من هم أطراف مفاوضات السلام السرية وماذا يجري تحت الطاولة؟
الجمل: تتميز التحركات الدبلوماسية الجارية على خطوط أطراف مثلث تل أبيب- واشنطن- رام الله بالتعقيد الشديد وعلى وجه الخصوص الطبيعة المزدوجة لعلاقات خط واشنطن- تل أبيب، ومأساة رام الله أنها تجلس ضمن مثلث يرتبط طرفاه الآخران بالمزيد من التفاهمات الخلفية والاتفاقيات السرية: فما الذي يجري حالياً على خط واشنطن- تل أبيب.. وإلى أي مدى سوف يؤدي ذلك إلى تفاقم مأساة رام الله وضعها المحرج؟
• توصيف المعلومات الجارية على خط واشنطن- تل أبيب:
تقول المعلومات الجارية بأن واشنطن قد عرضت على تل أبيب صفقة تتضمن قيام إسرائيل بتمديد فترة تجميد الاستيطان مقابل الحصول على العديد من المزايا والمنافع، وذلك بما يتضمن قيام واشنطن بتزويد تل أبيب بالآتي:
- 20 طائرة حربية من طراز (إف -35) الشبح والتي تتميز بالقدرة على مراوغة وصد الرادارات، وذلك بالإضافة إلى 20 طائرة من الطراز نفسه والتي سبق أن خصصتها واشنطن لإسرائيل.
- توقيع اتفاقية دفاع مشترك إسرائيلية- أمريكية في حالة التوصل إلى اتفاق السلام الإسرائيلي- الفلسطيني.
- استخدام واشنطن لحق الفيتو لإسقاط أي مشروع قرار مناهض لإسرائيل يتم تقديمه في مجلس الأمن الدولي، أو حتى في الأجهزة الدولية الأخرى، وذلك بما يشمل أربعة مواضيع، هي:
1- أي مبادرات تهدف إلى فرض الحلول السياسية على إسرائيل.
2- أي محاولة فلسطينية من طرف واحد لإقامة دولة مستقلة.
3- أي تحركات تهدف إلى تقويض شرعية إسرائيل.
4- أي محاولة لحرمان إسرائيل من استخدام حق الدفاع عن النفس.
أكدت التقارير والتسريبات، بأن نقاط هذه الصفقة قد تمت مناقشتها خلال إجماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، وتحديداً يوم الجمعة الماضي خلال زيارة نتياهو الأخيرة لأمريكا، هذا وأضافت التسريبات المزيد من المعلومات المتعلقة بهذه الصفقة، وتتمثل في النقاط الآتية:
- أن تكون الصفقة على أساس اعتبارات أن ما ستقوم أمريكا بتقديمه لإسرائيل، هو حصراً مقابل موافقة تل أبيب بتجميد الاستيطان لفترة ثلاثة أشهر، سواء تم التوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين أو لم يتم.
- أن تركز جولة مفاوضات السلام الفلسطينية- الإسرائيلية الجديدة على حل الدولتين وفقاً لمقاربة تحديد الحدود النهائية الخاصة بكل دولة.
- في حالة عدم التوصل لاتفاق فلسطيني- إسرائيلي حول الحدود النهائية، فإن الرئيس أوباما سوف يقدم خارطة توضح الحدود وفقاً للمنظور الأمريكي، مع مراعاة أن يقوم الرئيس أوباما بتقديم هذه الخارطة قبل انتهاء فترة الثلاثة أشهر.
تقول التقارير والمعلومات، بأن مجلس الوزراء الإسرائيلي سوف لن يرفض عقد صفقة العرض الأمريكي. خاصة وأنها لا تلزم إسرائيل بشيء سوى تجميد الاستيطان لفترة ثلاثة أشهر، وتشير المعلومات إلى أن القدس الشرقية سوف يتم استثناءها من عملية تجميد الاستيطان.. وهو استثناء يصب في مصلحة تل أبيب مع ملاحظة أن مشروع الاستيطان الإسرائيلي يركز حالياً على التوسع في القدس الشرقية حصراً..
• المفاوضات الموازية: ماذا يجري تحت الطاولة ؟
تحدثت التسريبات عن وجود طاولة مفاوضات سلام سرية تجري فعالياتها تحت إشراف ورعاية الولايات المتحدة الأمريكية، وأشارت هذه التسريبات إلى النقاط الآتية:
- أطراف طاولة مفاوضات السلام السرية هم: السعودية- مصر- الأردن- السلطة الفلسطينية- أمريكا إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
- بنود الصفقة الأمريكية- الإسرائيلية المتوقعة، تمت مناقشتها لعدة أسابيع في العاصمة الأردنية عمان، وبمشاركة أطراف طاولة المفاوضات السرية.
