واشنطن تخشى انفجار المفاوضات المباشرة خلال أيام
حذرت الولايات المتحدة من احتمال أن تنفجر المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل خلال الأيام المقبلة وسط حالة الجمود التي تشهدها منذ انتهاء جولتها الثالثة الأسبوع الماضي، وذلك في ظل استمرار الاستفزازات الإسرائيلية، سواء في إصرار حكومة بنيامين نتنياهو على رفض تمديد قرار تجميد البناء في المستوطنات بعد السادس والعشرين من أيلول الحالي، أو في مواصلة سياسة الهدم والمصادرة في الضفة الغربية والقدس، وهو ما دفع باللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط إلى إعداد مسودة بيان تدعو فيه الدولة العبرية إلى مواصلة تجميد الاستيطان.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن السفير الأميركي في إسرائيل جيمس كننغهام قوله، خلال لقاء مع سفراء الاتحاد الأوروبي، إنّ إدارة الرئيس باراك أوباما تخشى من أن تنفجر المفاوضات المباشرة خلال الأيام المقبلة، مشيراً إلى أنّ هذا القلق «ينبع من أن الطرفين لا يزالان يتمترسان عند مواقفهما». ونسبت الصحيفة إلى دبلوماسيين أوروبيين قولهم إن كننغهام أكد أنّ الإدارة الأميركية تمارس ضغطاً على إسرائيل والفلسطينيين لإيجاد حل متفق عليه، حيث أشار إلى وجود العديد من الأفكار للحلول المحتملة، لكنه أوضح أنّ واشنطن لم ترفع بعد أي اقتراح رسمي لمعالجة القضايا العالقة، قائلاً «سنقدم اقتراحاً توفيقياً فقط عندما يطلب الطرفان ذلك، وهذا لم يحصل بعد». واضاف «نحن قلقون لأنه لم يبق أمامنا الكثير من الوقت لإيجاد حل». وأضافت «هآرتس»، أنّ السفير الأميركي حذر، خلال اللقاء، من أنه في حال لم يتم التوصل إلى حل لمسألة تجميد الاستيطان فلن يكون هناك طريق للتقدم في المفاوضات.
وقال دبلوماسي حضر اللقاء إنّ «السفير الأميركي عبّر عن تخوف حقيقي لدى الإدارة من عدم القدرة على إنقاذ المفاوضات قبل نهاية الأسبوع الحالي»، لكن دبلوماسياً آخر أوضح لـ«هآرتس» أنّ كننغهام «لم يكن متشائماً على نحو خاص، وإنما ببساطة وصف صورة الوضع».
وكان الرئيسان الفلسطيني محمود عباس والإسرائيلي شمعون بيريز قد عقدا اجتماعاً فجر أمس في نيويورك، وهو الأول على هذا المستوى منذ انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات المباشرة في القدس المحتلة، من دون أن يتضح بعد موعد بدء الجولة الرابعة، في ظل استمرار الخلاف حول قضية الاستيطان.
من جهته، حذر رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي من أنه في حال تعثرت المفاوضات بين إسرائيل والســلطة الفلسطينية، فليس من المستبعد أن تتــجدد المواجهات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال أشكنازي، في كلمة ألقاها أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إنّ «من واجب الجيش الاستعداد لكافة السيناريوهات المحتملة في ما يتعلق بالمفاوضات: النجاح، الفشل، أو الطريق المسدود»، مضيفاً أنّ الجيش يستعد لاحتمال نشوب العنف عند فشل المفاوضات، ولكنه أوضح أن العنف لن يكون كما حدث في انتفاضة الأقصى.
في هذه الأثناء، ذكرت مصادر دبلوماسية في نيويورك أنّ اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط (الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة) أعدّت مسودة بيان يدعو إسرائيل إلى تمديد قرار تجميد الاستيطان. وجاء في مسودة البيان، التي حصلت عليها وكالة «رويترز»، إنّ «اللجنة الرباعية لاحظت أن (قرار) وقف الاستيطان الإسرائيلي الذي بدأ في تشرين الثاني الماضي كان له أثر إيجابي ويستحق الثناء، ولهذا فإنها تحث على استمراره».
ويجدد البيان مساندة اللجنة الرباعية للوساطة الأميركية في المفاوضات، معرباً عن أمل اللجنة في التوصل في غضون عام إلى اتفاق يشهد قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل. كما يدعو البيان الجانبين إلى الامتناع عن «الأعمال الاستفزازية والتصريحات الملتهبة»، ويحث إسرائيل على اتخاذ مزيد من الإجراءات لتخفيف القيود على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويؤكد البيان كذلك على أهمية التوصل إلى اتفاقات تسوية على المسارين السوري واللبناني، حيث يدعو الدول العربية إلى «دعم المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية والتقدم على المسارات الأخرى باتخاذ خطوات جريئة لتعزيز قيام علاقات ايجابية في المنطقة كلها ومكافحة العنف والتطرف».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد