المكثف خلال الفترة المقبلة لدفع العملية السياسية إلى الأمام».
وبعد لقائها عباس، انتقلت كلينتون إلى عمّان، حيث اجتمعت مع الملك الأردني عبد الله الثاني.
وقالت كلينتون، خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها الأردني ناصر جودة، ان عباس ونتنياهو «جدّيان وملتزمان، وقد بدآ كلاهما بالتعامل مع المسائل الضرورية والعالقة». وأضافت أنه «بالتزام رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني اللذين يتبنيان حل الدولتين، بات السلام مرة أخرى في متناول اليد».
وكانت كلينتون أكدت خلال مقابلة مع القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، حيث اعتبرت أنه سيكون «من المفيد إلى أقصى حد» بالنسبة إلى إسرائيل أن تمدد قرار التجميد، مضيفة «لا أعتقد أن التمديد المحدود سيعرقل تقدم العملية إلى الأمام، إذا كان هناك قرار متفق عليه بين الطرفين».

المصدر: وكالات