تقول المعلومات والتسريبات، بأن مفاوضات السلام الفلسطينية- الإٍسرائيلية، وإن كانت قد توقفت على مستوى الطاولة العلنية، فإنها لم تتوقف على مستوى الطاولة السرية، وحالياً وبحسب التسريبات، فإن المفاوضات السرية ما تزال في منتصف الطريق، وما هو مطروح حالياً للنقاش في الطاولة السرية يتمثل في البنود الآتية:
- ملف انتشار القوات الأردنية في منطقة غور الأردن بشكل يجد رضا وقبول الإسرائيليين، وبالذات لجهة المطابقة بين طبيعة انتشار القوات الأردنية ومدى قدرة دورها الوظيفي على خدمة متطلبات منظور الأمن الإسرائيلي، سواء في حالة قيام الدولة الفلسطينية أو في حال بقاء السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي.
- ملف ولاية القوات الأردنية في منطقة غور الأردن، ومدى إمكانية تمديد ولاية هذه القوات إلى داخل مناطق الضفة الغربية.. وتحديد طبيعة قواعد الاشتباك التي يجب أن تلتزم القوات الأردنية بتطبيقها.
- ملف المستوطنات الإسرائيلية الموجودة حالياً في الضفة الغربية، لجهة التأكيد على مبدأ استمرار وجود هذه المستوطنات لفترة انتقالية تتراوح بين 30 إلى 50 عاماً، مع إمكانية إعادة التفاوض لاحقاً لجهة المفاضلة بين خيار إخلاء هذه المستوطنات لصالح الدولة الفلسطينية أو خيار إبقاءها على ما هي عليه، مع ضرورة التأكيد على استمرار تطور وتمدد هذه المستوطنات خلال فترة الـ 30 إلى 50 عاماً الانتقالية.
- ملف القوات الإسرائيلية المتركزة حالياً في مناطق الضفة الغربية، والتأكيد على استمرار وجودها لفترة انتقالية ثم العمل بعد ذلك- وفقاً لقناعة الإسرائيليين- على العمل لجهة تخصيص عددها وحجمها تدريجياً..
هذا وأشارت التسريبات إلى أن التوافقات التي يتم التوصل إليها في الطاولة السرية، سوف لن تصبح سارية إلا فقط وحصراً إذا تم التوقيع على اتفاقية السلام الفلسطينية- الإسرائيلية بشكلها النهائي..
تشير التوقعات الجارية على مستوى طاولة المفاوضات السرية.. والمتوقع جريانها على مستوى طالة المفاوضات العلنية، إلى أن تل أبيب سوف تنفذ مناورة كبرى لجهة الحصول على بنود الصفقة الأمريكية، ثم الانقلاب بعد انقضاء الثلاثة أشهر على المفاوضات السرية والعلنية.. وذلك لأن الأمر بسيط بالنسبة لإسرائيل و ما عليهم سوى الانتظار إلى حين تقديم أوباما لخارطة الحدود، والتي وإن كان مندوب إسرائيل في الطاولة السرية سوف يوافق عليها.. فإن الحكومة الإسرائيلية سوف ترفضها باعتبارها لا تلبي مطالب وشروط إسرائيل إزاء خط الحدود بين الدولتين.. وبكلمات أخرى سوف تطالب تل أبيب بخط حدود غير ممكن عملياً لأي طرف فلسطيني القبول به، وذلك على أساس اعتبارات المبدأ الإسرائيلي القائل: لا عودة لحدود ما قبل حرب 1967.. وأن المستوطنات الموجودة في الأراضي الفلسطينية يجب أن تكون جزءاً من الدولة الإسرائيلية، وبالتالي فهي ومن بداخلها يخضعون للسيادة الإسرائيلية، و ما على المعتدلين العرب الموجودين على طاولة المفاوضات السرية سوى الاستمرار في أداء الدور وفقاً للسيناريو الإسرائيلي الذي يهدف إلى استمرار الاستيطان في القدس الشرقية، وتجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية الأخرى لفترة ثلاثة أشهر، وأخذ المكافآت الأمريكية، ثم مغادرة طاولة التفاوض العلنية والسرية، على أمل الإعداد لسيناريو جولة مفاوضات فلسطينية- إسرائيلية جديدة تتيح لإسرائيل ابتزاز المزيد من الفوائد والمكاسب.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد